استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية والوفد المرافق الذي ضم: الشيخ صالح العاروري، الدكتور خليل اللحيا، عزت الرشق، اسامة حمدان، ومسؤول الحركة في لبنان احمد عبد الهادي، وفي حضور عضو المكتب السياسي لـ “حركة أمل” محمد الجباوي.
واستهل بري اللقاء مخاطبا هنية: “امام الاعلام أهنئكم بهذا النصر كما أهنئ فلسطين كل فلسطين على الصمود والمقاومة والانتصار”.
وبادل هنية بري بدوره قائلا: “جئنا اليوم لنهديك هذا النصر وسيف القدس وهو نصر نعي جيدا ماذا يعني للبنان واللبنانيين”.
وبعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعة قال هنية: “تشرفنا بلقاء بري، وفي كل زيارة للبنان، يكون أحد الاركان الاساسية في كل هذه الزيارات هو اللقاء بدولته. استعرضنا النتائج المترتبة على معركة سيف القدس التي خاضها الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وباحتضان لبناني وعربي واسلامي واحرار العالم، وأكدنا ان الشعب الفلسطيني من خلال هذه المواجهة متمسك بحقوقه كاملة، وبخاصة القدس كعاصمة ابدية للدولة الفلسطينية، ولا سيادة اسرائيلية على القدس ولا حق اسرائيليا في القدس التي هي ميراث للشعب الفلسطيني وللامة العربية والاسلامية وللمسيحيين الذين يعيشون فوق الارض الفلسطينية وفي المشرق العربي”.
وأضاف: “اكدنا ايضا بأن المقاومة هي خيار استراتيجي للتحرير، وبان مسيرة المفاوضات التي انطلقت منذ اكثر من 27 عاما لم يكن لها الا مزيد من التوسع الاستيطاني ومحاولات تهويد القدس وحصار غزة والقفز على الحقوق الثابتة لشعبنا، وفي مقدمتها حق العودة. والنقطة الثالثة أكدنا ان وحدة الشعب الفلسطيني تشكل الركيزة الاهم لانجاز تطلعات وطموحات شعبنا الفلسطيني واستعرضنا الخطوات التي قطعناها على هذا الطريق، وما زلنا ونحن نعرف ان دولة الرئيس له اهتمام خاص في موضوع الوحدة الوطنية وهو بذل جهودا استثنائية في فترات سابقة وما زال من اجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية”.
وتابع: “نرى ان ما جرى في المعركة الاخيرة من وحدة الشعب الفلسطيني من أقصاه الى أقصاه، وفي مواقع الشتات تساعدنا اكثر مما سبق لترتيب البيت الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة والاتفاق على إستراتيجية وطنية سياسية وبرنامج وطني مشترك للمرحلة المقبلة”.
وختم: “بالتأكيد ونحن في لبنان دائما نسدي الى لبنان كل كلمات التقدير والشكر والعرفان الذي هو يحتضن الجرح الفلسطيني والمخيمات الفلسطينة ويشاركنا الالم والامل مع لبنان على مدار عقود الصراع مع الاحتلال، واكدنا بأن المخيمات الفلسطينية في لبنان هي مصدر إستقرار وأمن، ولن تكون مطلقا منطلقا للإضرار بالامن القومي اللبناني ونحن في قيادة الحركة المركزية ندعم كل الخطوات التي تقوم بها الحركة في لبنان وفصائلنا الفلسطينية على هذا الصعيد. وكذلك استعرضنا الاوضاع الانسانية والمعيشية في المخيمات اللبنانية. وتمنينا ان القوانين التي صدرت عن البرلمان اللبناني ان يجري تنفيذها وتطويرها لمزيد من الحقوق المدنية والاجتماعية لاخوتنا واشقائكم هنا في المخيمات، مع تمسكنا المطلق والثابت والراسخ بحق العودة ورفض التوطين ورفض الوطن البديل. نحن هنا ضيوف على لبنان الشقيق الى حين العودة الى فلسطين ان شاء الله تعالى”.
وكان البري عرض لملف الكهرباء ولشؤون متعلقة بوزارة الطاقة والمياه، خلال استقباله وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر الذي غادر من دون التصريح.
وبعد الظهر ترأس رئيس المجلس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس حضره نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والنواب: الان عون، سمير الجسر، هاغوب بقرادونيان، هادي ابو الحسن وميشال موسى وأمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، والمدير العام للادارة المشتركة في مجلس النواب محمد موسى.
وبعد الاجتماع قال الفرزلي: “الجلسة حددت بقرار من الرئيس نبيه بري على مدى يومين الاربعاء والخميس نظرا إلى غزارة القوانين التي اقرت او غزارة الاقتراحات المعجلة المكررة المطروحة. والجلسة ستكون جلستين: واحدة مخصصة لانتخاب عضو المجلس الدستوري او المركز الشاغر في المجلس الدستوري والذي يعود إلى المجلس النيابي انتخاب وإملاء الفراغ مكان سعادة القاضي المرحوم انطوان بريدي، والجلسة الثانية تفتح للبدء بالجلسة التشريعية لجدول اعمال اقتراحات القوانين المقررة والتي هي حوالي 21 او 22 قانون او مشروع قانون واقتراحات قوانين معجلة مكررة مطروحة على النقاش وسيؤخذ رأي النواب في شأنها”.
وأضاف: “ومن جملة الامور التي جرى النقاش بها ايضا هي كيفية تعزيز صمود اللبنانيين بهذه المرحلة، ويجب ان اقول واعلن وقد لفت نظري شخصيا وبقوة مدى الاعتبار الذي اخذ وبني عليه من قبل الرئيس بري للكلام الذي تفضل به البطريرك الراعي في ما يتعلق باموال اللبنانيين وبدور واسلوب التعاطي مع هذه الاموال حراسة وحماية ما تبقى منها او ما يخطط للغد من اعتبارات قد تؤدي الى مزيد من اوضاع لا يحمد عقباها، لذلك اخذ هذا الامر في الاعتبار وخطط لكي يبنى على الشيء مقتضاه”.