Site icon IMLebanon

“محطات الكرامة” احتجاجًا على “ذل الطوابير” (صوَر)

كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز”:

تحت شعار “طابور بالساعات ناطرين تيعبيلك بالعشرين”، افتتحت مجموعة من ثوار 17 تشرين الاول، “محطات الكرامة” في حركة رمزية عبّرت خلالها عما يجري أمام محطات الوقود في لبنان، وذلك عند أبرز تقاطعات العاصمة بيروت، والتي سميت بتقاطعات ثورة 17 تشرين الاول التي اندلعت في العام 2019.

وانتشرت نماذج مجسمات نفذت على أشكال محطات تعبئة الوقود وصنعت من الكرتون، عند تقاطع جسر الرينغ وسط العاصمة بيروت.

والهدف من هذا التحرك وفق الناشطين، “تزويد سيارات المواطنين بالكرامة التي فقدتها عند المحطات الحقيقية”.

فهذه الطوابير التي لم يسلم منها الطبيب ورجال الأمن في السلك العسكري والإعلامي ولا أي سائق تاكسي ولا غيرهم من الوقوف فيها، معطلين أعمالهم الملحة في طوابير أطلق عليها اللبنانيون اسم “طوابير الذل”، في إشارة منهم إلى مشهد الذل الذي يعيشه اللبناني هذه الأيام، بهدف الحصول على قطرات قليلة من مادة البنزين التي ربما تمكنهم من الوصول إلى مراكز أعمالهم.

فعند جسر الرينغ، ازدحم السير فجأة، وحطت المحطات الكرتونية وسط التقاطع في اعتراض عفوي غير مسبوق.

وقال أحد منفذي هذه المحطات الكرتونية المزودة بخراطيم بلاستيكية لموقع “سكاي نيوز عربية”: “رفعنا اليوم خراطيم الكرامة في وجه الذل”.

وأضاف: “أردنا من خلال هذا التحرك الذي سيزداد وينتقل إلى باقي المناطق أن نقول نحن لسنا بحاجة لكرامة لدينا منها ما يكفي هم بحاجة إليها”، في إشارة منه إلى السياسيين.

وتابع: “شبعنا ذلا وإهانة عند طوابير محطات الوقود، هنا سننثر على سيارات المارة قطرات من الكرامة كرسالة إلى المعنيين ليستقيلوا”.

وقالت فتاة عند محطة وقود أخرى، كانت تشارك في التحرك لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هذه المحطات تجسد وجعنا على أرض الواقع. نرفع شعار الكرامة لأن اللبناني لم يعتد على الذل”.

وارتسمت الابتسامة على وجه بعض المارة الذين تفاجأوا بالتحرك، وقال سائق سيارة أجرة لموقع “سكاي نيوز عربية: “إنها حركة محقة لعلها تكون رسالة للجميع بمن فيهم أصحاب المحطات الذين شاركوا المسؤولين في ذلنا بعدما عمدوا إلى تخزين المادة بانتظار ارتفاع أسعار المحروقات”.

في مقلب آخر من العاصمة بيروت، وفي ظلّ تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بالإضافة إلى فقدان أغلب الأدوية في الصيدليات، واصطفاف طوابير الذل أمام محطات المحروقات، واحتجاجا على الأوضاع العامة التي تسود البلاد، أقدم عدد من المحتجين على قطع طريق قصقص الذي يربط العاصمة بضواحيها، بينما قطعت الطريق في كورنيش المزرعة أمام جامع عبد الناصر، الشريان الرئيسي لحركة السير في العاصمة بيروت.

وأُقفلت ظهرا الطرق بمستوعبات النفايات فقط من دون حرق للإطارات، وسط انتشار للجيش اللبناني.

وتشير مصادر مواكبة لمشكلة البنزين إلى أن علامة استفهام كبيرة تُطرح حول مصير البنزين الموزع، لأنه في حال صدقت الشركات المستوردة، فإن البنزين الموزع يوميا لا يصل إلى المواطنين، وبالتالي يختفي على الطريق بين الموزعين وأصحاب المحطات وسط تبادل المسؤوليات بين وزارة الطاقة التي باتت على قناعة تامة بأن أصحاب المحطات يخزنون جزءا من المادة التي تصلهم يوميا، بانتظار رفع الدعم وتحقيق أرباح خيالية، وبين أصحاب المحطات الذين يقولون لا تصلنا الكميات الكافية، وأن جزءا من البنزين يتم تهريبه إلى سوريا.