اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “شعبنا يتطلع إلينا طيلة هذين الأسبوعين، ولم يبق له من أمل وثقة سوى في الكنيسة، من بعد أن فقدهما في الجماعة السياسية والمسؤولين.وهذا أمر طبيعي إذ يأتي نتيجة انتكاسات وخيبات متتالية. هذا الواقع المعنوي المرير لا يشكل بالنسبة إلينا مجرد إدانة، بل واجبا علينا للتعويض عن تقصير الدولة والمسؤولين تجاه المواطنين وكل مواطن، من خلال مؤسساتنا، وأراضينا، وتنظيمنا لخدمة المحبة الإجتماعية والإنمائية.
وقال خلال كلمة له في بداية الرياضة الروحية السنوية لسينودوس الأساقفة الموارنة برئاسته في الصرح البطريركي في بكركي: “إننا ككنيسة لا نستطيع أن نسكت أو أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء المظالم السياسية والإجتماعية والمعيشية النازلة بشعبنا من خلال حرمانه الغذاء والدواء، أبسط حقوقه الأساسية ولا سيما فرص العمل على أرض الوطن، والعيش بكرامة، وقد جعلته الجماعة السياسية والمسؤولون شعبا متسولا، محروما من الوظيفة ومن مورد العيش بعرق الجبين، حتى أصبح نصف الشعب اللبناني في حالة فقر”.
وأضاف: “معكم نحيي حضرة مرشد الرياضة، عزيزنا الأب فادي تابت، المرسل اللبناني الماروني، الذي سيلقي علينا مواعظها. متخذا لها موضوعا عاما بعنوان: “كنيستي إلى أين؟” فيتناول على ضوء المبادئ اللاهوتية والروحية والكنسية، واقع كنيستنا المارونية في بلدان تواجدها، وموقعها في جسم الكنيسة الكاثوليكية، وشركتها مع الكنيسة الجامعة ورأسها المنظور قداسة البابا فرنسيس، أطال الله سني رئاسته وحقق أمنياته لخير الكنيسة. في هذا الإطار، يتناول الأب المرشد كلا من الشأن الروحي والراعوي والإجتماعي والوطني، وبخاصة في لبنان وبلدان النطاق البطريركي، ويكشف حالات البؤس والفقر والقلق والهجرة من جراء الحروب والتهجير وعدم الإستقرار السياسي، والأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية، ويبين ضرورة التفكير في كيفية الصمود، وتنظيم خدمة المحبة الإجتماعية بالتضامن والتعاون والتكامل”.
وختم: “هي كنيستنا مدعوة “لتتسلح بالجرأة وتعطي صوتا لمن لا صوت له، مستعيدة دائما صرخة الإنجيل في الدفاع عن البؤساء والمهددين والمحتقرين والمحرومين من حقوقهم الإنسانية” (القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة “إنجيل الحياة”، 25 آذار 1995، 5). إننا بالنعمة الإلهية، نبدأ رياضتنا الروحية، راجين لها الثمار الوافرة من غنى الكنز الإلهي”.
ويشارك مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار في الصلاة الروحية وتستمر لغاية يوم السبت المقبل، على ان تبدأ أعمال السينودوس المغلقة يوم الإثنين في 14 حزيران وتستمر لغاية ظهر يوم السبت في 19 الجاري حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن كل المواضيع التي تم بحثها.