لاحظت مصادر «الأنباء» أن الإقفال المسائي اليومي للطرقات والشوارع خارج المدن وداخلها، هو ضمن إطار تدرج مدروس، تحت عنوان «الانفجار المجتمعي» الذي دعت إليه قوى المعارضة (حزبية ومدنية) استعدادا لكل السيناريوهات، وذلك بمواكبة التجاذبات المتصلة بتشكيل الحكومة، وهدفها واضح وهو الضغط على الفريق الرئاسي لتسهيل تأليف الحكومة برئاسة الحريري، وان هذه التحركات مرشحة للتحول إلى تظاهرات وصولا إلى التمترس في الشوارع، قريبا، بما يشبه العصيان المدني، مع توحيد شعارات المعارضين المعتصمين بشعار وحيد وهو إسقاط رئيس الجمهورية.
وتوقعت المصادر ان يكون آخر الدواء الكي، على غرار ما حصل في السودان ومالي وليبيا، من خلال حكومة عسكرية انتقالية تجري الانتخابات النيابية، ومن ثم رئاسية، ونتائجها معروفة مقدما من جانب هذه المصادر.
وعن الموقف الأميركي مما يجري، وما يمكن تفسيره من زيارة وفد ديبلوماسي أميركي الى النائب فيصل كرامي في طرابلس، بعد جولة الأخير في بعبدا وبكركي ما لفت انتباه العاملين في تشكيل الحكومة، أشارت المصادر الى ان واشنطن منشغلة بالملف النووي الإيراني وبإنهاء حرب اليمن والتفاهم مع روسيا، الى جانب التوترات مع الصين، تاركة الأمر في لبنان الفرنكوفوني للمبادرة الفرنسية المنخرطة في أدق تفاصيل الملف، أما بالنسبة لتحركات النائب فيصل كرامي فقد اعتبرت انه يتحرك ضمن نطاق ما هو حق له كشخصية سياسية سنية.
المصادر توقفت باهتمام أمام التباعد الملموس بالمواقف بين حزب الله وحليفه الفريق الرئاسي حول تشكيل الحكومة، وتطرقت الى عزم الأمين العام للحزب حسن نصر الله على استيراد المحروقات الإيرانية الى لبنان، وذكرت بتجربة منظمة التحرير الفلسطينية خلال الحرب الأهلية، حيث اضطرت إحدى الناقلات الى الرسو في مرفأ الجية (ساحل الشوف) لتفرغ حمولتها بواسطة خراطيم متصلة بالصهاريج المنتظرة على الشاطئ، تبعا لكون خزانات النفط القائمة بالمرافئ مملوكة لشركات خاصة، وهذه الشركات تتحسب للعقوبات الأميركية في حالة التعامل مع الناقلات الإيرانية!