كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”:
بعد الجمود السياسي القاتل على صعيد تأليف الحكومة تحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددا بإتجاه اطراف النزاع للوصول الى قواسم مشتركة ترضي الجميع واقرب ما تكون للسياسة المتبعة لبنانيا «لا غالب ولا مغلوب «، فهو ادار محركاته بأقصى طاقاتها عله يصل الى محطة الانفراج الحكومي، لكن كل المؤشرات تدل حتى الساعة ان لا حلول في الافق والازمة مستمرة ومستمرة مهما عذابات المواطن اللبناني الذي اصبح يعاني الامرين لتأمين ادنى مستويات عيشه مع تفاقم الازمات وزيادة تدني مستوى الخدمات كافة، في ظل غياب تام لضمائر مسؤوليه البعيدين كل البعد لحقيقة معاناته، خصوصا بعد تحذير البنك الدولي بان لبنان يغرق نحو اسوأ ثلاث ازمات عالمية شهدتها الدول منذ منتصف القرن التاسع عشر، هذا التحذير كان من المفترض ان يشكل حافزا لدى المسؤولين لتقديم التنازلات من اجل تشكيل حكومة تعمل لانتشال ما يمكن انتشاله من هيكل الوطن المتصدع حتى العظم.
على الافرقاء التوصل الى حل ينهي حالة الاستنزاف
مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير تؤكد عبر «اللواء» ان الرئيس بري يبذل اقصى جهوده من اجل حل ملف تشكيل الحكومة، حيث لم يعد لدينا ترف الوقت في ظل اوضاع اجتماعية واقتصادية وحياتية سيئة جدا وهي تسوء يوما بعد يوم، لذلك تعتبر المصادر ضرورة ان يتم البت في ملف التشكيل بأسرع وقت ممكن لان الامور لا يمكن ان تستمر في الانتظار المؤلم الذي يغرق البلد اكثر واكثر، داعية الافرقاء المعنيين للتوصل الى اتفاق معين ينهي حالة الاستنزاف الذي يعيشها البلد.
واكدت المصادر ان الرئيس بري لن يستسلم وسيستمر في بذل جهوده على امل ان تلاقيه الاطراف السياسية الاخرى. وشددت على اهمية ان تسود التهدئة السياسية من خلال وقف الشجار الاعلامي والبيانات العالية السقف من قبل كل الاطراف والسعي لتخفيف التشنج والاحتقان الذي يزيد الامور تعقيدا، واعتبرت المصادر ان هناك ضرورة قصوى للذهاب لتأليف حكومة لاهمية الامر لبنانيا ودوليا.
الأمور سائرة نحو تأزم غير مسبوق
مصادر نيابية اخرى مقربة من الرئيس بري تحمل عبر «اللواء» رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة بعد رفضة تشكيلة ال24وزيرا والتي تضم ثلاث 8 ورفضه للمثالثة بعد ان تنازل الرئيس الحريري ووافق عليها، ولفتت المصادر الى ان كل الامور توحي بان هناك من يختلق العراقيل لاجهاض تشكيل الحكومة، واعتبرت المصادر الى ان ما يقوم به رئيس مجلس النواب يعتبر بمثابة جهود اكثر مما يمكن توصيفه بالمبادرة في محاولة منه لخرق الجمود الحاصل في الوضع الراهن، واشارت المصادر الى ان البديل عن تأليف الحكومة هو المزيد من الانهيار والضغط الممارس على الشعب اللبناني، خصوصا ان المشاكل الحياتية الكبرى تزداد يوما بعد يوم، لاسيما ان الامور سائرة نحو تأزم غير مسبوق في ظل الحديث عن قرب الوصول الى الانعدام في الخدمات.
لا حياة مع اليأس
واكدت المصادر ان جهد الرئيس بري مستمر وان لا حياة مع اليأس، وذكرت المصادر بأن رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب سمى وزراء مسيحيين في حكومته من بينهم وزير البيئة ديميانوس قطار، وعندها لم يعترض احد على تسميته للوزير المسيحي، وتقول المصادر:«الواضح من مواقف الوزير باسيل تشير الى ان لا نية لديه لتسهيل الجهود التي تبذل من اجل ايجاد علاج للملف الحكومي ولفتح كوة في الجدار المغلق».
وفي حال فشلت مبادرة الرئيس بري توقعت المصادر الى اننا سنكون امام ايام اقسى واصعب على كل المستويات.
الأولوية لتشكيل الحكومة
وحول ما اذا هناك امكانية لابقاء حكومة تصريف الاعمال حتى موعد اجراء الانتخابات النيابية تقول المصادر:» الاولوية اليوم هي تشكيل حكومة جديدة تعمل على تحضير للانتخابات والاشراف عليها، خصوصا ان هناك مدة زمنية ليست بقليلة تفصلنا عن اجراء الانتخابات، من هنا فإن البلد لا يمكن ان يحتمل استمرار حكومة تصريف الاعمال اي فعليا غياب السلطة التنفيذية.» وعن ما اذا كان سيعتذر الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة في حال فشلت مبادرة الرئيس بري تدعو المصادر الى الانتظار، وقالت :»لا يمكننا البناء الا حسب التطورات التي يمكن ان تحصل.»
وردا على سؤال اكدت المصادر دعم مصر وفرنسا لجهود الرئيس بري الذي يتمتع بدور يلعبه كونه رئيس مجلس نواب يحاول انقاذ بلد منهار، واكدت استمرار بري ببذل اقصى جهوده لان كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة يدفع لبنان اثمان باهظة من رصيده في مختلف المجالات.