كرم النائب انور الخليل في دارته في زغلا وكيل داخلية حاصبيا مرجعيون السابق في الحزب التقدمي الاشتراكي، نائب مفوض التربية شفيق علوان بحضور عدد من الفعاليات، يتقدمهم القيادي في الحزب وهبي أبو فاعور، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي الجديد سامر الكاخي مع وفد من الوكالة، رئيس اتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي، رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا وأعضاء مكتب النائب الخليل وشخصيات.
رحب الخليل بالحضور والمكرم، وقال: “يقول المعلم الكبير كمال جنبلاط الأمر الوحيد الذي تستحقه الحياة ونعمل من أجله هو الحقيقة والعدل والحرية والوفاء لتلك المبادئ التي أرساها المعلم هو المقياس الذي نقيم الناس على أساسه والوفاء لتلك المبادئ ان نبقى على العهد الذي قطعناه معا متحلين بالمروأة التي تجعل الانسان كبيرا في قلوب الأصدقاء وتجعله وفيا للوعد ثابتا على العهد”.
واضاف: “بهذه الروحية النبيلة مارس الأخ الاستاذ شفيق علوان عمله في الشأن العام، من بداية عمله في الحزب وترقيه في سلم المسؤوليات، وانتقل خلالها الى قلوب أبناء المنطقة، كل أبنائها. عايشناه وخبرناه في حالات الاستقرار، وفي الشدائد، فكان وفيا لمبادئه وحزبه، وللمشروع الوطني الكبير الذي آمن به، لم يبخل ورفاقه بنهار او ليل، يجوبون القرى والبلدات كالنسائم الندية تلفح بيوتها أشعة الشمس والنور في الليالي المظلمة”.
ورأى “أنّ الانجازات التي حققناها معا في منطقة حاصبيا، وبعضها مفصلي وتاريخي، ما كانت لتتحقق لولا العمل الجماعي، وتضافر الجهود، والايمان بقضية مجتمعنا ووطننا. فإنماء وتطوير هذا القضاء كان في صلب موضوعنا المشترك، وكان الأخ شفيق في صلب هذه المسيرة المباركة، بل محركا اساسيا وفاعلا ناشطا لإعادة حاصبيا إلى وجهها الحقيقي بعد سنوات من الضياع والحرمان”.
واردف الخليل: اليوم في تكريم الاستاذ شفيق، يجتمع بعض أركان مسيرة النجاح والإنجازات، إن على صعيد الانتخابات النيابية او البلدية او غيرها، حيث كان لكل منهم الدور الاساس فيها… أمامك أخ سامر نفس التحديات، التي لا يمكن أن تجابه الا بالارادة القوية، واملنا ان تكون هذه الارادة في صلب عملكم، خاصة أن التحديات تضاعفت، والازمات الخانقة تطوق الناس وتحاصرهم بلقمة عيشهم وصحتهم، وتهدد أبواب رزقهم ولا خيار أمامنا الا ان نكون إلى جانب الناس لنعبر هذه الضروف الصعبة بأقل ضرر ممكن”.
واشار الى أنّ “شعبنا بمختلف فئاته مرشح لمزيد من التدهور في ظل تمسك فريق العهد بمواقفه التي اخذت البلاد الى رهانات خاطئة وخطرة، حتى أصبح لبنان حسب تقرير البنك الدولي واحد من ثلاثة بلدان تواجه أعمق أزمة خانقة متعددة الجوانب منذ العام 1850، واعادت لبنان إلى مناخ الاقتتال الأهلي البغيض، المصحوب بفرز مذهبي مقيت غير مسبوق، وعهد يعشش الفساد في كل شرايينه ابتداء من وزارة الطاقة والوصي عليها جبران باسيل، وللحقيقة فهو (العهد) لم ينجح بأي عمل إصلاحي، وما نجح به هو تقويض الطائف، وهدم هيكل لبنان الكبير، ووضعنا أمام خيارات لم تعد ممكنة، حتى وصلت إلى الأطفال الذين لا يجدون الحليب، ناهيك عن البنزين والدواء والاستشفاء”.
