لا يزال الجمود يتحكّم بالمشهد السياسي في ظل غياب أي حلّ بين القوى المتصارعة وأيّ نية لتشكيل حكومة تتحمّل مسؤوليتها في ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الحاصل. رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري لا يكاد يغطّ في لبنان حتى يطير مجدداً، وهو اليوم خارج البلاد منهمك في محاولة طلب موعد من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفق مصادر مطلعة، ويعمل على خط ثان للتحضير لمقابلة مع قناة «الجديد» طبقها الرئيسي، رئيسا الجمهورية والتيار الوطني الحر. في غضون ذلك، كرّر النائب جبران باسيل ما ورد سابقاً في رسالة الرئيس ميشال عون الى المجلس النيابي لناحية ضرورة اتخاذ قرار حاسم، فيما لفتت مصادر في التيار الوطني الحر الى أن التيار «قاب قوسين من إعلان استقالة نوابه من البرلمان، نظراً إلى انسداد الآفاق وإلى عجز التوصل الى حلّ في مسألة تشكيل الحكومة».
مصادر القصر الجمهوري قالت إن «رئيس الجمهورية لا يزال يلتزم الصمت وهو يراقب المشهد السياسي، حيث هناك مُكلّف لا يُقدم ووسيط لم يصل الى نتيجة بعد. وفي المشهد أزمات متراكمة دفعت به الى أن يقوم مقام حكومة مستقيلة تُصرّف الأعمال بالقطّارة، بينما المطلوب أن تُصرّف الأعمال بغزارة». ولفتت الى أن عون «يحاول حل المشاكل بما تيسّر له من أدوات، وقد توصل الى مجموعة حلول لأزمة الكهرباء والمحروقات، وسيعقد اليوم اجتماعاً لحلّ مشكلة الدواء». لكن السؤال هو الآتي: «هل المطلوب من رئيس الجمهورية المُجرّد من صلاحياته بعد الطائف أن يحلّ مكان الحكومات، علماً بأنه بالحدّ الأدنى من صلاحياته يقوم بالحدّ الأقصى من الإجراءات؟»، مع الأخذ في الاعتبار أن رئيس الحكومة حسان دياب «يتجاوب معنا، إلا أنه لا يزال مقتنعاً بأن تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق للكلمة سيضغط على الطبقة السياسية لتشكيل حكومة».