جاء في “المركزية”:
غداة اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي انه باشر اتصالاته للتوفيق بين المتنازعين حكوميا، وتحديدا بين العهد من جهة وفريق الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة ثانية، سُجّلت مواقف عدّة لكوادر الحزب أتت لتؤكّد ما قاله نصرالله لناحية “الوساطة” ولتدعو ايضا الى ضرورة تقديم التنازلات من قِبل الطرفين.
فقد قال رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” السيد ابراهيم أمين السيد امس “اننا نبذل الجهد ونقدم كل المساعدة من أجل ان تتشكل حكومة، ونأمل أن نوفق بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، حتى نصل إلى نتيجة معقولة على هذا الصعيد، لأن الوضع والازمة لا يحتملان الاستمرار في عدم تشكيل الحكومة، مضيفا “مسؤوليتنا عن مجتمعنا ستدفعنا في كل الأوقات إلى أن نبذل كل جهد من أجل تخفيف ما يمكن من أزمات وأعباء على أهلنا، بغض النظر إذا كنا مسؤولين أو شركاء ام لا”، ومشيرا الى “اننا سنقوم بما نستطيع وبما نقدر عليه، فاصبروا علينا كي نتمكن من أن نعالج ونخفف عنكم هذه الأزمات وهذه المشاكل”… اما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، فاعلن من جانبه أن “حزب الله والمقاومة وشعبها أحرص على الاسراع في تأليف حكومة تستعيد بناء الدولة ونظامها الاقتصادي والمصرفي، وقدرتها على إثبات الوجود والوقوف في وجه التحديات”. وطالب البعض بأن “يتوقفوا عن الكذب على اللبنانيين حينما يقولون بأن المشكلة التي تؤخر تأليف الحكومة تكمن في تسمية وزيرين، فثمة من لا يريد تشكيل حكومة، وهو يعرف نفسه وأوساط العمل السياسي تعرفه، ويريدون من الآن أن يفتحوا معركة الانتخابات النيابية علما أنه هناك حوالي الـ10 أشهر لموعد الانتخابات. ودعا هؤلاء إلى أن “يشكلوا الحكومة، وأن ينطلقوا في العمل، وأن يتركوا الأشهر الأخيرة الباقية من عمر الحكومة للانتخابات النيابية تحضيرا وإنجازا”. وتابع “على البعض في لبنان أن يتركوا مأثرة لهم في هذا الزمن، وأن يسارعوا إلى تأليف الحكومة المدخل الضروري والأساس لمعالجة كل المشكلات والأزمات التي نواجهها اليوم”، مضيفا “نحن من موقع فجيعتنا التي أتت في سياق كل هذه الأزمات التي تتوالى علينا في هذا البلد، نناشدكم جميعا أن تقدموا لبعضكم التنازلات من أجل أن تشكلوا الحكومة التي تعتبر المدخل لإجراء الانتخابات النيابية، وإذا لم تؤلّف الحكومة الآن، فلا أحد يضمن تأليفها لاحقا”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الضاحية، في كباش عين التينة – البياضة، اعلنت بوضوح وقوفها في خندق الاولى ودعمها مبادرتها الحكومية، كاشفة ان نصرالله ارسل، عشية اطلالته الجمعة الماضي، موفدا الى الرئيس نبيه بري ليضعه في صورة موقفه المرتقب، مؤكدا له تمسكه بتفويضه الحل الحكومي ودعمَه لمبادرته. من هنا، تشير المصادر الى ان مواقف رعد، في شقّها المتعلّق بالوزيرين المسيحيين وبالدعوة الى تنازلات، تبدو موجّهة الى باسيل اكثر منه لاي طرف آخر… وعلى وقع هذا الكلام، تتابع المصادر، الاتصالات مستمرة بين الحزب والبياضة، وهدفُها اقناعه باستئناف مبادرة بري من حيث توقّفت. ولهذه الغاية، تكشف ان موفدي الضاحية الى رئيس التيار الوطني الحر، يسعون في هذه المرحلة ترطيب الاجواء بين الاخير وبري، وصولا الى جمعهما في لقاء في عين التينة، على ان تشكّل هذه الزيارة منطلقا لاطلاق عجلة محادثات التشكيل المعلّقة، من جديد.
لكن في رأي المصادر، هذه الحركة قد تنجح جزئيا، اي انها ستعيد العلاقة بين العهد وعين التينة الى مرحلة الهدوء والتواصل، الا انها لن تفضي الى تشكيل حكومة. فقد بات معلوما ان الفريق الرئاسي لا يريد حكومة برئاسة الحريري الا اذا تمكّن من الامساك بقرارها. وطالما بقي الحزب يكتفي برفض حصول اي طرف وحده على الثلث المعطّل، وبـ”التلطيش الكلامي المموّه”، من دون الضغط الجدي المباشر، على حليفه البرتقالي للتراجع وتسهيل التشكيل، فإننا سنبقى ندور في الحلقة المفرغة عينها حكوميا. وموقف الحزب هذا، قد يعني انه هو – وايران طبعا – لا يمانعان وجود حكومة او غيابها في لبنان، مهما جاع الناس وذلّوا، تختم المصادر.