أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أن “الحزب ضد الانتخابات النيابية المبكرة ويراها مضيعة للوقت لأنها لن تقدم أي شيء جديد وستلهي الناس عن الاستحقاقات الاقتصادية”، وذلك تعليقًا على “الحديث الذي يدور حول مخاطر تأجيل موعد إجراء الانتخابات النيابية، واحتمال التمديد للمجلس النيابي الحالي”.
وطالب، في كلمة له بالذكرى الثلاثين لتأسيس قناة المنار، الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة بـ”التفضل إلى تشكيل حكومة، لأنهم يريدونها لأسباب حزبية”.
وأشار إلى “مواصلة السعي لتأليف الحكومة وعدم اليأس”، مؤكدًا “مساعدة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مبادرته”.
ودعا المعنيين بتأليف الحكومة بأن “يسمعوا أوجاع الناس ويشاهدوا القلق في عيونهم، وأن يضعوا المشهد الإنساني أولاً قبل اعتباراتهم”.
وأوضح أن “تراكم الأزمات أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم”، مشيراً إلى أن “اتهام حزب الله بأنه سبب الأزمة وتجاهل الأسباب الحقيقية هو خطاب أميركي واسرائيلي”.
ووصف نصرالله الأداء الرسمي الحالي بالضعيف، مشددا على “وجوب معالجته لاسيما أن أزمة الحكومة طالت وقد تطول أكثر”.
وكشف عن “معلومات تفيد بأن الدواء والمواد الغذائية موجودة في مستودعات يحتكرها التجار”، مؤكداً أن “المحتكرين معروفين بالأسماء لكنهم يسرحون ويمرحون ويحظون بالتغطية السياسية”.
ولفت إلى أن “الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج سنوات ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي”.
وتوجه إلى المحتكرين بالقول: “أنتم خونة وقتلة وفجار”، وقال: “على الوزارات الحالية أن تعلن حرباً عليهم”، وموضحاً أن “حزب الله يعرض تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار”.
وأكد أن “معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة عبر النفط الايراني لكن بحاجة قرار سياسي جريء، وأن العرض الإيراني لإرسال المحروقات إلى لبنان وبالعملة اللبنانية ما زال قائماً”.
وشدد على أنه “عندما نيأس من تحمل الدولة مسؤوليتها فإن حزب الله سيفاوض الحكومة الإيرانية وسيشتري بواخر محروقات منها، وسيدخلها إلى الشعب اللبناني عبر مرفأ بيروت وعندها لتوقفه الدولة اللبنانية”.
وأردف: “يجب العمل على تخفيف المعاناة، وحزب الله سيقوم بإجراءات تتحدث عن نفسها”، مشيراً إلى أن “حزب الله يؤيد البطاقة التمويلية إذا أقرت في مجلس النواب تساعد 750 ألف عائلة في تخفيف المعاناة. وكل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم لن يحصل لأن القرار الرسمي برفع الدعم يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع”.
في سياق آخر، طمأن نصرالله كل المحبين عن وضعه قائلاً “أنني ما زلت أحلم وأحمل أملاً كبيراً في أن أصلي في القدس والمسجد الأقصى المبارك سوياً”.
وتوجه بالشكر إلى كل الذين عبروا عن محبتهم بعد خطاب عيد المقاومة والتحرير نتيجة وضعه الصحي، معتزاً بتلك المحبة.
وحول قناة المنار، شكر نصرالله كل من ساهم بتأسيسها، ونجاحها وتطويرها، موضحاً أنها ليست قناةً تبتغي الربح وتبحث عن الإثارة والمنافسة بل هي قناة قضية ورسالة تقدم التضحيات وتدفع الأثمان. مذكراً بأن الحافز الأساسي الذي نقل المنار إلى البث الفضائي هي الانتفاضة في فلسطين.
وعودةً إلى المنار أشاد السيد نصر الله بمواجهة القناة لحرب تموز وتداعياتها، ثم تحملها مع بدء العدوان الأميركي – السعودي على اليمن المسؤولية الفريدة في الوقت الذي سكتت فيه أغلبية وسائل الإعلام في العالم العربي صمت القبور، فكانت صوت الشعب اليمني المظلوم وكان الثمن إسقاط المنار عن عرب سات ونايل سات.
ورأى أن اليوم هناك فشلاً ذريعاً للعدوان على اليمن الذي يبحث عن مخرج ومكاسب، وقال “إننا منذ اليوم الأول أمن بقدرة الشعب اليمني على الصمود والانتصار”. وأضاف أن ما عجزوا عن تحقيقه في العدوان العسكري يريدون تحقيقه عبر العقوبات الاقتصادية والحصار على الشعب اليمني، حيث يمارس الأميركي الدجل والتضليل حين يقدم نفسه كساع لوقف الحرب. معتبراً أن ما نعانيه في لبنان اليوم هو بعض ما يعانيه اليمنيون منذ سنوات لإجبارهم على التنازل.
وعن الملف الفلسطيني، وصف نصرالله ما يجري في القدس والمسجد الأقصى وكل فلسطين هو أننا أمام عدو حاقد وأحمق وقد يهرب إلى الأمام نتيجة أزماته الداخلية، مشيراً إلى أن بنيامين نتنياهو اليوم مهزوم ومأزوم وقد يلجأ إلى خيارات مختلفة ومتهورة لكي يخرج من أزماته.
وشدد على أن الفلسطينيين في غزة والقدس والضفة والداخل في 48 مصممون على حماية القدس والمقدسات، فيما يبقى على الأمة أن تتحمل مسؤولياتها. مجدداً التأكيد بالعمل للوصول إلى المعادلة التي أطلقها خلال الخطاب الأخير بأن الأعتداء على القدس يعني حرباً إقليمية.
ولفت إلى أن أول الغيث بالتعبير عن المعادلة الجديدة جاء من اليمن العزيز وعبر عنه قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي.