جاء في المركزية:
يبدو ان مسار تشكيل الحكومة بلغ في الساعات الماضية، الحائط المسدود، وبتنا في وضع “مكربج” كما يقال في العامية، مقفَل من كل حدب وصوب، غير قابل للكسر بأي شكل من الاشكال.
فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” الخارج نفض يده من اي تسوية سياسية حكومية، وبات يركّز جهوده على تأمين مساعدات للشعب اللبناني ولجيشه، للصمود، وفق ما اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون منذ ايام، فيما يعمل على فرض عقوبات على الطبقة الحاكمة.
اما في الداخل، فالجهود والوساطات كلها، فشلت وتوقفت، وآخرها مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ان اغتالتها، ولو من دون ان تتبنى العملية بوضوح، رئاسةُ الجمهورية اثر بيانها العالي النبرة امس، والذي استدعى اليوم ردا بسقف اعلى من رئاسة مجلس النواب.
عليه، اصبحنا امام المعادلة التالية: الفريق الرئاسي يقف وحده في خندق رفض تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري، إلا اذا كانت بشروط العهد، حجما وحصصا ووزارات .. والا فإنه يفضّل بقاء الشغور وحكومة تصريف الاعمال. فالاخيرة اكثر طواعية في يده، سيما انها ستتولى الإشراف على الانتخابات النيابية، كما انها قد تتولى ادارة الشغور في حال لم تحصل الانتخابات النيابية او الرئاسية. وحسّان دياب والحالُ هذه، يناسب اكثر بكثير، الفريقَ الرئاسي، من الحريري.
في المقابل، يقف رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف اللذان يريدان حكومة بالمواصفات الدولية تنتشل لبنان من أزماته، ويرفضان الانصياع لشروط الفريق الرئاسي…
وبينما تشير الى ان اللعبة باتت اليوم بهذا الحجم، ودخلت عليها بوضوح، حساباتُ المرحلة المقبلة والانتخاباتُ النيابية والرئاسية، ولم تعد “قصّة” وزيرين مسيحيين، تقول المصادر ان حزب الله وحده قادر على حسم هذا الاشتباك وفضّه، إلا انه حتى الساعة يُحجم عن ذلك، مع ميله لصالح فريق بري الحريري، لاعتبارات سنية – شيعية في شكل خاص.
ووفق المصادر فإن الحزب لا يتدخل بقوة، اولا لانه لا يزال يحتاج الى غطاء التيار الوطني الحر المسيحي، ولذلك لا يمكنه كسر الجرة معه، وثانيا لان مصير المفاوضات الاميركية- الايرانية غير المباشرة في فيينا، وشكلَ المنطقة في المرحلة المقبلة، لم يتضحا بعد. وربما يحتاجان اسابيع اضافية، حتى تتظهر نتائج الانتخابات الايرانية، وما ستفرزه قمة الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين… وفي ضوئها، وفي ضوء مصالح ايران طبعا، سيقرر حزب الله ما يجب فعله محليا… وحتى ذلك الحين، لبنان باق على الصليب، تختم المصادر.