كتبت ماغي مخلوف في “الجمهورية”:
«المركز اللبناني للمعلومات» مؤسسة أميركية خاصة غير حزبية وغير حكومية، قائمة على أميركيين متحدرين من أصل لبناني. الهدف من تأسيسه عام 1999 العمل على استعادة حرية لبنان واستقلاله وديموقراطيته ومكانته في المجتمع الدولي بالتنسيق مع الادارة الاميركية.
«منذ التأسيس ونحن نتعاطى مع الجميع لمصلحة لبنان، يقول مؤسس المركز ومديره البروفيسور جوزف جبيلي، «مع السعيد الذكر البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، مع «لقاء قرنة شهوان» ومن بعدها تحالف 14 آذار، وكان التنسيق مع الرئيس ميشال عون خلال إقامته في فرنسا عندما كان عون يقف ضد بشار الأسد وميليشيا «حزب الله». تَبنّينا نداء المطارنة الموارنة، وبدأنا العمل والتنسيق مع الادارة الاميركية».
الدعوة الى مؤتمر دولي
البطريرك الراعي أعاد طلب البطريرك صفير الدعوة الى عقد مؤتمر دولي لإعلان حياد لبنان واستعادة سيادته. عن هذا الموضوع يجيب جبيلي: «نحن نتابع موضوع التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي دعا اليه غبطة البطريرك مع الامم المتحدة»، ويوضح «انّ المؤتمرات الدولية تنعقد عندما تكون هناك أزمة من دون حل محلي، ويصرّح مسؤولون دوليون بوجود قرارات دولية، والعملية تكمن في طريقة تنفيذ هذه القرارات. القرارات التي ستنبثق من المؤتمر الدولي قد اتخذت في مؤتمرات سابقة كالقرارين 1559 و1701 وتسليم سلاح «حزب الله». ونحن نغتنم ايّ فرصة نجتمع بها مع الأمم المتحدة للتداول في مواضيع لبنانية ونطلب منها تنفيذ هذه القرارات».
ويضيف: «المسؤولون اليوم عن السلطة في لبنان يعارضون عقد المؤتمر الدولي، ولكن اذا تكونت الإرادة اللبنانية ودعمت موقف البطريرك الراعي بمطالبه المحقة، فإنّ المجتمع الدولي سيتجاوب وينفذ مطالبنا».
الضغوطات مستمرة
ورداً على سؤال على العقوبات التي فرضتها الادارة الاميركية على «حزب الله»، يقول جبيلي:
«بالطبع أميركا تعتمد على العقوبات وقد صنّفت «حزب الله» منظمة إرهابية وفي السنوات الاخيرة، مجموعة دول في اوروبا وإفريقيا واميركا الجنوبية، صنّفت «حزب الله» على لوائح الارهاب». ويضيف: «الضغوط مستمرة على الحزب لكي يسلّم سلاحه، ولكن في الداخل اللبناني يجب ان يكون القرار أكثر وضوحاً في هذا الخصوص، ولا يكفي ان يكون حزب «القوات اللبنانية» او حزب الكتائب او بعض المستقلّين فقط حازمين في هذا الموضوع. واذا كانت قوى الرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط تريد فعلاً تسليم «حزب الله» سلاحه، فما عليها إلا رفع الغطاء الحكومي عنه».
وعن الاحتمالات المطروحة لدى المركز اللبناني للمعلومات، يقول جبيلي: «مكوّن لبناني على مثال 14 آذار في اول أيامه يطرح الأمور في شكل واضح وحازم لمصلحة كل لبنان، بما فيه المكوّن الشيعي. من غير الممكن ان تكون هناك طائفة تملك السلاح وتجرّ البلاد الى حروب وتتسبّب بأزمات للبنان مع المنطقة والعالم وتقرر أن تحكم بقية الطوائف، هذا غير مقبول والقرار اللبناني يجب ان يكون واضحاً في هذا الصدد».
سياسة أميركا
ويشير جبيلي الى «انّ السياسة الاميركية تتبدل والاولويات تتبدل ايضاً، فكل ادارة وكل مرحلة لها سياستها. على سبيل المثال، الادارة الاميركية في عهد جورج بوش كانت تفكر اننا اذا نشرنا الحرية والديموقراطية نقضي على الارهاب وعلى العداء لأميركا وعندما بدأنا العمل مع الادارة الاميركية كان لبنان بالنسبة إليها «وجعة رأس»، وكان هناك ميل الى تلزيمه لدول اخرى مثل سوريا او اسرائيل او غيرها».
