Site icon IMLebanon

إيد الحكم بزنار بوريل

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

في زيارته إلى بيروت تعرّف السياسي الإسباني جوزيب بوريل (74 عاماً) من قرب إلى دينوصورات بربطات عُنق وتماسيح معمّرة ومسؤولين عديمي المسؤولية يتقنون فن التعمية على الحقائق والكوارث، وكل منهم يحمّل الآخر مسؤولية الفشل وجاهز لتقديم أطروحات. جاء الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي وغادر من دون أن يتسنّى له متابعة عظة جبران باسيل. بالنسبة إلى منظمي الزيارة باسيل option. مثل جعيتا ومثل مليتا.

وجّه بوريل عدة تحذيرات من “أننا على حافة الإنهيار المالي التام” فابتسم له ضيوفه وفي دواخلهم رددوا: “وين بعدك يا جوزيب! أي حافة هذه. نحن في قلب الإنهيار” وأبلغ بعضهم صراحة ممن التقاهم “أن العقوبات الأوروبية وُضعت على الطاولة.” وهل أعرنا العقوبات الأميركية كبير اهتمام يا جوزيب لنهتم بالعقوبات الأوروبية؟ بمعزل عن طبيعتها الردعية أو الأخلاقية، كل عقوبة وسام على صدر المعاقب، مثل وسام فجر الجنوب ووسام الإستحقاق من رتبة كومندور ووسام الجرحى. شخصيات سياسية عدة مثل الوزراء يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل وجبران باسيل وقيادات في “حزب الله” سبق وقلّدتها وزارة الخزانة الأميركية أوسمة. وجاء دور الأوروبيين، وإن لم ينل جبران، وساماً كل ستة أشهر فذلك يعني “في شي غلط”.

ليس مهماً ما حمله بوريل إلينا من مواعظ ورسائل، بل ما حمّلناه.

رئيس الجمهورية طلب مساعدة الإتحاد الأوروبي “لتشكيل الحكومة الجديدة التي لا بد أن تكون ذات مصداقية وقادرة على إجراء الإصلاحات، وتنطلق من الأصول الدستورية والأعراف والعادات المنبثقة منذ سنوات والتي نريدها أن تستند إلى أسس الوفاق الوطني” وربما سلّم صاحب الفخامة المبعوث المكلّف، بالإضافة إلى “مانيفيستو” الحكومة مسابقة “الكولّونات” المحدّثة التي وُزّعت منها نسختان: واحدة للرئيس المكلّف وواحدة للبطريرك المكلّف وبوريل الثالث وسيحصل ماكرون على نسخته لأن الكمية محدودة. ويُنتظر أن يستكمل السياسي الإسباني، كصديق للبنان، تشكيل حكومة الحريري أقلّه بتسمية وزيري الثقافة والإعلام المسيحيين! كما طالبه الحكم المفلس بزيادة المساعدات “إنو يا مسيو بوريل هيك متل ما ماشيين ما فينا نكفي. دعم بالقطارة، وهالقد بيطلعلكن. ودبروا حالكم. Non لن نقبل أن نُعامل هكذا”.

إلى المساعدة السياسية، ألقى حسان دياب برأسه على كتف بوريل اليمنى وشهقت زينة بالبكي على الكتف الآخر. وجدت الحكومة المفلسة ببوريل بابا نويل صيفي. توسم مضيفوه فيه كل الخير فتدللوا وتسوّلوا. الشحادة ماشية لدعم القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية والإستشفائية وقطاع النقل والإتصالات، وتأمين مساعدة عاجلة للنواب والوزراء وقد ضربهم الجوع وهم اليوم عاجزون عن سد رمقهم بسنيكرز.

المطلوب كثير مسيو بوريل. تصرّف. الوقت يداهمنا.