Site icon IMLebanon

طرابلس تنوء تحت الأزمة… والثوار يتوعّدون

كتب أنطوان العامرية في “الجمهورية”: 

تشهد شوارع طرابلس، كما في كل المناطق الشمالية واللبنانية، حالة من الهرج والمرج جرّاء الارتفاع الملحوظ في أسعار المحروقات والادوية والمواد الغذائية والخبز وانهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وجرّاء الازدحام عند محطات البنزين التي تفتح أبوابها بأعداد قليلة خصوصاً بعد أن قامت وحدات أمن الدولة بجولة عليها وإجبارها على تقديم الخدمة للمواطنين ما خلقَ أزمات لم تر المحطات لها مثيلاً منذ بدء الأزمة، الأمر الذي أدى الى الكثير من المشاكل عملَ الجيش اللبناني على حلها من دون وقوع إصابات.

والى جانب المحطات هناك الطرقات التي تم قطعها منذ ليل أمس من شارع الزاهرية امام صيدلية العلم الى الطريق الذي يربط أبي سمراء بمجدليا قضاء زغرتا، اضافة الى أوتوستراد المحمرة واوتوستراد المنية والبداوي فضلاً عن أوتوستراد البالما، والذي تم قطعه بالسواتر الترابية وتم تحويل السير على الطريق البحري في القلمون، ما أدى الى أزمات سير خانقة امتدت من منطقة البحصاص عند مدخل طرابلس وصولاً الى ساحة النور، والتي تم قطعها من قبل الجيش اللبناني من مسلكين تسهيلاً لمرور أرتال السيارات التي اصطفّت بهدف تعبئة الوقود من المحطات.

وأمس، قطع محتجون وسائقو سيارات الاجرة بسياراتهم طريق عام حلبا – الجومة عند مفترق بلدة رحبة، إحتجاجاً على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بنحوٍ جنوني ونفاد مادتي البنزين والمازوت.

وتواصلت الاحتجاجات وقطع الطرق في مدينة طرابلس وجوارها، إحتجاجاً على تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وفي عكار، عمد محتجّون على توقيف أحد الصهاريج المحملة بالبنزين على طريق عام المحمرة – العبدة، وقاموا بملء الغالونات وتوزيعها مباشرة.

المناشدات التي أطلقها أصحاب المولدات أمس عبر شبكات التواصل والتهديد بإطفاء مولداتهم بسبب نفاد مادة المازوت لم تلق آذاناً صاغية مما دفعهم الى قطع التيار الكهربائي في الكثير من المناطق، ومنها عزمي والثقافة والميناء ومناطق أخرى. لذا، تبدو الأزمة متفاقمة أكثر من المناطق الأخرى فلا وقود ولا كهرباء بشكل لافت، وبالطبع الوضع الاقتصادي منهار بالكامل. وفي المقابل هناك من يهدد بالانفجار وهناك من يستسلم لقدره، فلمن ستكون الكلمة الفصل في الأيام المقبلة؟

عند جسر البالما وقف عدد من الثوار الذين يؤكدون على التصعيد طالما انّ الانهيار يتسارَع.

الناشط خالد الديك قال لـ»الجمهورية»: «الغلاء فاحش ولا أعرف لماذا السكوت من قبل المواطنين؟ أزمة البنزين عندنا في طرابلس ليست نفسها في كل المناطق، أرتال السيارات أمام المحطات إضافة الى انعدام الدواء وحليب الأطفال أضف الى كل ذلك انقطاع الكهرباء. مطلبنا محق. وفيما هم يتقاتلون في سبيل تأمين وزير أو وزيرين، ضاعَ مستقبل شبابنا في هذا البلد، ونتمنى من كل الشعب اللبناني الاستجابة لندائنا وقطع كل الطرقات من دون استثناء، فإمّا نكون أو لا نكون».

من جهته، محمد رستم من تكريت – عكار، والذي نزل منذ منتصف الليل الى البالما للمشاركة بالتحرّك، قال لجريدتنا: «قضيتُ ليلتي على جسر البالما، نحن نثور ضد هذه المنظومة الفاسدة والأحزاب التي تزرع الفتن، جلّ ما نريده العيش بكرامة ولنصرالله نقول: كفانا تجويعاً كفانا إذلالاً».

الثائر أبو محمد قال ايضا لـ»لجمهورية»: «سنكمل ثورتنا حتى النفس الأخير، الثورة ليست فقط في طرابلس وإنما في كل لبنان، نناشد الشعب المذلول على أبواب الصيدليات ومحطات البنزين الوقوف الى جانبنا بدلاً من الوقفة التي لن تؤتي ثمارها، الى متى سنبقى من دون أي تحرك؟! ماذا ينتظر المواطن ليتحرك؟ ليس أهل الشمال وحدهم المحرومين وإنما كل الشعب اللبناني من دون استثناء، حتى من لديه المال سينتهي مع رفع الدعم، لم يعد هناك مال في البنك المركزي لتأمين الدعم، نحن لا نناشد الدولة العاجزة وإنما الشعب المحبط بهدف العودة إلى الشارع في أسىرع وقت».