IMLebanon

 النبطية… انفجار الشارع رهن انقطاع الإنترنت والمعسّل!

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

انفجر الشارع للحظات، قطع دوار كفررمان وجسر حبوش بالاطارات المشتعلة لدقائق، ثم عاد الوضع الى ما كان عليه. فالغضب الشعبي لم ينضج بعد، ربما يحتاج الى انقطاع تام للمحروقات والدواء والمعسّل، قد يكون الاخير شرارة الانتفاضة الشعبية في القريب العاجل، فالنرجيلة تعدّ اساسيات المواطن، هي المهدّئ لاعصابه والبنج العمومي عن كل ما يحيط به، وما عدا ذلك “ما تنده ما في حدا”.

لم يشعل دولار الـ18 الفاً شارع النبطية وقراها كما كان متوقعاً، على العكس، بقي الناس في سباتهم، الا قلة قليلة عبّرت عن غضبها لدقائق، قبل ان تفك اسر الطريق وتعود الى موقع المتفرج، ما الذي ينتظره المواطن اذاً؟

ما إن تخطى دولار السوق السوداء عتبة الـ18 الف ليرة حتى اقفلت كل المحال التجارية والغذائية، اما محطات المحروقات فحافظت على اقفالها وبيع مخزونها في السوق السوداء، حتى ان بعضها عمد الى بيع البنزين بـ70 و75 الفاً للتنكة الواحدة بحجة أنها اشترت المخزون على سعر دولار الـ3900، بالرغم من ان تسعيرة الدولة الجديدة لم تصدر بعد، وهذا ما دفع بمحمد الذي دفع 75 الفاً ثمن التنكة للقول: “مش كافينا سرقة الدولة الا واصحاب المحطات يسرقوننا علناً، وهذا هو الفساد” مؤكداً “أن كثيرين أكلوا الضرب ووقعوا ضحية صاحب المحطة بتسعيرته الجديدة”. ودعت مهى الى محاسبة كل من يتلاعب بالبنزين لتحقيق ارباح خيالية من جيبة المواطن.

يبدو أن أزمة المحروقات لن تسلك طريقها الى الحل النهائي، بالرغم من المؤشرات التي تحدثت عن انفراج جزئي مع التسعيرة الجديدة، حتى دوريات أمن الدولة التي طالت معظم محطات النبطية واقليم التفاح وأجبرت بعضها على الفتح لتوفر البنزين في خزاناتها وبكميات كبيرة، لن تحلها. فوفق المعلومات يعمد عدد من أصحاب المحطات الى بيع الصهاريج بسوق سوداء او تهريبها الى سوريا، وبعضهم يعتمد نظام تعبئتها بالغالونات 10 ليترات وبيع الواحد منها بـ100 الف ليرة لبنانية، كل ذلك والمواطن يبحث عن المادة من دون جدوى، وبات البحث عن البنزين مثله مثل البحث عن جرعة دواء مفقودة بسبب احتكار التجار.

وعلى خط التلاعب دخلت السوبرماركات فبدأت تبيع على سعر دولار الـ20 الف ليرة، وشهدت السلع ارتفاعاً جنونياً، بحيث بات من المستحيل على ذوي الدخل المحدود شراء علبة لبنة في بلد بات يعوم على بحر ازمات من دون حل، آخرها فقدان الغاز، بحيث توقف موزعو الغاز عن البيع بإنتظار التسعيرة الجديدة ووصل سعر جرّة الغاز في السوق الموازية الى 70 الف ليرة.

لم يترك حسين محلاً الا وقصده لشراء جرّة غاز بلا جدوى، فجأة اختفت من الاسواق من دون سابق انذار، يسأل عن السبب وهل دخل الغاز على خط المنافسة مع باقي الأزمات، واكثر ما يحز في نفسه انه اضطر لشرائها بـ70 الف ليرة لأنه مقطوع من الغاز وزوجته تريد طهو الطعام للعائلة، كل ذلك ولم يدفعه ليخرج شاهراً سيف معاناته الى الشارع، لم يلتحق بركب المنتفضين على الواقع، بالرغم من تأكيده أن الوضع بات ميؤوساً منه، غير أنه يرى أن الانفجار يجب ان يكون عصياناً مدنياً وتعطيلاً لكل مؤسسات وموارد البلد ومحاصرة الزعماء في مراكز صنع القرار لتشريع قوانين وإيجاد حلول لمعالجة الازمة وغير ذلك فكل التحركات لن تؤتي نتيجة. ويدعو محمد الناس “الى تشكيل لوبي ضاغط للانقلاب على الواقع وعدم الانصياع الا لقرار رفض الذل الذي يعيشه المواطن يومياً على محطات المحروقات وبحثاً عن الدواء واستجداء عطف محسنين لدفع فاتورة المستلزمات الطبية التي تخطت قدرات المواطن”.

كل ذلك ويمضي المواطن في تدخين النرجيلة، يشتري المعسل بأسعار جنونية من دون اعتراض، وبحسب علي فانقطاع المعسل والانترنت يحرك الشارع وما عدا ذلك فالناس تسير في الذل والزعيم مرتاح على وضعه.