جاء في “المركزية”:
بكلّ وقاحةٍ شاركت أحزاب السلطة في الإضراب الذي دعا إليه الاتّحاد العمالي العام اليوم في صورة أثارت إشمئزاز وسخرية المواطنين لا سيّما الناشطين والثوار، إذ تتظاهر السلطة ضدّ نفسها في حين أنها المسؤولة عمّا وصلت إليه البلاد.
العميد الركن المتقاعد جورج نادر علق على المشهد هذا عبر “المركزية” طارحاً سلسلة من الأسئلة ” كيف تتظاهر السلطة؟ وضد من؟ ضد الشعب؟”، واصفاً ما يحصل بـ “النكتة”، مضيفاً “يحاولون إقناعنا بأنهّم يتظاهرون لتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية… في حين أنهم من جوَّع الناس وأفقرهم”.
وعمّا إذا كان نزول مناصري الأحزاب لا سيّما التيار الوطني الحرّ الى الشارع هدفه تطويق أي عودة ممكنة للثوار إليه، إثر الإرباك والقلق المسيطرين على السلطة و”حزب الله”، قال نادر “إذا اتّفقوا، أكلوا المحصول. وإذا اختلفوا، أتلفوا الزرع”، معتبراً أن “ما حصل لا يتعدّى كونه صراعا بين أحزاب السلطة على المغانم والحصص وما يسمّونه صلاحيات. هم مختلفون على الحصص ويستفزّون الشعب عبر الإدّعاء بأنهم يدافعون عن المراكز والصلاحيات واللعب على الوتر الطائفي. هذه مجرّد رسالة أنّهم موجودون وشارعهم موجود، ولمحاولة التنبيه بعدم محاولة اللعب بالنار، وفي الوقت نفسه يريدون بعث رسائل بين بعضهم البعض”.
ورأى أن “حزب الله” “مايسترو” اللعبة، فهو حليف كلّ الأطراف وفي الوقت نفسه كلّهم خصوم، وخلافهم لا يتعدّى ما حصل اليوم لأن للحزب قدرة على ضبط الخلافات كون القوّة في قبضته. وهو المستفيد الأوّل من الانهيار ويسعى إلى السيطرة التامة، وليس شبه التامة، ويعتقد أن يمكنه تحقيق ذلك في ظلّ حالة من الانهيار الشامل إذ يمتلك القوتين المالية والمسلّحة لكن لن يكون في وسعه الوصول إلى غايته”.
وختم نادر “ما حصل في الشارع لا يعني مجموعات الثورة أبداً. خطواتنا تنظيمية وقد تفاجئ الجميع في المستقبل من خلال استعدادات على الأرض طابعها سري ولن يتمّ التداول بها حتّى بين المكوّنات نفسها. كذلك نستعدّ للانتخابات النيابية والعمل جار عليها بحرفية وتأن ونعوّل عليها لأن لا تغيير إلا عبر مجلس النواب فالشارع يغيّر حكومة مثلما يغير نظاما”، لافتاً إلى أن “أحزاب السلطة منذ سنة تتحضّر للانتخابات عبر الإعاشات واللقاحات والخدمات للمحازبين… قوّتهم شراء الناس بالمال مع الاستفزاز المذهبي والديني في حين أن قوّة الثوار الفكر والعمل وتقديم البديل”.