IMLebanon

الصايغ: لقاء خلدة يهدف لاتفاق “جنتلمن”

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:

يعرف أبناء طائفة الموحدين الدروز جيدا كيف يتكتلون متحدين بوجه المشاكل والتحديات، ومهما اشتدت خلافاتهم أو تعاظمت  إلا انه في نهاية المطاف «بيلفو على بعض» كما يقال في الدارج اللبناني. وهذه سمة لأبناء هذه الطائفة وتظهرت في المواقف وفي بعض الأحداث التي مرت على البلاد وابرزها تلك التي وقعت في ايار من العام 2008 حيث وقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان متحدين رافضين تمدد ما جرى من اشتباكات في بعض مناطق الجبل ولاسيما في منطقة الشويفات بين الاشتراكي وحزب الله.

وفي شريط الأحداث أيضا تناحر درزي – درزي شهدته مناطق في الجبل  وقع على اثره قتلى بين صفوف الحزبين ودفع إلى تشنج حاد في المواقف كان من الصعب إزالته.

لكن ان يعقد لقاء هذا السبت بين زعماء الطائفة الدرزية أي رئيس الحزب الاشتراكي ورئيس حزب الديمقراطي اللبناني ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في ظل ظروف أكثر من قاهرة في البلاد فإن ثمة مدلولات له خصوصا أن ما من تشنج وقع بين هؤلاء وما من إشكالات سجلت بين المحازبين أو بين المناصرين مؤخرا. فهل من جبهة جديدة أو ما شابه ام أنه لقاء لإطلاق الصرخة وترتيب ما يجب ترتيبه بين أبناء الطائفة لمواجهة الصعاب وما هو مقبل من ايام ؟

يخشى رئيس الاشتراكي على تفلت الأوضاع وانعكاساتها على اللبنانيين وبالأخص على أبناء الطائفة الدرزية، فكم من مرة صارح كبار المشايخ وعقد اجتماعات للمناصرين وأطلق التحذيرات المناسبة حتى انه قدم المساعدات  وكذلك فعل الأمير أرسلان ووهاب.

لقد حان وقت الاجتماع ورص الصفوف، هذا ما تشير إليه مصادر درزية رفيعة المستوى عبر اللواء مشيرة إلى أن الاجتماع بحد ذاته لافت في الوقت الذي يتحدث فيه هؤلاء الزعماء لغة واحدة عن التدهور القائم في لبنان والإسراع في المعالجة تفاديا للانفجار الأكبر.

وتعرب المصادر نفسها عن اعتقادها أن ما من برنامج أو نقاط محددة للبحث لأن الاجتماع مفتوح على قضايا عدة للبحث وهي خاصة بشؤون الطائفة وأخرى عامة متصلة بالواقع الراهن من غياب تأليف الحكومة مرورا بالبطاقة التمويلية وصولا إلى ما هو متوقع من سيناريوهات سلبية في البلاد وذلك على مختلف الأصعدة.

وتوضح أنه ليس مطلوبا أن يتخلى أي منهم عن قناعات محددة أو علاقات سياسية معينة ترسخت على مدى السنوات إنما هناك رغبة في معالجة ذيول الحوادث التي حصلت في السابق في الشويفات وقبرشمون وبعض المناطق الجبلية  ووضع القواسم المشتركة على الطاولة وتبادل الأفكار والهواجس بشأن تطور الظروف وكيفية حماية الطائفة من أي تداعيات.

وعن الانتقاد الذي يطاول هذا الاجتماع باعتباره مذهبيا أو طائفيا فإن المصادر ترد بالقول إن الاجتماع يتجاوز المفهوم المذهبي لأن مضامينه متشعبة وتتعلق بمسائل وطنية، أليست الخشية من الجوع والفقر قضية تمس بلدا بأكمله من دون تمييز بين طائفة واخرى؟ ألا يتوجس الجميع من أي حادث امني؟ والا يطاول الانهيار  جميع المكونات في لبنان؟

وكيف يقرأ عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ عبر اللواء اجتماع خلدة غدا السبت؟ يؤكد النائب الصايغ أن الاجتماع يأتي بعد زيارة قام بها النائب أرسلان إلى دارة جنبلاط في كليمنصو تبعتها زيارة مماثلة لرئيس حزب التوحيد العربي إلى كليمنصو، بالتالي فإن لقاءهم السبت يعد تتويجا لحوار قام بينهم حول كيفية إنهاء ذيول الحوادث الأليمة في الشويفات وقبرشمون والتي ذهب ضحيتها خيرة الشبان. مشيرا إلى أنه من الضروري إنهاء الملف والانخراط في التهدئة المنشودة من الجميع والمحافظة على الاستقرار في الجبل، من ضمن استراتيجية  وضعها رئيس الاشتراكي ويعمل بموجبها.

ويقول انه ليس بعيدا على من يعمل على إنجاز تسوية على مستوى الوطن لتأليف الحكومة وإنقاذ البلد، أن يعمل كل ما يحب فعله على مستوى الطائفة، معلنا أن هذا لا يعني اي تفاهم انتخابي أو أي أمر  آخر، مذكرا بأن وليد بك زار قصر بعبدا، لكن هذا لا يعني قيام تفاهم سياسي مع التيار الوطني الحر.

ويكرر القول أن التهدئة مسألة أساسية وإن مناطق الجبل مفتوحة أمام جميع  الاحزاب والقوى المدنية لممارسة أنشطتها وما من داع لأي تشنج.

اما ماذا سيخرج عن الاجتماع؟ فإن النائب الصايغ يقول أن ما من أوراق أو أي أمر من هذا القبيل، وقد يفضي الاجتماع إلى gentlemen agreement وسيصار إلى متابعة ما اتفق عليه من تفاصيل تستدعي التنفيذ لا سيما مع القضاء بالنسبة إلى موقوفي حادثة قبرشمون كما مع الجهات المعنية متوقعا تكليف شخصيات في الاجتماع لتنسيق متابعة المواضيع.

ويتمنى أن يخرج بنتائج إيجابية تتوج بأخلاء سبيل هؤلاء الموقوفين.

ويشير إلى أن الحزب الاشتراكي يعارض فكرة العزل ويؤيد كل ما من شأنه أن يحقق المصلحة العامة، لافتا من جهة ثانية الى ان هذا اللقاء سيتطرق إلى الوضع الراهن في البلاد، مشددا على أن الأولوية اليوم هي للواقع الاجتماعي والاقتصادي ومعالجة الأزمة في لبنان، وبالتالي فإن الظرف لا يحتم قيام خلاف على مكاسب صغيرة وحصص أو محاصصة وهذا ما يؤكده الحزب الاشتراكي في كل مناسبة ومن هنا تأتي دعوته إلى تأليف حكومة بعيدة عن المحاصصة تنصرف إلى المعالجات الإنقاذية السريعة.