IMLebanon

أين أصبح وعد نصرالله بجرّ النفط من ايران؟

جاء في “المركزية”:

في بيان صادر عنها اثر اجتماعها الدوري امس، رأت كتلة الوفاء للمقاومة “أن مشهد طوابير السيارات الممتدة أمام محطات البنزين يكشف وجها من وجوه التردي المالي الذي يتسبب به سوء الإدارة المالية والنقدية من جهة والجشع الانتهازي الذي يمارسه التجار المحتكرون والنافذون الذين يتحكمون بأسعار السلع في السوق السوداء وبمقادير ما يوزع منها لوسطاء بيع تلك السلع”. ولفتت في بيان الى ان “لولا إيمان اللبناني بوطنه، لكفر بكل ما تقع عليه عيناه اليوم من مآس وضحايا نتيجة الفساد داخل السلطة والإدارة، ومن مشاهد إذلال مريعة لم يعتد عليها المواطنون ولا توجد إمكانية لتبريرها، لا بل إن ما يزيد من فداحتها هو النقاش الدائر حول جنس الملائكة التي يؤمل مشاركتها في الحكومة لإنقاذ البلاد مما أوقعها فيه شياطين الإنس والمال”، مؤكدة ان “الكتلة تتشارك أوجه المعاناة مع اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وطوائفهم ومناطقهم”.

ومع ان الكتلة تطرقت ايضا الى الازمة الحكومية معتبرة ان “التشكيل يبقى التدبير الأول الذي يتوقف عليه تقرير الحلول والإجراءات التي من شأنها وقف التردي المتدحرج والشروع في الخطوات اللازمة لتحسين أوضاع البلاد في مختلف المناحي والمجالات”، مشددة على ان “التنازلات المتبادلة ضرورة حاكمة على الجميع، وليست منقصة لأحد، في حين أن التصلب سيؤدي إلى تعطيل الحلول”، الا ان مصادر سياسية معارضة قررت التوقّف عبر “المركزية”، عند الشق المعيشي من البيان.

فموقف الكتلة في هذا الشأن، يأتي بعد ايام قليلة على اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي تحدث فيها عن حل لازمة المحروقات سيتولى تنفيذَه حزُب الله و”لتمنعنا الدولة اللبنانية من ذلك” على حد تعبيره. هو وعد انه سيشتري النفط من ايران وسيأتي به الى مرفأ بيروت لان استمرار الطوابير على محطات المحروقات امر لا يمكن للحزب السكوت عنه.

فما الذي حال دون تنفيذ الحزب ما تعهّد به امينه العام منذ اكثر من أسبوع؟ تسأل المصادر. والحال ان الازمة هذه على حالها لا بل هي آخذة في الاشتداد، ولا تلوح في الافق اي بوادر الى حلحلة قريبة. فلماذا عادت كتلة الحزب النيابية الى مربّع “الشكوى” من الشحّ في المحروقات، ولم تأت على ذكر الحلّ الذي اقترحه نصرالله؟ وهل رفض الايرانيون مساعدة اللبنانيين؟ ام ان نصرالله لم يكن جديا عندما اعلن انه سيأتي بالنفط من الجمهورية الاسلامية؟

هي اسئلة تفرض نفسها وتحتاج اجابات، تتابع المصادر. فخلال اشهر قليلة، لبنان على موعد مع انتخابات نيابية – مبدئيا – ستشكّل فرصة ذهبية للبنانيين، المنهوبين والفقراء والمرضى والمذلولين، لمحاسبة كل طرف سياسي على افعاله واقواله وعلى أدائه، ومدى تطابقه مع ما وعد وتعهّد به. من هنا، من الضروري ان يفسّر الحزب اسباب عدم وفائه باستقدام النفط من ايران، علما ان السلطة في يده، وانه يمسك بالقرار الحكومي وبالاغلبية النيابية، في حين أوصل حليفه الاساسي الى قصر بعبدا. ومن الافضل ان تكون تبريراته منطقية ومقنعة، تتابع المصادر، الا اذا كان اركان المنظومة كلّها، يعدّون العدة لتأجيل الاستحقاق الانتخابي خوفا من المحاسبة، او يتحضّرون منذ الآن لإفراغ الانتخابات من مضمونها عبر الترهيب والترغيب والغش والتزوير والرشاوى، او عبر تفصيل قانون انتخابي جديد على قياس مصالحهم، بما يعيدهم مظفّرين الى الندوة البرلمانية، للمضي قدما في سلوكهم الكارثي الذي اوصل البلاد والعباد الى الهلاك. هذان السيناريوهان واردان بقوة، وقد نبه منهما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي منذ اسابيع، تختم المصادر.