ترغب فيها وتشعلها، فتتمتع بخمس دقائق من التدخين، ومن ثم تطفئها. هذه هي حال كل مدخن يمضي حوالى ساعة وثلثَي الساعة في اليوم حاملًا سيجارة في يده، إذا ما احتسبنا أنه يكتفي بعلبة سجائر واحدة خلال 24 ساعة.
وإذ بالسيجارة تنتهي وينصرف هو إلى أموره الحياتية ليعود بعد حين ويشعل أخرى من جديد، من دون أن يدرك كيف تحترق السيجارة وما هي المواد التي تصدر منها.
كيف تتم عملية الاحتراق؟
الاحتراق هو عملية حرق مادة موجودة في الأكسجين تنتج عنها حرارة وضوء في كثير من الأحيان. فعند إشعال السيجارة، يولد التبغ المحتك بالأكسجين في الهواء عملية احتراق ذاتية تقوم باستهلاك التبغ. وبذلك، ينتج عن احتراق التبغ تكوين الدخان الذي يحتوي على مجموعة من المواد الكيميائية فضلًا عن تكوين الحرارة والرماد، فتؤدي الحرارة العالية المصاحبة للاحتراق إلى الانهيار الحراري للتبغ عند احتراقه، مما يفضي إلى إنتاج الكثير من المواد السامة الموجودة في دخان السجائر.
ولعل هذا هو السبب الأول الذي دفع الباحثين والعلماء الحريصين على صحة المدخن إلى ابتكار إحدى التقنيات الحديثة والثورية التي تعمل على تسخين التبغ بدلًا من حرقه فتمنح المتعة ذاتها لمستخدمها مصحوبةً بطعم مماثل، وتخفف في الوقت ذاته من المخاطر التي يخلفها التدخين فتولد مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية الضارة.
ماذا نجد في دخان السجائر؟
يحتوي دخان السجائر على نكهات من مزيج التبغ، إضافةً إلى النيكوتين الموجود في شكل طبيعي في أوراق التبغ. هذه العناصر الموجودة في الدخان هي ما يستمتع به المستهلكون أثناء التدخين. ومع ذلك، فإن نفس عملية الحرق التي تطلق نكهات التبغ والنيكوتين تنتج أيضًا أكثر من 6000 مادة كيميائية، تم تحديد حوالى 100 منها كأسباب أو أسباب محتملة للأمراض المرتبطة بالتدخين، كمثل سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية وانتفاخ الرئة وأمراض اللثة.
وعند التدخين، يمكن أن تصل درجة حرارة السيجارة إلى 900 درجة مئوية، فيما يعمل الاحتراق على تجميع الذرات في المواد الكيميائية وتفكيكها وإعادة تجميعها لتشكيل مواد كيميائية جديدة. وهذا منافٍ تمامًا لعمل الأجهزة التي تم ابتكارها وتطويرها منذ بضعة أعوام والتي تسخن التبغ على حرارة 350 درجة مئوية لتصدر بخارًا بدلًا من الدخان وتقلل الاصفرار على مستوى الأسنان، فيما رائحتها لا تلتصق بالشعر والملابس والأثاث وتكون تبعاتها أخف وطأة من السجائر على المدخن والمحيطين به.
دخان التبغ هذا، وهو عبارة عن مزيج من الغازات والجسيمات العالقة، يحتوي على مواد عدة، نذكر منها سيانيد الهيدروجين، والقطران، والميثانال، والبنزين، وأول أكسيد الكربون، والنيكوتين. واللافت أن معظم المواد الكيميائية الموجودة في الدخان تختلف عن تلك الموجودة في التبغ، وقد أثبتت الدراسات في شكل لا يقبل التأويل أن النيكوتين لا يتسبب سوى بالإدمان عليه، إلا أن الضرر الذي يصيب المدخن ينتج عن احتراق التبغ. أما أجهزة تسخين التبغ فتصدر في المقابل بخارًا عوضًا عن الدخان وتقلل بالتالي انبعاث المواد الكيميائية الضارة بنسبة 95% بالمقارنة مع السيجارة التقليدية، ولو أنها لا تخلو هي نفسها من الضرر بنسبة 95%.
انتشار الحل البديل
ومن هذا المنطلق، حازت الابتكارات العاملة على تسخين التبغ براءات اختراع وحظيت بموافقات دولية، خصوصًا من البلدان الكبرى التي تشجع مواطنيها والمقيمين فيها من غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين على التخلي عن السجائر واستبدالها بتقنيات أقل ضررًا، كمثل الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، وأستراليا وغيرها الكثير من البلدان. كذلك، صدرت في الآونة الأخيرة عن إدارة الغذاء والدواء الأميركية الموافقة التي منحت جهاز IQOS القائم على تسخين التبغ بدلًا من حرقه، والذي طورته شركة فيليب موريس العالمية منذ العام 2008، إذنًا بتسويق الجهاز وبيعه داخل الولايات المتحدة باعتباره “منتجًا تبغيًّا معدل المخاطر”.
كل ما سبق دفع إلى انتقال ما يوازي 17.6 مليون مستخدم من عدد كبير من الدول إلى الأجهزة الخالية من الدخان، وتقدر شركة فيليب موريس العالمية أن 72% من هذا المجموع، أي ما يعادل 12.7 مليون مستخدم، انتقلوا تمامًا إلى الجهاز الخالي من الدخان متخلِّين عن التدخين في شكل كامل في وقت ما خلال مرحلة انتقالهم إلى الجهاز.
فمن التدخين ومضاره إلى الأجهزة البديلة والناجعة، دُرْ… هي التي احتلت مكانةً مهمة جدًّا لدى مستخدميها، إلى درجة أنهم استعاضوا عن سجائرهم بها من دون أن ينووا العودة إلى التدخين مرة أخرى، مكتفين بالجهاز وحده.
وإن لم تكن أجهزة التدخين خالية من المخاطر، إلا أنها الحل الأفضل لمن لا ينوي الإقلاع عن التدخين ويبحث عن بديل أقل ضررًا ليقي نفسه والآخرين مساوئ قد لا تكون نتائجها مرضية.
***هذا المقال برعاية فيليب موريس لبنان