استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب بعد ظهر اليوم الجمعة في السرايا الحكومية، وفدا من الأحزاب العربية ضم رؤساء أحزاب ونوابا وشخصيات سياسية ونقابية في عدد من البلدان العربية لتهنئة لبنان لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
وقال دياب: “أرحب بكم في لبنان، هذا البلد المتجذر في انتمائه العربي، والذي قدم التضحيات الكبرى في سياق إيمانه والتزامه بقضايا الأمة العربية. تأتون اليوم لتهنئة لبنان في مناسبة عيد المقاومة والتحرير من الجانب الإسرائيلي الغاشم الذي بقي جاثما على صدر لبنان نحو 22 سنة، من العام 1978 وحتى العام 2000 حين حقق اللبنانيون أول نصر عربي على إسرائيل. لكن هذا الجانب لا يزال يحتل أراض لبنانية ومياها لبنانية ويعتدي على السيادة اللبنانية.”
واشار الى اننا “مؤمنون أن الإحتلال إلى زوال مهما طال الزمن. هذا ما حصل في كل الدول التي خضعت للإحتلال، كما حصل في العديد من الدول العربية التي تحررت وحصلت على استقلالها بالكفاح والنضال. نحن في لبنان نؤمن أن البوصلة هي فلسطين، ولذلك، فإن العودة إلى السير وفق هذه البوصلة، يعيد العرب إلى قضيتهم الجامعة، وإلى الروح العربية الواحدة التي للأسف شهدت خلال السنوات الماضية تراخيا، وعرفت قضيتهم تراجعا”.
وأضاف:” اليوم، شكل انتصار غزة على اسرائيل إعادة ضخ الروح في قضية الأمة العربية، تماما كما فعل انتصار لبنان في العام 2000 وفي العام 2006. فانتصار لبنان في عدوان تموز 2006 أسس لانتصار غزة في 2021، وانتصار غزة يؤسس لانتصار أكبر لن يكون موعده بعيدا إن شاء الله.”
ولفت الى اننا “بحاجة إلى عودة التضامن العربي، لأن تفرقنا يجعل من قضيتنا لقمة سائغة لإسرائيل التي تعمل لتمزيق صفوفنا، وتشتيت قضيتنا، والعبث بتاريخنا، وتشويه حاضرنا، وتدمير مستقبلنا، وإلغاء هويتنا وانتمائنا، وسرقة القدس وفلسطين منا. للأسف، فإن هموم الشعب العربي كثرت في السنوات الماضية، وتعددت وتنوعت، واشتدت المؤامرات، وتمزقت الصفوف، وسال الدم غزيرا حتى أصبح بعضنا غريبا في وطنه، أو أسير قضيته، فانشغلنا جميعا عن بعضنا وعن قضيتنا وعن عدونا الذي عرف كيف يتسلل إلى عمقنا. وكما تعلمون، فإن لبنان يمر اليوم في ظروف صعبة جدا، ويحتاج إلى تضامن أشقائه العرب وأصدقائه في العالم، وأن يقفوا إلى جانبه في محنته الصعبة، كما فعلوا دائما. وأنا على ثقة، أن الأشقاء العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما لبنان غارق في العتمة والشعب اللبناني لا يجد علبة حليب الأطفال وحبة الدواء وصفيحة بنزين. نحن تحت حصار قاس، وانهيار لبنان لا يخدم إلا الجانب الإسرائيلي الذي يريد انهيار لبنان للثأر منه. أدعوكم إلى مساعدة لبنان لمنع انهياره. ونتمنى أن تكونوا صوت لبنان للمساعدة على إنقاذ لبنان. أهلًا بكم مجددا في وطنكم الثاني الذي تحبونه ويحبكم”.
وفي بداية اللقاء، اعرب الدكتور خالد السفياني باسم الوفد عن اعتزازه بدياب وتقديره لمواقفه وثوابته الوطنية والقومية رغم ما عاناه من ضغوط وصعوبات خلال الفترة الماضية. وشدد على “دور رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين في تعزيز صمود لبنان في ظل الأوضاع الصعبة جدا على كافة المستويات”.
واعتبر “أن لبنان مستهدف لأهمية التجربة التي قدمها كنموذج للحرية والكرامة والتحرير والتعايش بين أبنائه”. وأعرب عن ثقته بأن لبنان قادر بإرادة اللبنانيين على الصمود وتجاوز المحنة”.
وشدد السفياني على “أن أمن لبنان من أمن الأمة العربية وأي مساس بالوضع الداخلي اللبناني سيترك تداعياته على مستوى الأمة”.