وضعت ثورة الفقر والجوع، عاصمة الشمال طرابلس أمس، على “فوهة بندقية”، لتنذر بتمدد “السلاح، والفوضى” إلى ربوع لبنان كله، المثخن بجراح أزلام السلطة ومناصري الاحزاب، المتصارعين، إلى حد الثمالة، على “السلطة والمال”، والمنذرة كذلك، بتغذية “الفتنة ومسبباتها”.
وقبل تصاعد حدة الانفلات، نفذت وحدات الجيش اللبناني انتشاراً واسعاً في شوارع طرابلس، وأقامت الحواجز الثابتة والمتنقلة، وعملت عناصرها على تفتيش السيارات والتدقيق في الهويات، في محاولة منها لاستباق “الأسوأ”، إلا أن ما كان يخشاه الجميع، قد وقع بالفعل، و”لعلع السلاح”، ليرتفع صوته عاليا عن “حناجر المحتجين”.
ونقلت مصادر لـ “السياسة” معلومات عن انتشار مسلح كثيف في مناطق باب التبانة، وسماع أصوات الرصاص والقنابل وهي تدوي وتتطاير بكثافة في سماء وأرض طرابلس.
ولعل أخطر ما وقع من تطور في تلك الاثناء، هو انسحاب الجيش من معظم الشوارع والأحياء الطرابلسية، بسبب الاحتقان الكبير، وإطلاق النار الكثيف من قبل المواطنين الغاضبين، حتى تحول الوضع إلى ما يشبه “الثورة المسلحة” في بعض الأحياء، مثل: التل والقبة والحارة البرانية.
وأوضحت مصادر عدة، أن الجيش يخشى “توريطه” في مواجهة مع مواطنين مطحونين برحى سلطتي “الحكم والمال”.
وقال الناشط الطرابلسي ربيع الزين، لقائد عسكري في الميدان: “إما ان تؤمن الدواء والكهرباء والحليب والبنزين للشعب، وإما ان تسحب الجيش من الشوارع… ونحن نصفي حسابنا مع المسؤولين”.
وفي السياق، توقّف مراقبون عند “هذه الأحداث الأخيرة والطارئة في المدينة”، مُعتبرين أنّ طرابلس هي اليوم بين “الفوضى والثورة”، وسألوا: “هل يبدأ الانفجار الاجتماعي من طرابلس؟”
ودعا المراقبون، إلى ضرورة “التنبّه من كلّ التحركات الجاريّة في المدينة”.