Site icon IMLebanon

“الشالوحي” – الضاحية اختلاف على الأساس وبري قبل “التيار”!

جاء في “المركزية”:

بكثير من الريبة والتساؤلات تلقفت قاعدة التيار الوطني الحر كلام  النائب السابق نبيل نقولا في رسالته إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

ثمة من حاول تبسيط الموقف وإخراجه من إطار الإختلاف الحاصل في وجهات النظر بين الحزب والتيار. لكن الواقع أن الرمانة التي فجرها نقولا بدأ فتيلها بالإشتعال عندما فشل حزب الله بإقناع حليفه بالتخلّي عن الثلث المعطل. أضف إلى ذلك عدم التوافق في وجهات النظرعلى  الملفات السياسية الداخلية والعمل الحكومي. إلى أن حصل الإنفجار بعد تظهير الرئيس نبيه بري صورته الحاضنة للرئيس المكلف سعد الحريري من خلال المبادرة التي أطلقها وإصراره على عدم التخلي عنه لتشكيل الحكومة واشتعلت حرب البيانات بين عين التينة وبعبدا. فهل يضحي حزب الله بـ”نصفه الآخر” من أجل حليفه التيار؟ أو تحصل التسوية على حسابه ما يعني إطاحة اتفاق مار مخايل الذي وقع عليه الطرفان عام 2006؟

واضح أن ثمة ثغرات كثيرة بين الضاحية وميرنا الشالوحي من جهة والضاحية وبعبدا من جهة ثانية بدليل فشل كل محاولات الترقيع لتخفيف الإحتقان بين الطرفين التي قامت بها اللجنة المشتركة التي شكلت لإعادة النظر في اتفاق مار مخايل. لكن التطورات الأخيرة على خلفية تشكيل الحكومة حوّلت بوصلة الخلاف إلى الخارج. وتقول اوساط روسية ان الأولوية تكمن في إنقاذ لبنان ومنعه من الانهيار خوفا من مضاعفات قد تترتب على  المنطقة بدءا من سوريا. وثمة ضغوطات مارسها الطرف الروسي على إيران التي لعبت دورها في الضغط على حزب الله لتسهيل تشكيل حكومة. فهل يبتعد الحزب عن باسيل وحتى عون ويصطف الى جانب مبادرة بري مهما كانت النتائج والتداعيات؟

النائب في كتلة لبنان القوي أسعد درغام أكد لـ”المركزية” “أن محاولات الإيقاع بين الحزب والتيار كثيرة ويعمل عليها أكثر من طرف، لكن الواقع أن هناك اختلافا في وجهات النظر منها ما يتعلق بملفات الفساد والمقاربة في العديد من الملفات السياسية الداخلية وآخرها ما يتعلق بمسألة تشكيل الحكومة لكن خطوط الحوار مفتوحة لتقريب وجهات النظر”.

التمني شيء والواقع شيء آخر. ولا يخفي درغام ذلك. “هناك مواقف عديدة صدرت عن الهيئة السياسية للتيار والمجلس السياسي وتضمنت انتقادا واضحا لحزب الله وكيفية تعاطيه مع الملفات الداخلية، في المقابل هناك مواقف واضحة للحزب تضمنت إشارات واضحة للإختلاف في وجهات النظر ونحن نقر بأن هناك اختلافا في مسألة مقاربة الملفات الداخلية لكننا مقتنعون أن لا أحد من الطرفين يعمل على التأثير أو الضغط لتغيير موقف الطرف الآخر. وكل منا يعمل وفق قناعاته مع الإقرار بضرورة الحوار”.

ماذا لو وصل الأمر إلى درجة تحديد موقف الحزب في خياراته بين بري والتيار؟ “لا نلزم للاقتناع بخياراتنا، والعكس أيضا بالنسبة إلى حزب الله. ونعلم أن حزب الله لا يتخلى عن حلفائه ويعمل على تقريب وجهات النظر ولن يكون طرفا سواء مع الرئيس بري أو مع التيار، نحن والحزب متفقان على أن المبادرة مستمرة على رغم حرب البيانات بين عين التينة وبعبدا من جهة والبياضة من جهة ثانية وقد يأتي الحل مع ارتقاء التأزم إلى درجة الإنفجار على قاعدة اشتدي يا أزمة…”.

الحراك الروسي على خط تشكيل الحكومة يضعه درغام في إطار دعم الحريري ليس إلا. “فالموقف الروسي كان صريحا منذ البداية وفي كل المحطات هناك تأكيد على التمسك بالحريري لتأليف الحكومة هذا لا يعني أن روسيا تمارس ضغطا على إيران لتحريك ورقة حزب الله في الداخل اللبناني”.

مع خروج فتيل الإختلاف بين التيار والحزب من إطار التفاصيل الصغيرة بات مؤكداً للحليف والخصم أن لا توافق في الرؤية بينهما ما يجعل التفاهم حول حلول حكومية أصعب من قبل. فهل ينزع الحزب عنه ورقة التفاهم ويخضع للضغوطات التي تمارسها إيران من جهة ونصفه الشيعي الآخر؟ ” نظرتنا كتيار أن بري دخل كطرف مع الحريري والتجارب أظهرت أن الحزب لا يتخلى عن بري فإما الحياد أو الإختلاف في وجهات النظر لكننا لن نصل كتيار إلى خلاف مع الحزب “. وللأمانة يختم درغام” القناعات تختلف عن الواقع، والواقع اليوم يقول أن الشعب وصل إلى مرحلة متقدمة من الفقر والإذلال وبات في مكان آخر. من هنا ضرورة الترفع عن كل “الصغائر” للوصول إلى حل عبر حكومة تعالج الحد الأدنى من المشاكل التي تتعلق بحقوق الإنسان”.