خلص تحقيق نشره الموقع المتخصص “الجريمة المنظمة والفساد OCCRP” إلى أن تجارة المخدرات ازدهرت في سوريا عبر مجرمين لهم صلات بأسرة بشار الأسد، وعصابة في ليبيا.
وأشار التحقيق إلى أن السلطات اليونانية ضبطت في 2018، شحنة من مخدر “الكابتاغون” قيمتها أكثر من 100 مليون دولار، وهو دليل على ازدهار تجارة المخدرات في البحر الأبيض المتوسط التي تغذيها الحرب الأهلية في سوريا.
وفي مساء 2 كانون الأول 2018، أبحرت سفينة الشحن نوكا من ميناء اللاذقية السوري، متجهة إلى شرق ليبيا. وكانت محملة بالمخدرات مخبأة وسط التوابل والقهوة ونشارة الخشب.
وقال التحقيق إنه خلال السنوات القليلة الماضية، تم ضبط عدد متزايد من شحنات الكابتاغون القادمة من اللاذقية في الموانئ الليبية والإيطالية واليونانية والرومانية.
وأشار التقرير إلى أنه مع نمو هذه التجارة، ازدادت الادعاءات بأن شخصيات وميليشيات مرتبطة بالنظام السوري متورطة بشكل وثيق.
وكشف الموقع أنه بعد فحص وثائق المحاكم اليونانية والإيطالية والليبية، وبيانات تسجيل الشركات، وبيانات تتبع السفن، وإجراء مقابلات مع مسؤولي وخبراء إنفاذ القانون، توصل إلى تفاصيل لم يتم الإبلاغ عنها من قبل حول شبكة من المجرمين السوريين والشركات الوهمية المرتبطة بتجارة المخدرات.
وقال الموقع إن العديد من المسارات في الوثائق تقود إلى اللاذقية السورية التي تخضع لرقابة حكومية مشددة، وتهيمن عليها الفرقة الرابعة سيئة السمعة في جيش النظام السوري، وهي وحدة يديرها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد.
وأظهر التحقيق أن الرجل الذي يملك نوكا، وهو سوري يدعى طاهر الكيالي يقيم الآن في اللاذقية ، أدين في إيطاليا عام 2015 بسرقة وتهريب يخوت فاخرة، وعندما عاد إلى اللاذقية لم يعتقل.
ويشير الموقع إلى أن للكيالي علاقات مع مضر الأسد، ابن عم بشار الأسد، الذي تسيطر شركته على مرسى ومجمع سياحي في اللاذقية حيث يدير كيالي كافيتريا.
كما كشفت وثائق من محكمة ليبية في بنغازي، عن تفاصيل حول العصابة الممتدة من سوريا إلى ليبيا والتي كان من المنتظر أن تستلم شحنة 2018 التي أوقفت من قبل اليونان.
وحكم على أربعة أعضاء في العصابة بالإعدام رميا بالرصاص لدورهم في شحنة نوكا وشحنات أخرى من المخدرات إلى ليبيا.