Site icon IMLebanon

في لبنان… طفلة تخسر حياتها على أبواب المستشفيات!

نعت السيدة ماريا موسى طفلتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بعدما فقدتها أمس بعد أن رفضت غالبية المستشفيات استقبالها.

وقالت ماريا: “خسرتُ ابنتي لان المستشفيات بلا رحمة وحياة ابنتي لا قيمة لها بالنسبة لهم، ابنتي في السماء وانتم ستحترقون بنار جهنم”.

نعم، لقد وصل وضع لبنان الى حدّ موت الأطفال على أبواب المستشفيات. لن تتحرك ضمائر السياسسين “الأصنام” طبعاَ و”كارتيل” المستشفيات سيقف بوجه هذه الطفلة على الأرحج، لكن من غير المسموح ما يعيشه اللبنانيون من ذلّ وقهر وفقر. فال متى سيبقى المواطنون راضون بهذا الوضع الرديء؟! متى سيغضبون وسيقتلعونهم عن كراسيهم؟

 

وفي حديث لـ”النهار”، ترفض ماريا السكوت عما جرى، حرقة قلبها أن “أحداً لم يحاول المساعدة، رفضت مستشفيات كثيرة استقبال ابنتها وهي بحالة حرجة جداً. هي التي تعاني سرطاناً أنهك جسدها، لم تجد من يستقبلها ويؤمن لها سريراً في العناية الفائقة. لم أسمع سوى “لا يوجد سرير” أو “استقباله على الضمان”، وكأننا سألنا عن المال!

تسترجع والدتها ما جرى: “عانت ميلا حرارة مرتفعة نتيجة العلاج الذي خضعت له، كانت مناعتها ضعيفة جراء العلاج الكيميائي، وتوجهنا بها ليلاً إلى مستشفى مار يوسف. وبعد اجراء الفحوص، تبيّن أنها تعاني التهاباً قوياً، وعلى الرغم من تأمين البلاكيت والدم، إلا أن حالتها تدهورت واستدعت نقلها إلى مستشفى آخر فيه عناية فائقة للأطفال”.

بدأت الإتصالات بالمستشفيات ورحلة البحث عن سرير في العناية الفائقة. لم يترك والدا ميلا وعائلتهما مستشفى إلا واتصلوا به، ليصطدموا بجواب واحد “لا سرير لدينا”. وفق ماريا “لم نترك مستشفى في لبنان إلا وحاولنا معه، مستنجدين بسرير واحد، إلا أن أحداً لم يساعدنا. لم يتشفع فينا أحد ويرضى استقبالنا. تذرع الجميع بعدم وجود سرير، هل يُعقل ان أسرة العناية الفائقة للأطفال شاغرة في كل لبنان؟”.

لا تُخفي ماريا أنه “في البداية تذرع البعض بالضمان وعدم تغطيته للتكاليف، لكننا لم نسأل عن المال ويمكن تأمينه، كل ما نريده إدخالها واستقبالها في #المستشفى. لم نعرف السبب الحقيقي لرفضهم، وقد حاول الأطباء والمحيطون بنا فعل المستحيل والاتصال بكل المستشفيات إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.”

برأي والدتها “ما حدا عندو ضمير، لم يحاول أحد مساعدتنا أو أقله يعرض علينا المجيء بها لمعاينتها وتقديم المساعدة. كنت أتمنى لو أن أحداً فقط وافق على مجيئها ونقلها ومحاولة تقديم خدماته الطبية، لكن لم يتكلف أحد بحل المشكلة أو تأمين سرير”.

وبعد وساطات واتصالات مكثّفة، نجحنا في تأمين سرير في مستشفى الكرنتينا شرط نقلها عند الرابعة فجراً، إلا ان حالة ميلا عند الساعة الواحدة فجراً كانت خطيرة و”على آخر نفس”. ويستحيل الانتظار، ولم تصمد ميلا حتى الرابعة ورحلت قبل أن نجد لها سريراً.

لدى ماريا الكثير لتقوله، إلا ان “الغالي راح وشو بينفع الحكي “. تتوجه الى كل المسؤولين بالقول: “حتى لو عالجتم أنفسكم ستذهبون إلى جهنم، مهما فعلتم نهايتكم معروفة. لا يحق لهم الإستهتار بحياة العالم، كان يكفينا المحاولة، ربما لم تكن تشفع كل المحاولات الطبية لكن ما يخفف الألم هو المحاولة والسعي وليس صد الأبواب في وجهنا. كل ما طلبناه “نجرب كل يلي فينا نعملوا، بس حرقة قلبنا إنو ما حدا جرب يعمل شي، وفي مستشفى سكر الخط بوجه الممرضة”.