كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
يستمر العلماء في رصد معلومات جديدة عن الخراب الذي يمكن أن يسبّبه «كوفيد-19» في جسم الإنسان، فبينما كان يُعتقد بدايةً أنه عبارة عن مرض تنفسي، تبيّن أنّ هذا الفيروس يؤثر في أعضاء أخرى لا تقتصر فقط على الرئتين!
في الواقع، توصّلت دراسات كثيرة إلى أنّ الأشخاص الذين يشكون من الأعراض بعد فترة طويلة من تعرّضهم للفيروس، يرتفع لديهم خطر الإصابة بقصور القلب. ولقد أجرَت دراسة نُشرت في تمّوز عام 2020 في «JAMA Cardiology» التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب على 100 مريض تعافوا أخيراً من «كوفيد-19»، ورصدت تشوّهات لدى 78 في المئة منهم والتهاب عضلة القلب المستمرّ لدى 60 في المئة. وفي بحثٍ آخر صدر في كانون الأول عام 2020 في «Circulation»، تبيّن أنّ نحو 20 في المئة من الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب الفيروس كان لديهم بعض الأنواع من إصابات القلب.
وفي انتظار إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد تأثيرات «كوفيد-19» طويلة الأمد في القلب، كيف يمكن إعادة بناء صحّة القلب بعد «كورونا»؟ إذا سبق وأن تعافيتم أو لم تتعافوا بعد من هذا الوباء، فإنّ صحّة القلب يجب أن تكون من بين أولوياتكم.
وقال طبيب القلب الدكتور سوراب راجبال، من «Ohio State University College of Medicine»، إنّ «وقت التعافي يختلف من شخصٍ إلى آخر. ففي حين قد يتعافى البعض في غضون أيام، إلّا أنّ البعض الآخر قد يشعرون بالتعب لأسابيع بعد العدوى الفيروسية».
وعرض في ما يلي مجموعة وسائل يجب التمسّك بها لِدعم صحّة القلب مجدداً أثناء تعافي الجسم من «كوفيد-19»:
التحرّك قدر المستطاع
رغم احتمال الشعور بالخمول والإرهاق، من المهمّ تجنّب كثرة الجلوس أثناء تعافي الجسم من الفيروس. يُعتبر الجمود الكامل عامل خطر للجلطات الدموية، وبالتالي يجب تفاديه كلّياً. فبعد بضعة أيام من الراحة، يُنصح بالعودة إلى الروتين البدني تدريجاً، مع الحرص على البدء بنسبة 50 إلى 60 في المئة من القدرة القُصوى، وزيادة ذلك تدريجاً خلال الأيام القليلة التالية. وفي حال ظهور أي أعراض عند استعادة الحركة مثل عدم الراحة في الصدر، أو ضيق التنفس، أو تسارع دقات القلب وعدم انتظامها، لا بدّ من استشارة الطبيب.
الالتزام بحمية مُغذّية وصحّية
من المعلوم أنّ التقيّد بغذاءٍ صحي أمر فائق الأهمّية، لكنّ العديد من الأشخاص يجهلون الدور الأساسي الذي يؤديه على صعيد صحّة القلب. وجدت دراسة نُشرت عام 2015 في «Journal of the American College of Cardiology» أنّ النظام الغذائي الغنيّ بالفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسّرات، والسمك، والدجاج، والدهون الجيّدة، والاعتدال بمشتقات الحليب قد يخفّض خطر أمراض القلب بنحو الثُلث.
وبالنسبة إلى لائحة المأكولات التي يجب تفاديها، فهي تشمل كل الأنواع فائقة التصنيع، مثل الوجبات السريعة، والأطعمة المعلّبة التي تدخل في تركيبتها مكوّنات كثيرة. بالإضافة إلى المقالي، والمأكولات الغنيّة بالدهون المشبّعة التي ترفع مستويات الكولسترول السيّئ.
عدم إهمال المواعيد الطبية
حتى إذا كان الوقت غير مناسب لإجراء الاختبارات الطبية، فليس من الجيّد إطلاقاً تفادي الرعاية الوقائية. إنّ القيام بذلك سيؤدي إلى تطور المرض ليُصبح شديداً للغاية، وهو ما لم يَكن ليحصل في حال المتابعة الطبية المتواصلة. كذلك من المهمّ إخبار الطبيب بأي عارض مرتبط بأمراض القلب تتمّ مواجهته، بما فيه الانزعاج في الصدر، وضيق التنفس، وتَسارع دقات القلب أو عدم انتظامها.
الإقلاع عند التدخين سريعاً
إنّ لائحة التداعيات الصحّية المرتبطة بالتدخين يجب أن تكون دافعاً مُقنعاً جداً للإقلاع عنه في حال عدم القيام بذلك بعد، وصحّة القلب هي واحدة من بينها. وفي الواقع، يعتقد الأطباء أنّ الشيء الوحيد والأهمّ الذي يمكن للشخص القيام به لتعزيز صحّة قلبه هو تفادي التدخين بمختلف أشكاله. إنّ التدخين يكاد يكون ضماناً لتطوير بعض أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية خلال الحياة. لذلك، يجب عدم التردّد في طلب المساعدة من الخبراء المعنيّين في هذا المجال للتمكّن من التحرّر من أسوأ عادة على الإطلاق.