IMLebanon

عبد الصمد: الدول العربية شكلت دعمًا كبيرًا لنا

رأت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة منال عبد الصمد، “اننا في الازمات نحتاج الى اشخاص إيجابيين يعملون لمصلحة البلاد، ونحن في حاجة الى حلول وأفكار ومشاريع تعالج المشاكل”، مشيرة الى ان “لبنان وصل الى مرحلة انهيار كبير ومتسارع، وهذا الامر كان متوقعا في ظل غياب السياسات وغياب حكومة مدى اكثر من 10 اشهر، اذ ان كل الأمور مرتبطة بوجود حكم فعلي بحيث ان كل المؤسسات الدولية والمستثمرين وغيرهم لا يعملون في ظل حكم موقت او مضطرب او سياسات متضاربة او متعارضة”.

وقالت في حديث الى “اذاعة لبنان”: “نحن في وضع سيئ، وأفضل الحلول ان يعمل كل شخص في مجاله وعمله بعيدا عن التنظير. من هنا نحن في وزارة الاعلام من رأس الهرم الى كل عامل فيها، يقوم بجهد اضافي واستثنائي في ظل ظروف قاسية وصعبة على غرار باقي الإدارات، ويشكرون على ذلك”.

وعن مشاركتها في مؤتمر مجلس وزراء الاعلام العرب في القاهرة، اشارت الى ان “هدفنا كان اعادة لبنان الى دوره الريادي والقيادي على صعيد الاعلام على المستوى العربي والعالمي، لذلك اقترحت استراتيجية لاعادة هذا المركز، من جهة، ومن جهة ثانية، اضاءة على الاعلام الايجابي والحيادي والثناء عليه عبر طرح فكرة “جائزة بيروت للانسانية” وتمت الموافقة عليها. وهذا الامر يمثل قيمة معنوية كبيرة للبنان”.

واوضحت ان “هدف الجائزة تكريم كل عمل صحافي فردي، بكل اشكاله المسموع او المكتوب او المرئي او الرقمي، سواء أكان لبنانيا أم عربيا، يتعامل مع انفجار مرفأ بيروت بموضوعية ويدعو الى الانسانية والسلام، ويتميز بمهنيته العالية، ويحترم ميثاق الشرف الإعلامي، وضمن اطار حرية الرأي والتعبير”، لافتة الى ان وزارة الاعلام تعمل حاليا على آلية هذه الجائزة وتقسيمها الى فئات، وان الجائزة ستكون عبارة عن مجسم منحوت تولاه نحات عربي، اضافة الى جائزة مالية”.

وأعلنت “الموافقة على اقتراح وزارة الاعلام ان تكون بيروت عاصمة الاعلام العربي لسنة 2023″، داعية الجميع من القطاعين العام والخاص والجهات الاعلامية وغيرها الى “التعاون لانجاح هذا الحدث والاضاءة على تنوع اعلامنا لاعادة الثقة اليه”.

وقالت: “للاسف، وضعنا سيئ، ولكننا نتغنى بثروة كبيرة لا ندرك قيمتها الا وهي الثروة البشرية. واعتبر ان الثروة البشرية الاعلامية لدينا تفوق بأضعاف ثروات العالم كلها. عندما كنت في مصر استشهدت بالاعلاميين الذين بنوا القطاع الاعلامي في مصر ومنها الصحافة الورقية. واذا عدنا الى تراثنا الاعلامي في لبنان، نستذكر الاذاعة اللبنانية التي تأسست عام 1938 ولا تزال حتى اليوم بزخمها وبرامجها المتنوعة، وكذلك “تلفزيون لبنان” الذي كان الاول في المنطقة عام 1959 والتراث الاعلامي والرصيد الكبير المنوع بين اذاعي وتلفزيوني والآن رقمي. وهذا التنوع يمكن ان نلقي الضوء عليه، ولتكن سنة 2023 للتعاون بين القطاعين العام والخاص و الجهات الاعلامية وغيرها لانجاح هذا الحدث لنعيد الثقة بالاعلام اللبناني كمكانة اعلامية مرموقة في المنطقة وكمركز ريادي عبر تحقيق شراكات واتفاقات على الصعيد الاعلامي او الدرامي، وان تأتي شركات الانتاج الى لبنان بدلا من تصدير الاعلاميين المميزين الى الخارج”.

وعن اداء بعض الاعلام في هذه المرحلة قالت: “تحت اطار حرية التعبير نترك حيزا كبيرا من حرية الكلمة والموقف، ولكن يجب ان تكون للاعلام رقابة ذاتية قبل مراقبته، لان لبنان متنوع ومتعدد الافكار. ولكن هذا التنوع يؤذي في مكان ما ويحطم مؤسساتنا ويساهم في انهيار قطاعاتنا بدل بنائها بمشاريع وافكار تخدم قضيتنا”.

