كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
يعكس الاجتماع الدرزي الثلاثي المقرر السبت المقبل في دارة خلدة تَحسّس طائفة الموحدين الدروز بمخاطر هذا المرحلة والحاجة الى مواجهة مشتركة لها، إنما على أساس المصارحة المتبادلة كما يوحي صاحب الضيافة النائب طلال أرسلان الذي يُبدي ترحيبه بوليد جنبلاط ووئام وهاب في خلدة، ولكن على قاعدة مناقشة جوهر الاشكاليات المطروحة وعدم التوقف عند «قشرتها» الخارجية فقط.
قبل فترة قصيرة بادرَ رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الى التواصل المباشر مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وزارَه في منزله، حيث تداول معه في ملفات عدة، خصوصاً ما يتعلق منها بالشأن الدرزي الداخلي، وعرضَ عليه ان يزورا معاً رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان لاستكمال البحث.
لم يكن وهاب قد أطلع أرسلان مسبقاً على مبادرته، لكن وبعد اجتماعه مع جنبلاط اتصل بـ«المير» وطرح عليه فكرة عقد لقاء يجمع الثلاثة في دارة خلدة. رحّب أرسلان بالاقتراح انطلاقاً من انفتاحه على مبدأ الحوار، وتم الاتفاق على حصول اللقاء السبت المقبل.
ويشرح أرسلان لـ«الجمهورية» نظرته الى الاجتماع المرتقب قائلاً: «الاجتماع مرحّب به وانا منفتح على الحوار دائماً، إنما ألفت الانتباه في الوقت نفسه الى وجوب احترام الأسس التي سبق أن توصّلنا اليها خلال لقاء عين التينة قبل نحو عام، والذي جمعني مع وليد جنبلاط برعاية الرئيس نبيه بري، إذ صدر حينها بيان تضمن مقاربة لمعالجة الخلافات الدرزية، وبالتالي لا بد من ان يتم استكمال هذا المسار».
ويضيف: «لا يجرّب احد ان يدخلني في الزواريب الضيقة وان يُسخّف الامور، فالمطلوب هو الوصول إلى اتفاق شامل حول المسائل الدرزية الخلافية، ولقاء السبت يجب أن يصبّ في هذا الاتجاه، وانا من جهتي ليست لدي اي مشكلة أو عقدة للوصول إلى هذا الاتفاق».
ويؤكد أرسلان انه يرفض الاستغراق في الجزئيّات والتفاصيل على حساب اصل المسائل والقضايا التي هي موضع خلاف في طائفة الموحدين الدروز، لافتاً الى انّ ملفات حوادث الشويفات وقبر شمون والجاهلية ستكون بالتأكيد على طاولة البحث «إنما لا ينبغي الاكتفاء بذلك، إذ الأهم هو ان نعالج الأسباب التي أدت الى هذه الحوادث وليس فقط النتائج».
ويشدد أرسلان على وجود مسبّبات أدت الى الاحتكاك الدموي هنا وهناك في الجبل، «ومن واجبنا ومسؤوليتنا ان نعالجها حتى لا تتكرر الحوادث المؤسفة، وانا لست مقفلاً أمام اي حلول جذرية تحاكي جذور المشكلات على المستوى الدرزي بعيداً من اي استخفاف او خفة».
ويلفت أرسلان الى انّ قضايا مشيخة العقل والمجلس المذهبي والأوقاف هي أساسية وتحتاج الى بحث صريح، لإنتاج أرضية مشتركة، موضحاً انّ الشأن الدرزي سيكون طاغياً على مداولات السبت، وآملاً في التوصل الى تفاهمات حيث يمكن ذلك او تنظيم الخلاف حيث يتعذر الاتفاق.
ويلفت أرسلان الى ان «لكل منّا خياراته في السياسة، فنحن في موقع استراتيجي واضح ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في موقع آخر، الا ان هذا لا يمنع تنظيم الخلاف على قاعدة حماية الاستقرار في الجبل ولبنان».
وارسلان الذي يستقبل جنبلاط ووهاب بعد زيارته اخيراً الرئيس بشار الاسد لتهنئته بإعادة انتخابه، يؤكد انه لا يستحي بهويته السياسية وانتمائه العروبي، «ومن يريد أن ينضَمّ الى خطنا أهلا وسهلا به».
ومن المتوقع ان لا تكون الأزمة الحكومية في اساس جدول أعمال المجتمعين، وإنما على هامشه، «خصوصاً انّ المشكلة التي تعرقل التشكيل لا تكمن عندنا وليس لدينا سوى إبداء الامنيات في هذا المجال»، كما يوضح أرسلان الذي يرفض التعليق على احتكام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، قائلاً مع ابتسامة: «لا اريد التعليق الآن… خَلّيني هلق خلّص باجتماع السبت وعليك خير».