كتبت أسرار شبارو في “النهار”:
أكثر من عشرة أشهر مرت على انفجار مرفأ بيروت، عائلات لم تجفّ دمعتها بعد على فقدان فلذات أكبادها. جرحى يعيشون يومياً مع ندوبهم، وآخرون لم يستيقظوا بعد من هول الكارثة، منهم لارا حايك التي دخلت في غيبوبة، والتي أضاءت “النهار” قبل أشهر على قصتها. حينها، شرحت والدتها نجوى كيف أصيبت في منزلها في الأشرفية، شارع العكاوي، بعدما عادت من عملها في إحدى الشركات، طار الباب وضرب رأسها، تم نقلها إلى مستشفى الجامعة الأميركية حيث مكثت لثلاثة أشهر ومنها إلى مستشفى بحنس، شخّص الأطباء حالتها بالغيبوبة النباتية، أي حين يكون المريض مفتح العينين من دون أن يرى، أطلعت أن فترة العلاج الذي تستغرقه تتراوح من 6 أشهر إلى سنة، فكيف هو وضعها الآن؟
الوضع على حاله
لا تزال نجوى الحايك تعيش أصعب أيام حياتها، كل همها أن تسمع خبر يطمئنها عن ابنتها، فوضعها الصحي كما قالت لـ”النهار”: “لا يزال على حاله، لم يستيقظ دماغها بعد، حركت يدها ورجلها بصورة بسيطة لكن لا تقدم إيجابي يذكر، فالضربة على دماغها كانت قوية جداً زاد من تضرره وتلفه توقف نبض قلبها لفترة، لا نعلم متى سيعاود العمل وأي جهة منه، ليس أمامنا سوى التضرع إلى الله بأن يقف إلى جانبها ويشفيها”.
من سيتكفل بالعلاج؟
وكأنه لا يكفي نجوى المأساة التي هاجمت منزلها الهادئ في ذلك اليوم المشؤوم، والمصيبة التي حلّت عليها محولة حياتها إلى جحيم، حيث باتت صحة ابنتها هدفها الوحيد، وإذ بها تجبر على التفكير في كيفية تأمين فاتورة المستشفى في شهر آب، وشرحت ” الضمان الاجتماعي الذي تستفيد منه لارا نتيجة عملها في شركة أخذ على عاتقه تحمل التكاليف مدة سنة، لكن ماذا أفعل بعد ذلك؟ من سيتكفل بالمبلغ المالي الذي سيترتب على بقائها في المستشفى”؟ متسائلة: “ألم تأخذ الدولة على عاتقها علاج جرحى الرابع من آب، أين هي من ذلك، وها أنا أطلق الصرخة الآن قبل أن نصل إلى ٥ آب تاريخ توقف الضمان عن تغطية العلاج حيث أرسل لنا كتاباً أطلعنا رسمياً على ذلك”.
التمسك بالأمل
آخر ما قالته نجوى لابنتها قبل أن تدخل في غيبوبة “سلمتك للعدرا، العدرا أعطتني إياك وهي من تحميك”، والآن كلها أمل أن تشفى لارا وتعود إلى حضنها كما كانت في السابق مشعة بالطاقة والفرح، وإلى المسؤولين الذين لم يتحمل أي منهم مسؤولية الكارثة ولازالوا يتابعون حياتهم كالسابق بعدما دمروا الشعب اللبناني على كافة الأصعدة قالت: “الله يقصف عمرن”.