ويضيف: «انّ تلزيم لبنان لدول اخرى والسماح بالسيطرة عليه واحتلاله على يد قوى المنطقة تبيّن انه ليس لمصلحة اميركا. وهذا الامر تَنبّهت له الادارة الاميركية ابتداء من الرئيس بوش الذي خلق ما يسمّى lebanon Policy (سياسة لبنان) واستكمالاً مع الرؤساء الذين توالوا على الحكم. «اذا لم نقدر على خلق ديموقراطية وحرية في لبنان ستفشل كل سياستنا في الشرق، لأنّ لبنان هو اول بلد ديموقراطي في المنطقة وأكثر بلد فيه تعايش واعتدال وهذا الامر لا يتم في ظل احتلال سوري وحكم ديكتاتوري…»، هذا ما صارحني به الرئيس بوش عندما اجتمعت به لمدة نصف ساعة. وبعد إقرار قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان، إنتقل تحالف اميركي ـ لبناني الى العمل مع الامم المتحدة للحصول على دعم اميركي ـ فرنسي يُمكّنه من التوصّل الى قرار لمجلس الامن يطلب الانسحاب السوري من لبنان، وهذا ما حصل وكان قرار 1559. «حاولت الدولة اللبنانية التي كانت تحت الوصاية السورية بشتى الوسائل الضغط على أعضاء مجلس الأمن لرفض استقبالنا»، هذا ما يخبرنا به رئيس المركز اللبناني للمعلومات.
لا تأليف
وعن الوضع الحكومي وإمكان تأليف حكومة، يقول جبيلي: «التغيير ضروري لنصل الى اي نتيجة، والذي يمسك بالقرار السياسي هو سبب المشكلة في البلد. لا ارى في المدى القريب بشائر تأليف حكومة بسبب تعنّت فريق رئيس الجمهورية. إنّ طرح الرئيس الحريري هو الطرح الذي سمعناه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أي حكومة مستقلّين اختصاصيين والأسماء التي طرحها الرئيس المكلف ليست من جماعته، ونسمع من الرئيس عون والوزير باسيل أنّ الرئيس المكلف لم يقدّم لنا اللوائح… المواجهة بين الفريقين لا تبشّر بالخير، القرار السياسي نحن نعرفه. لذلك، نطالب بانتخابات نيابة مبكرة. وهذه الانتخابات تتم عندما يقرر المجلس النيابي ان يستقيل ويجري انتخابات جديدة». يضيف: «البلدان ذات النظام الديموقراطي تذهب الى انتخابات نيابية اذا لم تستطع تشكيل حكومة». ويرى جبيلي انّ «العقوبات لن تؤثر على الموقف السياسي لباسيل ولكنها أثرت عليه شخصياً، اذ انّ مطلق أي مؤسسة مالية مصرفية تجارية في العالم ترفض التعامل معه خوفاً من ان تطاولها العقوبات الاميركية».
التغيير ضروري
ويقول جبيلي: «هناك مسؤولية ملقاة على عاتق اللبنانيين، وليس على المجتمع الدولي، نقبل بسلاح «حزب الله» ونقبل بالفاسدين وننتظر مَن يخلّصنا من الخارج». ويضيف: «التغيير ضروري ولكنني على يقين بصعوبته بسبب تمسّك تحالف «حزب الله» مع الرئيس عون و»التيار الوطني الحر» الذي يقف في وجه اي تغيير. هذه مشكلة يجب الاعتراف بوجودها، فمن غير المقبول اليوم ان يعمل اي معارض في الداخل بمفرده. هذا لا يعطي صورة جيدة للخارج».
ويختم جبيلي: «مسؤولون أميركيون أوصلوا رسالة الى المعارضين في لبنان ليتّحدوا على غرار «ثورة الارز» وقرنة شهوان»، طالما انّ المبدأ موجود بطلب التغيير من خلال الانتخابات النيابية وبضغط على المسؤولين الحاليين، بثورة. هذا يعطي صدقية، وبهذا تساعدونا في عملنا في الخارج».