كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
لمع نجم الفنان جوزيف مخايل ابراهيم أو “الأمير الصغير” في الثمانينات والتسعينات، حيث اشتهر باللون اللبناني الشعبي وغنّى بسبع لغات أجنبية كما تعاون مع الموسيقار الراحل الياس الرحباني وجدد حديثاً بعضاً من اغانيه. “نداء الوطن” التقت “الأمير الصغير” في هذا الحوار.
ما هي قصّة لقب “Le petit prince”؟
كنت في بداياتي الفنيّة موجوداً في حفلة تنكريّة وتنكرت حينها بزيّ “الأمير الصغير” المستوحى من قصة Antoine de Saint-Exupery. فأطلق أحد الأصدقاء اللقب عليّ، ففرحتُ كثيراً وأضحى اسمي الفني “الأمير الصغير”.
أخبرنا عن عملك الفني الأخير الذي قدّمته كتحيّة لروح الفنان الراحل الياس الرحباني؟
جمعتني بالراحل علاقة حب وصداقة قبل أن نتعاون فنيّاً حتى. وفي العام 1996، قدّمت ألبوماً جددتُ فيه أهم أعماله الغنائية والفنية وبقيت الإتصالات بيننا وحرصت على الاطلاع على أخباره حتى في فترة الحجر وانتشار “كورونا”. حزنت كثيراً على غيابه وبعد أربعة أشهر من وفاته، إتّصل بي المنسّق الموسيقي أيمن مسعود وأطلعني على عمل يُجهَّز بالتعاون مع شاشة الـ”MTV” ويكون بمثابة تحيّة لروح الراحل. وفي التفاصيل، اعاد مسعود توزيع بعض الأغاني الشهيرة التي تعاونّا فيها مع الرحباني وأخرج العمل الذي شاركني فيه الفنانان القديران سامي كلارك وباسكال صقر. كما اعدت توزيع أغنية “كزابي” مع هادي شرارة. وكل ذلك بالتنسيق مع نينا الرحباني زوجة الياس وأولاده. اشكر الله أنّ الأصداء كانت إيجابية جداً وبات العمل يحتلّ المرتبة الرابعة على الساحة الفنية.
ما هي أسباب تدنّي المستـوى الفني برأيك؟
الفن الحالي “شي تعتير جداً”! كان الفنانون قديماً يعملون بكلّ جهد وجدّ ليتمكّنوا من حفر أسمائهم في سجل زمن الفن الجميل كوديع الصافي، فيليمون وهبة، صباح، الرحابنة وفيروز. أما اليوم فقد اختلفت المعادلة كليّاً عبر تقديم أغانٍ غير مفهومة الكلمات أو اللحن، حتى أن البعض منها يموت قبل ان يولد. على سبيل المثال لا الحصر، قدّمتُ “ع طبق ألماز” في ثمانينات القرن الفائت وأعدتُ تجديدها وما زالت تنبض حياةً حتى بعد نحو 40 عاماً من إطلاقها.
لماذا لا تقدم أغنية معاصرة تحاكي الزمن الجميل؟
قدّمتُ بعض الأغاني ذات النمط المعاصر مع صباح وسلوى القطريب. وأسسنا بعدها مع سامي كلارك وعبدو منذر فرقة “العصر الذهبي” حيث استمرينا بتقديم أنجح الأعمال المواكبة للعصر على مدى 12 عاماً. كما شاركتُ في مهرجانات فنيّة عدة وأحييتُ حفلات كثيرة. وسأكشف لك أنني أستعد لإطلاق أغنيتين جديدتين من ألحاني وسأقدّم إحداها كـ”ديو” مع فنان لبناني قدير. مع الإشارة الى أنّ الكلمات وُضعت على اللحن وليس العكس، وهي الطريقة عينها التي استخدمتها في أغنية “ع طبق ألماز”.
هل تساهم مواقع التواصل الإجتماعي بطرح الأعمال الفنيّة؟
تمتلك “السوشيل ميديا” حسنات وسيّئات عدة، ولكن يجب مجاراة العصر وتقديم أفضل الأعمال ليتمكّن الناشطون من التفرقة بين الكمّ المطروح والنوع الجيّد منه.
من يحمل مشعل الفن الراقــي في لبنان؟
فيروز الملكة، أطال الله بعمرها فضلاً عن السيدة ماجدة الرومي التي تتميّز بصوت رائع واعمال فنيّة راقية.
ومن الجيل الجديد؟
وائل كفوري. هو فنان “فظيع” سيحمل مشعل الفن اللبناني الجميل اذ يمتلك كل المميّزات والصفات من صوت وأداء واختيار ذكيّ للأغاني. إنه نجم “قبضاي” ويمكن الإتّكال عليه لضمان إستمرارية زمن الفن الجميل.
كيف يمكن تعزيز الفــــن في ظل غياب نقابات فاعلة وهادفة؟
النقابات الفنيّة منقسمة في لبنان، وليست مجتمعة أو موحّدة حول هدف واحد والأمر معيب جداً. يجب القيام بمجهود كبير لتعزيز الفن وإعادة هيكلة النقابات وضمّها من أجل ضمان حقوق الفنانين المنتمين إليها، وإلا ستبقى “الطاسة ضايعة”. نحن كفنانين نقوم بمجهود فردي والدليل على ذلك أننا أعدنا بناء الصروح الثقافية والفنيّة بعد إنفجار الرابع من آب بفضل المبادرات والمساهمات الفردية. ناهيك عن ضرورة القيام بمشاريع فنية ومراقبة الأعمال الفنيّة والثقافية الصادرة وتعزيز حقوق الفنانين.
ما النصيحة التي توجّهها للشعــــب اللبناني المقهور؟
السؤال صعب جداً، خصوصاً أنّ اللبنانيّين يعانون منذ عشرات السنين. كانت الثورة انطلاقة جديدة للبنان جديد، لكن إن لم تصطبغ بالدم لن تتمكّن من تحقيق أهدافها. وقام البعض “بتسكير الطرقات بلا طعمة” في ظلّ تفاقم الأوضاع حتى وصلنا الى الذلّ الذي نعيشه اليوم. للأسف اعتاد الشعب اللبناني على الخضوع والخنوع والتبعيّة والفساد وبرأيي سينتخب الطاقم عينه العام المقبل، خصوصاً إذا تمّ إغراؤه بـ100 دولار على سعر الصرف في السوق السوداء! أتمنّى أن ينهض البلد من كبوته، ونتطلّع الى أعجوبة كبيرة لتحقيق ذلك.