Site icon IMLebanon

الانتخابات المبكرة طروحات تهويلية… وفرنسا تدعمها كخيار أخير

مطلب الانتخابات النيابية المبكرة يكاد يتحول إلى شبه اجماع لدى اللبنانيين المتباعدين حول كل شيء بدءًا من تفسير الدستور والصلاحيات الملحوظة في مواده الى الرؤساء والسلطات الاربع التشريعية والتنفيذية والقضائية والامنية ولكن من زاوية مختلفة عن الاخرى اذ ينظر اليها كل فريق من منظاره الخاص وبما يتلاءم مع مصالحه الذاتية، ففي حين كان هذا المطلب بندا رئيسيا على اجندة ثوار السابع عشر من تشرين والحراك المدني الا أنه تحول الى كلام تهديدي وتهويلي متبادل بين كل من التيار الوطني الحر وكتلة المستقبل يطرحانه وقت الحشرة لشحذ المناصرين وشد العصب الحزبي والمذهبي ليس الا .

وفي حين تتلاقى القوات اللبنانية والتيار في الشكل حول عنوان الانتخابات المبكرة الا انهما يتباعدان من حيث الجوهر والاهداف. فالقوات تريدها لازاحة السلطة الممسكة بالقرار ولاعتقادها أنها كسبت سياسيا في السنتين الاخيرتين على حساب التيار الوطني الحر الذي خسر والعهد شعبيا والكثير من مناصريهما، يتحاشى حزب الله اتخاذ اي موقف من مطالبة بعض القوى السياسية باجراء هذا الاستحقاق واعتباره مدخلا لحل الازمة ويرفض في ظل الظروف الاقليمية والتطورات الحاصلة في أكثر من ساحة ومنها اجتماعات فيينا وسواها اي مغامرة انتخابية من شأنها التضحية بالغالبية البرلمانية التي يمتلكها والذهاب الى انتخابات مبكرة غير مضمونة النتائج اقله لفريقه السياسي بغية اعادة تكوين السلطة التي هو راض عنها وغير راغب في تبديلها. ويفضل حسب اوساطه اجتناب هذه المغامرة حاليا حتى ولو املت الاحوال  التمديد للمجلس النيابي القائم .

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجه يرى أن المشكلة الراهنة ليست لدى السلطة التنفيذية لنطرح حلها والاتيان باخرى بديلة، انما هي لدى السلطة التنفيذية وفي رأيي أنه شعار للتهويل والتهديد يفتقر الى الجدية سيما وان البلاد على مشارف الاستعداد لاجراء هذا الاستحقاق الذي لاتتعدى الفترة الزمنية الفاصلة بينه السنة، علما ان هناك العديد من المرشحين الراغبين في خوض غمار هذا الاستحقاق بدأوا التحضيرات واجراء الاتصالات اللازمة وتشكيل الفريق المساعد وسواها من الموجبات الاخرى التي تتطلبها  العملية الانتخابية .

ويختم: المطلوب في ظل هذه الازمة الخطيرة التي تشهدها البلاد على المستويات السياسية والمالية والمعيشية كافة القليل من الجدية والصدقية لان الاستمرار في سياسة التعمية المتبعة وعملية عض الاصابع لمجرد تحقيق مصالح انية وشخصية سيؤدي الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع ولن يسلم منه احد .

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب انور جمعة اكتفى بالقول لـ”المركزية” ان موقف الحزب معلن من هذا الطرح وهوغير مؤيد ويفضل البقاء خارج الموضوع.

وتقول مصادر دبلوماسية ان فرنسا باتت على شبه قناعة بأن الكتل النيابية اللبنانية اما عاجزة واما بعضها على الارجح لا يريد الايفاء بالتعهدات التي قطعها لرئيسها أيمانويل ماكرون في اجتماع السفارة الفرنسية في بيروت. وأن باريس تدعم مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لحل الازمة الحكومية كما كل من أميركا وروسيا وبريطانيا ومصر باعتبارها ومبادرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الفرصة الاخيرة لتشكيل الحكومة وانقاذ لبنان من الانهيار المحتم.

وان اللجنة الفرنسية المكلفة متابعة الازمة اللبنانية تتجه الى الدعوة الى تشكيل حكومة انتخابات بعد التمهيد لتقديم موعد الاستحقاق سيما وانها كانت سابقا غضت الطرف عن هذا البند في اجتماع  قصر الصنوبر الذي جمع الرئيس ماكرون والقيادات اللبنانية وذلك بناء لرغبة  من حزب الله والتيار الوطني الحر في حينه.