استقبلت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال منال عبد الصمد نجد، في مكتبها في الوزارة قبل ظهر اليوم الخميس، السفيرة الفرنسية آن غريو على رأس وفد من السفارة و”فرانس ميديا موند” ضم مديرة المعهد الفرنسي ماري بوسكاي، المستشار الاعلامي في السفارة جان هيلبرون، المستشار في رئاسة الجمهورية الفرنسية للنشر في المعهد الوطني للمحفوظات المرئية والمسوعة الان روكا، مديرة “اذاعة فرنسا الدولية” سيسيل ميجي، مديرة اذاعة “مونتي كارلو” سعاد الطيب، مدير التوزيع في الشرق الاوسط والخليج وتركيا لـ”فرانس ميديا موند” احمد الشيح، المسؤول عن التدريب المهني في المعهد الوطني للمحفوظات اوليفييه بورشورو.
وشارك في اللقاء: المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية للشؤون الفرنكوفونية الدكتور جرجورة حردان، مدير “الوكالة الوطنية للاعلام” زياد حرفوش، مدير “اذاعة لبنان” محمد غريب، مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر ماجد، مديرة البرامج في “اذاعة لبنان” ريتا نجيم، مستشارة وزيرة الاعلام لشؤون الفرنكوفونية اليسار نداف، مستشار الوزيرة لشؤون “تلفزيون لبنان” طوني عيد.
وبحث المجتمعون في خلال اللقاء في مشاريع التعاون المشتركة.
بعد ذلك، جالت الوزيرة عبد الصمد والسفيرة غريو والوفد المرافق في أقسام الوزارة: القسم الفرنسي في “اذاعة لبنان”، “استوديو فيروز” و”استوديو” حليم الرومي.
اثر الجولة، عقدت الوزيرة عبد الصمد والسفيرة غريو وروكا وميجي مؤتمرا صحافيا تم في خلاله اطلاق مشروعي تحديث “تلفزيون لبنان” واذاعة لبنان و”الوكالة الوطنية للاعلام” ومديرية الدراسات وأرشفتها وتقديم جهاز إرسال جديد الى القسم الفرنسي في الاذاعة بتمويل فرنسي قدره 840 ألف اورو.
ورحبت عبد الصمد بالسفيرة غريو والوفد المرافق، وقالت: “رغم ان السواد الحالك هو الصيغة العامة المسيطرة على لبنان هذه الايام نتيجة توغل الازمة الاقتصادية وسيطرتها على كل مفاصل الدولة، نحاول معكم ان نكون بقعة ضوء وسط الظلام الدامس عبر اطلاق مشروع تحديث الارشيف السمعي البصري لوزارة الاعلام و”تلفزيون لبنان.
هذا المشروع الواعد الذي يكتسب اهمية خاصة بالنسبة الينا كلبنانيين لكونه يتعلق بحفظ ذاكرتنا، ذاكرة لبنان الجميل، ما كان ليبصر النور لولا ثقتكم الكبيرة بنا التي تترجم افعالا وانجازات. ونحن بالطبع نقدر هذه الثقة، ونثني على اصراركم على الانجاز”.
وأضافت: “القاسم المشترك بيننا هو اننا نعمل على نشر الايجابية بعيدا من متاهة منظومة القيم السلبية التي تشل حركة البلد، واهلا وسهلا بكم في وزارة الاعلام، وكل الشكر لكم على جهودكم النبيلة وثقتكم الكبيرة، التي أثمرت أمس ايضا تدشين جهاز ارسال جديد للقسم الفرنسي للاذاعة اللبنانية في منطقة النعص – بكفيا. والمشروعان تفوق قيمتهما المادية الـ 840000 يورو، وهذا سخاء كبير من جانبكم”.
واعتبرت عبد الصمد ان “إقامة هذا المشروع هو من أجل الحفاظ على إرثنا الثقافي الذي يعكس هوية مجتمعنا، هذه الهوية التي نحاول الحفاظ عليها والدفاع عنها عبر حماية الذاكرة الثقافية لبلدنا. ان هذا الارث يجسد تماما لبنان الجميل الذي نتمنى اعادة احيائه، لبنان فيروز ونصري شمس الدين وفؤاد شهاب، وأسواق بيروت ومهرجانات بيت الدين وبعلبك وصور وصيدا، مهرجانات داليدا وازنافور التي حفظتها وسائلنا الاعلامية العامة”.
وتابعت: “ان مشروع أرشفة “الوكالة الوطنية للاعلام” و”اذاعة لبنان” ومديرية الدراسات و”تلفزيون لبنان” وحفظها بدأ العمل به قبل 4 اشهر من استقالة الحكومة في 4 اب الماضي، وصادقت عليه وزارة الخارجية الفرنسية في اذار 2020، وهو مشروع يمتد 18 شهرا وتقوم به مؤسسة محفوظات السمعي والبصري في فرنسا”.