واضافت: “علينا التمييز بين الاعلام التقليدي والمواقع الالكترونية المهنية ووسائل التواصل الاجتماعي التي هي عبارة عن آراء اشخاص لا تأثير لهم على الرأي العام، ولكنهم لا يمتهنون هذا العمل. اما الاعلام كإعلام فبعضه مفيد وحيادي وموضوعي، ولكن البعض الآخر يتجه في اطار مؤذ للبلد، لذلك يجب اعتماد الرقابة الذاتية التي تصنف الاعلام الجيد وغير الجيد، والخطوة الاولى التي سنقوم بها هي الدعوة الى اقرار قانون الاعلام لننهض بقطاعنا عبر تحديث احكامه، لان القانون الحالي مجزأ وتتحكم فيه الوصاية السياسية. لذلك اقترحنا محكمة خاصة بالاعلام للمحاسبة وفرض العقوبات، وبالتالي يجب ان تفرج السلطة السياسية عن العمل الاعلامي سواء اكان عاما ام خاصا. ولقد قمنا بخطوة متقدمة في مجال تعديل القانون وبعدما كان مشروع القانون عالقا في اللجان منذ 11 عاما تمكنا، بالتعاون مع لجنة الادارة والعدل، ان نخرجه من الادراج وسيعرض قريبا على الهيئة العامة لمجلس النواب على امل اقراره قريبا”.

وتابعت : “اذا اقر هذا القانون، فسننطلق بعدها الى تنظيم المؤسسات من الهيئة الناظمة للاعلام، الى انشاء منصة رقمية موحدة للاعلام العام تجمع “تلفزيون لبنان” و”اذاعة لبنان” و”الوكالة للوطنية للاعلام” ومديرية الدراسات، وكذلك الاعلام الخاص ليعمل ضمن بيئة حاضنة وقانون عام وشامل لكل انواع الاعلام التقليدي والرقمي، وتراعى فيه المبادئ المتقدمة في الاعلام عندئذ يمكننا الحديث عن المحاسبة”.

وعن زيارتها للهيئة الوطنية للاعلام في القاهرة برئاسة حسين زين، قالت: “وجدت فيها عراقة تشبه الاذاعة اللبنانية و”تلفزيون لبنان”، صحيح ان لديهم 45 تلفزيونا و25 اذاعة، ولكن عندما جلت في ارجائها ودخلت الى استوديو ام كلثوم اول ما تبادر الى ذهني استوديو فيروز، وعندما يحكى عن تاريخ الاذاعة المصرية الذي يعود الى عام 1934 نتذكر “اذاعة لبنان” التي تأسست بعد 4 اعوام. ولاحظنا خلال الزيارة دعما كبيرا لاعلامنا العام، ونوعا من الشراكة بين الاذاعتين اللبنانية والمصرية لنقل الاخبار وتبادلها مما يساهم في تعزيز النشاطات الاقتصادية والصناعية وغيرها”.

وأضافت: “الدول العربية شكلت دعما كبيرا لنا، بغض النظر عن السياسة، ولا يكفي أن نقول إننا في أزمة ولا يمكننا العمل، بل على العكس، علينا أن نعمل أكثر في الأزمات. ونحن اليوم في حاجة إلى فرص عمل جديدة حتى نعيد الإعلام الموضوعي، وهو البيئة الحاضنة للاعلاميين”.

وقالت: “إن “تلفزيون لبنان” و”إذاعة لبنان” هما ركيزتان أساسيتان للاعلام العام، و”الوكالة الوطنية” بالتأكيد تعتبر المصدر الاول وتوزع الاخبار التي تعتمدها كل وسائل الإعلام العام والخاص، والثقة العالمية كبيرة بإعلامنا العام.
الوقت مناسب لنفكر ونخطط للعمل، والأموال لا تكون عائقا ما دامت الخطة المناسبة متوافرة لإعلام راق ومميز يرفع اسم لبنان، وعندها الإعلام الهابط يضمحل تلقائيا.
عندما نضع المعايير الجيدة لإنتاج جيد وناجح وقتها يخرج كل عمل لا ينطبق مع هذه المعايير”.

وختاما، شكرت “كل العاملين في وزارة الاعلام من المدير العام إلى رؤساء المصالح والمديريات وكل الإعلاميين في الوزارة”، وشددت على أن “اي عمل جيد يجب الاضاءة عليه، وهناك الف سبب إيجابي لكي نعمل ونطور مؤسساتنا”.