أسدان هزيلان يستلقيان على رقعة الأسمنت خلف سياج قفصهما الحديدي نادرا ما يتحركان، وعلى مقربة يمشي دب نحيل بخطى قلقة في بيته.
يتضور الثلاثة جوعا وهم من بين آخر ما تبقى من الحيوانات في حديقة الحازمية خارج بيروت بعد أن أصبحت تكاليف الرعاية باهظة بشكل يفوق الطاقة بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان.
وقال جيسون مير مدير منظمة «حيوانات لبنان» وهي منظمة خيرية تسعى لإيجاد مأوى لحيوانات الحدائق في ملاذات بالخارج إن هذا «شيء محزن جدا. عندنا أسدان بالغان وزن الذكر نصف وزنه الطبيعي. هذا مجرد قفص لا شيء فيه، ربما تكون مساحته عشرة أمتار مربعة… لا ماء ولا طعام».
وأضاف «مشهد يفجر الإحباط.. إنهما في هذه الحالة ليسا أسدين.. من الناحية الفنية يقول الحمض النووي إنهما أسدان، لكنهما في الواقع مجرد حيوانين تنسحب منهما الحياة وهما راقدان (مستسلمين لمصيرهما) في هذا المكان.» أصبحت الحيوانات التي تعيش في ظروف مماثلة بحدائق الحيوان الخمس في لبنان ضحايا وشهودا على الانهيار المالي الذي دفع أكثر من نصف الشعب في براثن الفقر وأفقد عملة البلاد أكثر من 90 في المئة من قيمتها.
ويأكل الأسد نحو 50 كيلوجراما من الطعام أسبوعيا، بتكلفة 100 ألف ليرة لبنانية أي ستة دولارات بسعر الصرف الحالي في السوق غير الرسمية. ويبلغ الحد الأدنى للأجور 675 ألف ليرة فقط شهريا.
وأضاف مير «لا سبيل لأن تغطي رسوم الدخول الفعلية في منشأة كهذه نفقات رعاية هذه الحيوانات بالشكل الملائم».
ونجحت منظمة حيوانات لبنان في نقل نحو 15 من الأسود والنمور إلى الخارج، علاوة على نحو 250 من الحيوانات البرية والقطط والكلاب على مدى العامين الماضيين.
ويتجه اثنان من الدببة إلى كولورادو في الأسابيع القادمة فيما تأمل منظمة الإنقاذ في إرسال ثلاثة أسود أخرى إما إلى كولورادو أو إلى جنوب إفريقيا.
أهم ما في الأمر هو محاولة منع تكرار ما حدث في حدائق الحيوان في مناطق الصراعات مثل سوريا واليمن والعراق في لبنان قبل فوات الأوان.
وقال مير «ما نحاول منعه هو ما حدث في سوريا واليمن وحتى لو عدنا إلى الوراء في العراق».
وأضاف «حدائق الحيوان في حالة انهيار، والحيوانات تعاني، فإما أن تموت أو تُنقل إلى محميات».