ولفت الى أنّ “نحن سنواجه ذلك بحكمة العقلاء، وتعاون الحرصاء، وفي مقدمهم التحالف المتلازم للرئيس نبيه بري والزعيم وليد جنبلاط. ومن هنا نقول: ستبقى حاصبيا وفية لحزب كمال جنبلاط بقيادة رئيسه وليد جنبلاط، وفية لمن قدم لها من دون منة، ولمن وقف إلى جانب أهلها دون تمييز في مراحل الرخاء وفي الشدائد”.
وختم الخليل، قائلا: “شكرا اخي شفيق، شكرا كبيرا على كل ما قدمت، شكرا لأنك اعطيت العمل الحزبي بعده الوطني والجماهيري والمؤسساتي، وحققت تقدما رائعا، في وقت بدأ التراجع عند مختلف المؤسسات، التي زادت من قوقعتها، وبعضها تلاشى وتوارى”.
بدوره، قال ابو فاعور: “نحن نتاج هذه المنطقة، نتاج مكارم أخلاقها وفضل أعمالها، هذه الخاصرة اللبنانية مع الجولان السوري والحولة الفلسطينية، عاشت منذ القديم بتعاون وتحالف ومودة، وتكريس تاريخ. هنا تلفحنا نسائم البياضة وقربنا عين عليل، حيث ينادينا الحمض النووي للاجداد، ويقول هل ما زلتم على ما كنا عليه، وهناك العشرات ممن دفنوا هناك، وتتجه جنوبا، ليرتسم كبير هو كاهن كوكبا آنذاك، الذي ابى ان يتجاوز قادة الثوار سنة 1925 كوكبا، من دون أن يمالحوه، وكان كيد المستمر قد نصب له الفخ وارداه، وحصل ما حصل وشوهوا سمعة الثورة ونضالها، وتتجه للشرق ترتسم أمامك عمالقة كبار أمثال أحمد مريود، أحمد الخطيب، اسعد كنج (ابو صالح)، المرحوم الشيخ أبو حسن علم الدين ذياب، شكيب وهاب، فؤاد بك سليم، كل هؤلاء يرسمون في داخلك لوحة العروبة، لأننا أبناء هذه العروبة لا زورا ولا تقليدا ولا هواية، خلقنا عرب ونبقى عرب، ولا ننسى رايات أدهم خنجر وصادق حمزة تلاقينا إلى وادي العسل”.
واضاف: “حاصبيا ومنطقتها وهذا التيم غني بالبطولات والامجاد، وغني بالعنفوان. واليوم أتذكر ما رواه لي الاستاذ انور حيث كان يركض أمام الجامعة الاميركية لينجد المرحوم حسان ابو اسماعيل ومصطفى نصرالله في 27 اذار 1954، تحت راية كمال جنبلاط الذي وقف ضد حلف بغداد آنذاك، لانه كان عربي الانتماء عاقبوه بعد ثلاث سنوات واسقطوه في الانتخابات مع رفاقه الوطنيين، ولكنه كبر وتعدى لبنان، فاغتالوه لانه أصبح يشكل خطرا على المنظومة الحاكمة”.
وختم بالقول: “أشكر صاحب الدعوة الكريمة، واقول شفيق علوان من نتاج هذه الأرض، يحمل أخلاقها كل أخلاقها، وهذه الرايه راية كمال جنبلاط، وعنوانها الأخلاق في السياسة والضمير في السياسة، وهذا ما مارسه في مهامه التي هي راس المال بصرف النظر الى الالتزام بالبطاقة، أو كنا في عمق اعماقنا نؤمن بالحرية والعدالة، وقيم الحق والخير والجمال، وهو سلم الراية لايد أمينة”، مضيفا “نتمنى أن تستمر الراية مع جيل الأحفاد، ويحملون فكر التجديد والضمير والأخلاق في السياسة، الرفيق شفيق خرج نظيف الكف، موفور الكرامة، مقدرا من قبل الناس، له التحية ولكم استاذ انور كل الشكر والتقدير”.
