Site icon IMLebanon

الحريري وباسيل سلّما قرارهما للثنائي الذي يحكم لبنان!

وضع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في كلمته امس، الملفَ الحكومي عموما وحقوق المسيحيين في عملية التشكيل خصوصا، في يد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فهو قال “السيد حسن استعان بدولة الرئيس نبيه برّي كصديق له ليقوم بمسعى حكومي، وليس بمبادرة، لأن لا عناصر لها او على الأقل لا نعرفها او تبلّغناها، ولكن نعتبره مسعى وجهدا مشكورا اذا كان متوازنا وعادلا، اي اذا كان هناك “وسيط نزيه”، ويصير غير مرغوب فيه، “اذا طلع منحاز ومسيء لنا متل ما تظهر مؤخراً”، قبل ان يعلن بـ”العاميّة”: انا اليوم بدّي استعين بصديق هو سماحة السيد حسن نصر الله، لا بل اكثر، اريده حكما وأئتمنه على الموضوع… انا لا اسلّم أمري ومن امثّل الى السيّد حسن بل أئتَمنه على الحقوق. هو بيعرف انّو نحنا مستهدفين، وكل شي عم يصير هو للنيل منا، ويعرف اننا تنازلنا في موضوع الحكومة عن كتير من الأمور”، مستطردا “يا سيّد حسن، انا اعرف انّك لا تخذل الحق. انا جبران باسيل، من دون ما كون عم حمّلك اي عبء، أقبل بما تقبل به انتَ لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن رئيس تكتل “لبنان القوي”، بخطوته هذه، بدا يجيّر، من حيث يدري او لا يدري، الى حزب الله مهمّة الدفاع عن حقوق المسيحيين وصونها. واذ تشير الى انهم لا يحتاجون الى مَن يدافع عن حقوقهم ولا الى مَن يتخلّى عن عمليّة الدفاع عنهم ليفوّض فريقا سياسيا مسلّحا بها، خاصة في وجود الدستور وبكركي واحزاب ومجموعات كبيرة ضحّت بالغالي والنفيس في سبيل الوجود المسيحي في لبنان ودور المسيحيين فيه، تتوقف المصادر عند حقيقة لافتة للانتباه في المشهد السياسي تجلّت في الايام القليلة الماضية.

فالى باسيل الذي سلّم كلمته الاخيرة الى نصرالله، الرئيسُ المكلّف سعد الحريري بدوره، وضع مفاتيح التكليف والاعتذار في “جيبة” رئيس مجلس النواب نبيه بري.

فبحسب المعلومات المتداولة منذ اندلاع المواجهات على جبهة بعبدا – عين التينة، زعيمُ تيار المستقبل يتريّث في اتخاذ اي قرار في شأن الاستقالة من مهمّته، في انتظار ان يحدّد بري مصير مبادرته “التوفيقية”. ووفق المصادر، التنسيق مستمر في الكواليس، بين الرجلين، والرئيس المكلف سيرسم خريطة طريقه للمرحلة المقبلة بالتشاور مع رئيس المجلس: هو قد يحمل تركيبة وزارية جديدة الى قصر بعبدا، او قد يعتذر، لكنه لن يقدم على هذه الخطوة الا بعد ان يعلن “الاستيذ” ان مبادرته انتهت وانه استسلم امام شروط الفريق الرئاسي.

رئيسُ اكبر كتلة مسيحية اذا، تماما كما رئيس اكبر كتلة سنية في البرلمان، قرّرا من تلقاء نفسيهما، تسليمَ مواقفهما وكلمتيهما الى قطبي الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة امل. وهذه المعادلة المثيرة للاهتمام، إن دلت الى شيء، فالى ان “الثنائي” بات فعلا الآمر الناهي في البلاد، والى ان الاطراف السياسية الاخرى، فاقِدةٌ للعصب ولقوّة الحسم واتخاذ القرار، او انها متخاذلة ومتخلّية طوعا عن هذا “الحق”. كما ان هذا “الاستسلام”، بحسب توصيف المصادر، انما يؤكد ان كل ما يحكى عن خوف من مثالثة ومن مؤتمرات تأسيسية، ليس الا للاستهلاك سيما من قِبل من يطرحونه، اذ انهم، هم، بأدائهم هذا، أخذوا البلاد نحو “أحادية”، اذ بات يديرها اليوم طرفٌ واحد أوحد، هو حزب الله، تختم المصادر.