واعلنت اننا “فخورون بشراكتنا مع “فرانس ميديا موند” عبر السفارة الفرنسية”، وقالت: “اذا كنا نعلق أهمية كبيرة على هذه الشراكة فلأنها تضمن استمرار انتشار الثقافة الفرنكوفونية اللبنانية عبر “اذاعة لبنان” بالفرنسية”.
ورأت ان “العلاقة الوثيقة التي تربط لبنان وفرنسا لا تعود فقط الى الديبلوماسية او السياسة او الاقتصاد، فهذه العلاقة قد وصفها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته التضامنية مع الشعب اللبناني بقوله: “لأنكم انتم ولأننا نحن”.
واضافت: “انكم ترافقوننا في مسارنا الطويل من اجل اعادة نهوض بلدنا، ولهذا اسمحوا لي ان اشكر فرنسا وبعثتها الديبلوماسية في لبنان لمساعدتها الاعلام والثقافة، واشكر السفيرة غريو على محبتها للبنان”.
وختمت الوزيرة عبد الصمد: “ان تعلقنا بالفرنكوفونية هو ضامن للتعددية الثقافية واللغوية الذي يتجسد عبر نشر المحتوى الاعلامي وتوقيع اتفاق مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية”.
كما القت السفيرة غريو كلمة وصفت فيها “الزيارة اليوم بأنها مؤثرة جدا، لأننا نشاهد في هذا المبنى اثار ما حصل في 4 آب الماضي، ونحن نرى جزءا من تاريخ لبنان الثقافي والسياسي”.
وأضافت: “بالنسبة الى فرنسا، الاعلام هو منفعة عامة، ولهذا فانها تستثمر في تعاون اعلامي طموح من أجل صحافة حرة، مستقلة، مسؤولة وذات قيمة”.
وتابعت: “ان لبنان يمر في أزمة ويتطابق التعاون في المجال الاعلامي ومجال وسائل الاعلام مع الوعد الذي قطعه الرئيس (ايمانويل) ماكرون للبنان وللبنانيين، وفرنسا هي الى جانب لبنان، وهذا سبب وجودي اليوم هنا مع القيمين على مجموعة “فرانس ميديا موند”.
واضافت: “لقد ذكرت السيدة الوزيرة ان لديها ثقة بفرنسا، واقول لك ان في مقدوركم الاعتماد على فرنسا وعلى مهنية والتزام كل هؤلاء القيمين على الوسائل الاعلامية، بالاضافة الى صداقتهم وسخائهم فهناك المحبة التي يكنونها للبنان.
ونحن هنا لنؤكد ارادتنا واستعدادنا لمتابعة هذا التعاون الاستراتيجي من أجل لبنان موحد في تنوعه مستقر وسيد، لبنان يعمل لاستعادة اشعاعه وموقعه منطقة ارتكاز في المنطقة”.
وتابعت:”ان الاوقات جد صعبة ويجب التحرك بسرعة من اجل تلافي انهيار لبنان مع كل الأخطار التي يحملها لكل ما يشكل فرادة هذا البلد الذي نحب. وفي هذا الاطار، يجب الاستماع الى النداء الملح الذي تطلقه فرنسا مع المجموعة الدولية منذ اشهر للقيادات السياسية من اجل تأليف حكومة تنجز الاصلاحات الاساسية والملحة. فالوقت لم يعد للحسابات الانتحارية القصيرة المدى، فمصير لبنان واللبنانيين على المحك”.
بدوره، قال روكا: “انا سعيد ان أمثل المعهد الوطني للمحفوظات السمعية البصرية لتنفيذ هذا المشروع. ووجودنا هنا ثمرة عمل ممتاز بين فريق العمل الذي ادى الى اطلاق هذا المشروع الحديث للحفاظ على ارث المؤسسات الاعلامية العامة في لبنان، وهذا الارث ثمين وخلال عملنا عليه اكتشفنا مدى غناه وتنوعه”.
واضاف: “اننا نوقع اليوم هذا المشروع ونفكر بمشاريع مستقبلية والشراكة بيننا غنية وتاريخية ولديها مستقبل واعد خصوصا في مجال المرئي والمسموع والمجال الثقافي. واعتقد انها المرة الاولى التي تجمع هذه المروحة من الوسائل الاعلامية الفرنسية لتوطيد هذه الشراكة”.
وختم:”يمكننا، وبفضل مجموعة الصور عن تاريخ لبنان، ان نكون فهما أفضل لعالم اليوم. وكل ما نقوم به في مجال الحفظ والارشفة هو من اجل تظهير التاريخ المشترك للبنانيين”.
وقالت مجي: “اننا نتعاون كفريق عمل مع “اذاعة لبنان” 96,2 منذ أعوام، ونتابع هذا العمل المشترك عبر بثنا المشترك و انتاجات مشتركة”. واشارت الى “جهاز الارسال الجديد الذي وضعته “اذاعة فرنسا الدولية” في تصرف القسم الفرنسي لـ”اذاعة لبنان”.