من جهته، شكر علوان الخليل على التكريم، “في هذه الدار الكريمة التي تجمع دائما الشرفاء، نفتخر بك انورا وخليلا، فأنت نور في هذه المنطقة وفي هذا الزمن المظلم، ولك أياد كريمة وسخية فيها، وانت الخليل والصديق والرفيق نفتخر بالعلاقة معكم في الفترة الماضية، والمستمرة في المستقبل، واكرر اليوم، ما نشعر به ونلمسه ان لهذه المنطقة راعيين وجناحين، ساهما في حملها الى الضوء بعد وجودها سنوات في العتمة، عنيت معالي الصديق الاستاذ انور الخليل ومعالي الرفيق الاستاذ وائل ابو فاعور، وانا اعتز وافتخر أنهما كانا الملجآ والمرجع والمعين في مراحل تحملي مسؤوليتي كوكيل داخلية وبكل الاستحقاقات”.
واشار الى أنّ “الرفيق وائل الذي تدعوه دائما معاليك بالوزير المصلح، وهو العلامة الفارقة في السياسة اللبنانية، وفي ادائه الوزاري، حيث نقل الوزارات التي تسلمها من وزارات ثانوية إلى وزارات سيادية في المفهوم الاجتماعي والانساني، قبل السياسي، هذا المفهوم الذي نحن بامس الحاجة اليه اليوم، وانت الاستاذ انور المشرع المميز والنائب الاصيل، صاحب الكف النظيف والقلب النظيف، ونحن علَى يقين ان الكثير من المشاريع التي خططها يدات وهي من بنات أفكارك، لو قدر لها أن تنفذ كنا بوضع افضل مما نحن عليه اليوم، وانا من الذين لم يقدر لهم أن نكونوا بزمن المعلم كمال جنبلاط لكننانعمل بتراثه نراك تتحلى بالكثير من صفاته. واشكر فريق عملك التي اعتز بأننا. عملنا معا، ونجحنا معا في كثير من المراحل والاستحقاقات”.
وتابع: “وإن انسى فلن انسى الموجه والمرشد، والعين الساهرة، وصاحب المشورة والرأي الرفيق وهبي ابو فاعور، كنا ولا زلنا نغرف من معينه، متمنيا للرفيق سامر التوفيق والاستمرار، وسنبقى معا كما كنا سابقا، خدمة لناسنا واهلنا في هذه المنطقة وخدمة لمبادئنا، التي علمتنا ان تكون السياسة في خدمة الناس وليس العكس”.
وقال مدير مكتب النائب الخليل الدكتور أمين شميس، في كلمته: “تعاونا مع الاستاذ شفيق من الـ2000، خضنا معارك بلدية ونيابية ومذهبية سويا في العمل معه لذة ومتعة، محبب، ولديه قدرة هائلة على تدوير الزوايا، ومعه لا تستطيع أن تختلف، فهو المخلص والعملي والديناميكي الدائم، سنتذكر دائما مرحلة شفيق علوان، والعمل مع الحزب من خلاله، فالصح لا يستطيع احد طمسه، وما زرعه كمال جنبلاط اثمر في امثال شفيق علوان، وسيثمر حتما دائما”.
وفي ختام اللقاء، تسلم المكرم علوان من النائب الخليل درعا تقديرية. كما سلمه وكيل الداخلية الجديد سامر الكاخي باقة ورود تقديرا لدوره خلال توليه المهمات، مؤكدا ” استمرار التعاون والتنسيق في المجالات كافة “.