كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
تحاول الإعلامية دانييل قزح زرع الأمل في نفوس مستمعيها عبر برنامجها الصباحي “It’s show time” على “صوت الغد”. “نداء الوطن” حاورت الاعلامية التي تأبى مغادرة وطنها آملةً أن يكون الغد أفضل من اليوم.
كيف تواكبين إذاعيّاً المآســـي التي يتخبّط بها اللبناني بدءاً من انفجار 4 آب وصولاً الى واقعنا الحالي؟
أعيش صراعاً كبيراً بين ما أؤمن به وما نعيشه في لبنان ويشتدّ هذا الصراع مع تفاقم الأحداث. لكن أجد نفسي عند السابعة صباحاً أمام الميكروفون أدعو الناس الى القيام بإشارة الصليب أو الصلاة على النبي لأنّ “بكرا إلنا”. أرفض أن أدعو الناس الى الإستسلام، رغم أنّ أكثرية الشعب اللبناني فاسد ولا يمكن أن نلوم مسؤولينا فقط.
لكنّ حقوقنا الأساسية غير مؤمّنة!
“غصبن عنن بدّن يعطونا ياها”. بات الفساد مستشرياً والشعب بغالبيّته مخدّراً مع فقدان ثقته بدولته. أعيش الفترة الأصعب في برنامجي، إذ لا يمكنني ألا أخبر المستمعين أنّ الدواء مقطوع والعتمة أزلية. وتبقى مهمتي بالغة الصعوبة بزرع الأمل على أنقاض الألم.
هل يتفاعل الناس معك؟
انخفضت نسبة المستمعين لأنّ غالبيتهم فقدوا أعمالهم، ناهيك عن التلاميذ الذين باتوا يتابعـــون دروسهم أونلاين.
لماذا ما زلتِ في لبنان؟
تلقّيتُ عروضاً كثيرة للعمل في الخارج لكنني رفضتها وسأرفضها دوماً. باختصار، أنا مؤمنة بهذا البلد حتى الرمق الأخير، والله سيتدخّل لإنقاذنا من هؤلاء الفاسدين الطغاة. سأحلم دوماً وحين ينطفئ حلمي أغادر هذه الأرض. من جهة أخرى، تصر ابنتي على متابعة علمها في الخارج بعد الإنتهاء من تحصيلها الدراسي، ولا يمكنني أن أمنعها من ذلك. حتى أنها تسخر مني أحياناً كثيرة وتقول لي: “إنت بدّك تسقي الأرزة!”.
هل تعتبرين “السوشيل ميديا” وسيلة مناسبة لايصال أوجاع اللبنانيين؟
“كل الناس لاطية عالكوع”. أغضبني الهجوم الذي تعرّضت له فرقة الدبكة حين رقصت في محطة البنزين. هؤلاء يعيشون نفس معاناتنا ويدرون جيّداً كما كلّ لبنانيّ أنّ المحطات تُخفي البنزين كما حال جميع المواد الاساسية في لبنان. وبدل التعرّض لبعض الأشخاص الذين عمدوا الى الترفيه عنك أيها المواطن، قم وحاسب وزراءك ونوّابك. إنتفض “يا شاطر يا قبضاي”.
والمضحك في الموضوع أنّ إحدى الفنانات اللبنانيات المعروفات تلقت الانتقادات على “تويتر” لأنها تسمّي الأمور بأسمائها، حتى أنّ البعض يحاول قمعها ومنعها من التعبير عن آرائها السياسية. باتت منابر مواقع التواصل الإجتماعي “متزلمة” لكلّ من يحاول رفع صوته فيلقى الهجوم من بعض الأغنام والمؤيّدين.
ما الحل لمشاكلنا؟
الحل بيد دول الخارج فقط. ولكن يمكننا البدء بالتغيير من المنزل والحيّ والعمل فالمجتمع وصولاً الى الوطن. للأسف نحن بحاجة الى “رجّال” ينقذنا من هذا الوضع المأسوي.
ما هي نصيحتك للّبنانيين؟
نحن نتشارك الوجع عينه، لكني أؤمن أنّ الرب يحمل صليبنا معنا. لذا يا أيها الموجوع سر طريق جلجلتك واعلم أنك ستصل الى القيامة.
لديك قاعدة جماهيريّة كبيرة. ما هي الطريقة التي تعتمدينها لإثارة تعاطف الناس؟
تؤلمني أوضاع الناس، لكنني أشكر الله على تفاعل المتابعين. أبني جسور التلاقي بينهم وأحفزهم على مساعدة بعضهم. بات برنامجي يُعرف بـ”غرفة التحكّم المروري” إذ يعمد المستمعون الى تزويد بعضهم بحال الطرقات في مناطقهم، وأعتبر نفسي قويّة بمتابعيني وبالمستمعين الأوفياء، فنتحاور سويّاً وقد نتجادل في بعض الأحيان، لكنّ المحبة تجمعنــــا في نهاية المطاف.
كيف غطيت جريمة إنفجار المرفأ؟
بعد الإنفجار، تعرّفت على قصّة اسمها “جو اندون”. كان هذا الشهيد متابعاً وفيّاً لبرنامجي الصباحي، حتى أنه كان يسكت زوجته في بعض الأحيان للإستماع الى ما أقوله. تواصلت زوجته معي في السادس من آب وطلبت مني أن أصلّي لزوجها لأنه كان في عداد المفقودين آنذاك. صليّت له يومياً على الهواء، طالبةً من الله أن يعود الى ابنتيه حيّاً يُرزق. لكن لا يُمكن توقّع مشيئته دائماً وها هي زوجته تتابع البرنامج وتطلب منّي يوميّاً تقديم الصلاة عن روحه ومشاركتها مع المستمعين.
لو عُرِض عليك تقديم برنامج تلفزيوني ماذا تختارين؟
سيكون البرنامج عفويّاً مثلي. وأكشف هنا أنّ هناك فكرة تلوح في الأفق عن عمل تلفزيوني أو “أونلاين”. آمل أن تسير الأمور كما هو مخطّطٌ لها خصوصاً أنّ الفكرة تشبهني وتعكس عفويّتي وحماستي.
لــمــن تــقــولــيــن
أنت ظالم؟
للقدر. رغم أنني عنيدة جداً، وأعي أنّني اخترت الطرقات الضيّقة والصعبة لتحقيق ما أصبو إليه. لكنني أرفض الإستسلام وأكره الخنوع والخضوع.
أنت خائن؟
للمواطن اللبناني الذي يتبع زعماءه “ع العمياني” فاقداً حسّ المسؤولية ومتخطّياً القانون أحياناً كثيرة، ناهيك عن اتّكاله على الوسائط ليكون الرجل غير المناسب في المكان المناسب.
غادر فلبنان ليس لك؟
أوجّهها لكلّ حاكم أكان فاسداً أم “مش عم يعمل شي”، لأنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس.