رؤية الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لمعالجة ازمة المحروقات في لبنان، والتي رست اخيراً على قراره بالتفاوض مع طهران لاستيرادها والمجيء بها إلى مرفأ بيروت، في حال عجزت السلطات عن إيجاد حلول، بالاضافة الى تحدّيه الدولة اللبنانية من ان تمنعه من إدخالها إلى لبنان، قابلها الوزير والنائب السابق احمد فتفت ببرودة لافتة، اذا لم يرَ في كلام نصرالله “اي تحدّ للدولة اللبنانية في اعتبار انه هو الدولة”، متسائلاً: “هل يتحدّى نفسه إذاً؟ فرئيس الجمهورية هو من فرضه، ورئيس مجلس النواب يتصرّف كما يطلب منه، ورئيس حكومة تصريف الاعمال هو من سمّاه، والوزراء هم وزراؤه، ووزارة الصحة له، ووزارة الطاقة لحلفائه، فمن يتحدّى إذاً؟ هو يلقي فقط خطاباً شعبوياً لارضاء اصحاب الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي ولكي يقول لهم انا معكم”.
إلا ان فتفت نبّه عبر “نداء الوطن” الى “ان المكمن الشديد الخطورة في كلام نصرالله يتجلّى في عرضه تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار”، وسأل: “هل يريد اليوم ان يضع يده على ملف النفط وملفات اخرى عبر عنوان “المتطوعون” من “حزب الله”، ومن خلال اغراق الادارات بهم، على غرار ما فعل سابقاً مع إدارات وزارة الصحة اللبنانية، عندما أغرقها بالادوية الايرانية، مُستغلاً جائحة “كورونا”؟ كذلك سأل: “اين هؤلاء المتطوعون اليوم من تنفيذ خطة ترشيد دعم الادوية مع وزير الصحة”؟
وعليه، اعتبر فتفت “ان كل ما يجري اليوم هو تنفيذ “حزب الله” مخططاً تدريجياً اعلن عنه امينه العام في الامس وبعنجهية كبيرة، من خلال وضع يد الحزب على قطاع جديد من الدولة اللبنانية تحت عنوان “حاجة اللبنانيين”، وينسى من جهة ان لبنان يعاقب بسبب مواقف المقاومة، وينفي من جهة اخرى اي علاقة له، ونحن لا نفهم كيف؟ انه يحاول في آن التهرّب من المسؤولية وفي الوقت نفسه الاستيلاء على كل السلطة الاقتصادية، وكلامه عن مرفأ بيروت مليء بالوقاحة وهو دليل واضح على سيطرته على المرفأ، بعدما نكر ذلك لدى وقوع جريمة تفجير 4 آب، وبالتالي كلامه يضعه مجدّداً في موقع المساءلة بموضوع التفجير، اضافة الى المساءلة الكبيرة في عدم تسليم المتهم المدان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سليم عياش”.
واعتبر فتفت ان نصراالله “يبيع اللبنانيين اوهاماً”، لافتاً الى انه “حتى لو استطاع استيراد محروقات بكميات، فمن اين سيدفع ثمنها؟ فهذا يعني طبع المزيد من العملة الوطنية وبالتالي المزيد من التضخّم، ورفع سعر الدولار الاميركي على نحو جنوني اكثر”.