كتب سمير سكاف في “اللواء”:
يهندس الرئيس نبيه بري المواجهة مع الرئيس ميشال عون! فهو يدير ما يجري على الحلبة الحكومية بدعم الرئيس المكلف سعد الحريري في مواقفه. وهو «الثلث الضامن» له في التشكيل، في حين أن حزب الله لا يلعب هذا الدور مع عون! ولا مانع لبري – الحريري من ابقاء الوضع على ما هو عليه حتى نهاية العهد، والى ما بعد بعد نهاية العهد! فالعهد انتهى مع استقالة حكومة الحريري. وما تشكيلة الرئيس حسان دياب إلا دمية اخترعها فريق 8 آذار من دون قناعة من الرئيس بري، ومن دون دعم ولا عرقلة من الرئيس الحريري! فالرئيسان بري – الحريري، الحليفان اللدودان، مقتنعان بحكومة سياسية على الرغم من موافقة صورية على حكومة مستقلة في مبادرة فرنسية وُلدت ميتة. ولكن لا مانع لديهما من ابقاء تصريف الأعمال حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. علماً أن كل التشكيلات الحكومية الممكنة بين اهل السلطة تمّ اختبارها. وهي أثبتت فشلها. لا بل إنها اوصلت اللبنانيين الى «جهنم»! ولن تنفع إعادة تدوير التشكيلات الحكومية السابقة المسماة حكومات «الوفاق الوطني». فالوفاق مفقود والوطني بعيد عن الحكم! ما يعني أن رهان بري – الحريري قادر على اسقاط عون، ولكنه غير قادر على الانقاذ من دون حكومة مستقلة بالكامل مدعومة منهم وتحظى بثقة الخارج والداخل معاً، قادرة على الحصول على الدعم المالي المطلوب للاقلاع بالاقتصاد ولتنفيذ الاصلاحات الاساسية والبنيوية!
لم يعد لرئيس الجمهورية وللعهد المنتهي صلاحيته سوى سند موقت ومرحلي له، وهو سند حزب الله. ومع ذلك، فإن الرئيس وصهره يسيئان التقدير عندما يعتبران تقاربهما مع الحزب يتقدم على تقارب الحزب مع الرئيس بري. فحتى إشعار آخر، إن «الزواج الماروني» الوحيد في السياسة اللبنانية اليوم هو بين حزب الله وحركة أمل الى ما شاء الله… من أعمار بيده!
نهاية العهد تنهي اتفاق مار مخايل
إن نهاية العهد ستنهي مفاعيل اتفاق مار مخايل حيث سيصبح هيكلاً لا حياة فيه! فلا التيار البرتقالي سيكون قادراً بعدها على تأمين الغطاء المسيحي الكبير للحزب ولا الحزب قادر أن يقدم رئاسة برتقالية ثانية على التوالي! وذلك، مع عودة أسهم سليمان فرنجية للتقدم ودخول اسم قائد الجيش في بورصة الرؤساء المحتملين. واحتمالات ما بعد نهاية العهد الأساسية هي انتخاب رئيس جديد للبلاد، ومن دون فراغ رئاسي! إذ إن درس الفراغ الرئاسي كان قاسياً على لبنان. ولن يحمله أحد في الظروف الجهنمية الحالية، بمن فيهم حزب الله. ومن الأرجح أنه لن يتكرر. فالمعادلات الرئاسية ستكون واضحة المعالم هذه المرة مع احتمالات ضيقة. أما التعويل على الفراغ الرئاسي وإمكانية بقاء الرئيس في القصر فسيعتبر بمثابة انقلاب عسكري لا يستطيع الجيش تحمله! ولن يحمله حزب الله وحده في وجه كل اللبنانيين من دون أي مردود سياسي له!
والأكيد أن معركة بري – الحريري ضد عون هي لصالح الثنائي الحليف! وذلك، لأنهما يملكان عامل الوقت، في حين أن العد العكسي لأيام العهد لا يترك للرئيس عون أي قدرة على المناورة. فأساليب المواجهة استنفدت. والخيارات أمام الرئيس عون قليلة. فإما البقاء واقفاً من دون حكومة حتى نهاية العهد. وإما الخضوع للثنائي الحليف بحكومة لا ناقة له بها ولا جمل! وبين المر والعلقم… السقوط قد تمّ في النقاط. ولا أحد يستعجل ضربة قاضية أو استقالة رئاسية في الوقت القليل المتبقي… «ما بقى تحرز»! ويبقى أن الأخطر هو فلتان الدولار وجنون أسعار المحروقات وانقطاع الدواء والكهرباء والموتورات والانترنت… وتسونامي الفوضى!