IMLebanon

السرفيس بـ8000 ليرة!

كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”:

ما كان ينقص اللبنانيين الذين تفاءلوا خيراً صباح الثلثاء بصدور جدول تركيب اسعار المحروقات وبدء البواخر بتفريغ حمولتها، سوى «خبرية» انّ خطأ حصل في طريقة احتساب جدول الاسعار، وانّ الأسعار يفترض ان تكون اغلى بـ10 آلاف ليرة، أي انّ سعر الصفيحة سيكون بين 69 و73 ألفاً وليس 61 الفاً.

أدّى الخطأ في احتساب التسعيرة الى خلق بلبلة، أحجمت على إثرها الشركات المستوردة للنفط عن تسليم مادة المحروقات الى السوق بانتظار تذليل عقبة التسعير.

وفي هذا السياق، أفاد ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا «الجمهورية»، انّ بعض الشركات المستوردة للمحروقات لم تسلّم محروقات للسوق اليوم (امس)، لاعتبارها انّ هناك خطأ في احتساب التسعيرة الصادرة عن وزارة الطاقة. وبعد التشاور مع المديرية العامة للنفط، أبلغت الاخيرة انّها ستتشاور في هذا الموضوع مع وزارة الطاقة. ولفت ابو شقرا، الى انّ الخلاف يتركّز خصوصاً على عدم احتساب مصاريف الشركات من ضمن التسعيرة الجديدة.

في المقابل، عزت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» التأخير الحاصل في توزيع المحروقات، الى اسباب ادارية تتعلق خصوصاً بطلب مديرية منشآت النفط في بيانها الاخير، من اصحاب المحطات، تقديم تعهّد موقّع لدى كاتب العدل، يفيد بأنّها ما عادت تملك مخزوناً من المحروقات مما سبق واشترته وفق التسعيرة القديمة، اي وفق سعر صرف 1500 ليرة، وعدم التزام اصحاب المحطات بهذا البند أخّر تسليمهم البنزين وفق التسعيرة الجديدة.

ولاحقاً، أصدرت المديرية العامة للنفط بياناً أوضحت فيه ما تردّد عن وجود خطأ في التسعيرة، فأكّدت «أن لا خطأ في التسعيرة حسب الجدول المعتمد، لأنّه تمّت دراسة جدول الأسعار وفق قرار رئاسة مجلس الوزراء لاعتماد سعر /3900/ ل.ل. كسعر لصرف الدولار.

واجتمعت المديرة العامة للنفط أورور فغالي مع أصحاب الشركات، لكونهم اعترضوا على احتساب بعض عناصر التسعيرة، مطالبين باحتسابها على سعر صرف الدولار النقدي Fresh Dollar. وقد أبدت المديرة العامة للنفط تفهمّها لمطالبهم، واستعدادها لدرسها وعرضها على وزير الطاقة والمياه. وفي نهاية الاجتماع تمّ الاتفاق على تزويد السوق بالمحروقات. وعليه، فمن المتوقع ان تشهد الاسواق انفراجاً في ازمة المحروقات اعتباراً من اليوم.

المشهد لم يتغيّر

صدر امس جدول تركيب الاسعار للمحروقات على سعر صرف الدولار الواحد 3900 ل.ل.، وتضمّن ارتفاعاً قيمته 16300 ليرة على صفيحة البنزين 98 اوكتان و15900 ليرة على صفيحة البنزين 95 اوكتان و12800 ليرة على المازوت. وباتت الاسعار كالآتي: البنزين 98 اوكتان: 62900 ليرة، البنزين 95 اوكتان: 61100 ليرة، المازوت: 46100 ليرة والغاز: 37600 ليرة.

ورغم صدور جدول التسعير الجديد، لم تنفرج ازمة المحروقات ولم يتبدل مشهد الذلّ امام بعض المحطات التي فتحت أبوابها، بحيث امتدت الطوابير أمامها لآلاف الامتار. وحتى بعد ظهر امس، بقيت غالبية محطات المحروقات مقفلة، إما لأنّها لم تعد حقاً تملك مادة البنزين لبيعها، واما لتريثها بالبيع، ريثما يصدر الجدول الجديد المعدّل، بعدما اشيع انّ جدولاً جديداً سيصدر. اما المحطات التي فتحت ابوابها صباحاً وباعت النفط وفق التسعيرة الجديدة المعدّلة، فهي كانت لا تزال تملك مخزوناً قديماً، لكنها ايضاً ما لبثت ان توقفت عن البيع.

تسعيرة جديدة للسرفيس

وابّان صدور جدول اسعار المحروقات، اعتُمدت امس تسعيرة جديدة للسلع والخدمات، بزيادة تتراوح ما بين 3 الى 5%، من دون احتساب الزيادة التي طرأت نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي مقابل الليرة الى 17000 ليرة. واولى الزيادات ستطال ربطة الخبز التي من المتوقع ان يزيد سعرها 1000 ليرة، والخضار والفاكهة نحو 3000 ليرة للكيلو.

وفي هذا السياق، كشف رئيس النقابة العامة لسائقي السيارات العمومية مروان فياض، انّه بتعديل جدول تسعير المحروقات، يبدأ اعتباراً من اليوم اعتماد تسعيرة 8000 ليرة للسرفيس، استناداً الى دراسة أعدّتها النقابة، انطلاقاً من التسعيرة الجديدة. ولكنه اضاف لـ«الجمهورية»، في حال وافق رئيس حكومة تصريف الاعمال على اعطاء 20 صفيحة بنزين للسائقين العموميين في الشهر بسعر 40 الفاً للصفيحة، فيمكن عندها خفض التعرفة الى ما بين 4000 الى 5000 ليرة، الى جانب السماح للسائقين بشراء قطع الغيار وفق سعر دولار مدعوم اي 3900 ليرة، خصوصاً بعدما بدأ التجار باعتماد تسعيرة قطع الغيار وفق سعر صرف 20 الفاً للدولار. وأكّد فياض انّ تعرفة تاكسي المطار سترتفع بدورها، على ان يصدر جدول التسعير اليوم.