في وقت يرزح لبنان تحت إحدى الأزمات الاقتصادية الأكثر حدّةً عالمياً منذ منتصف القرن التاسع عشر، بحيث تتهاوى مختلف القطاعات، وتعجز عن النهوض واستعادة عافيتها ما لم تُضخّ في شرايين الاقتصاد المحلي عملات صعبة يقدّمها المجتمع الدولي، لن يتم الافراج عنها الا بتشكيل حكومة، فيما يبحث اللبنانيون عن نقطة ضوء في ظلام ايامهم ولو عبر خبر متداول إعلامياً.
الأنظار اتجهت في الايام القليلة الماضية إلى الوفد الاستثماري الروسي الذي وصل إلى بيروت بداية الأسبوع، في زيارة هي الثانية له، ضمن إطار عرض الشركات الروسية المساعدة للبنان عن طريق مشاريع نفطية، وأخرى مرتبطة بالطاقة الكهربائية، وعروض حول مرفأي بيروت وطرابلس.
ويبدو أن الروس يحملون في جعبتهم سبعة مشاريع إنقاذية للبنان، يرغبون في العمل عليها. واشارت معلومات الى شمول المشاريع هذه إعادة إعمار مرفأ بيروت، وتحديث مرفأ طرابلس، كذلك اقتراح بناء 3 محطات لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى تأهيل مصفاتي النفط في طرابلس والزهراني، بحيث قدم الجانب الروسي اقتراحا فنيا للمصافي كي تتمكن من تغطية الطلب المحلي الكامل، وكذلك تمّ البحث في إمكانية إنشاء مشروع قطار. مع العلم أن شركة “Hydro engineering and construction” الممثلة داخل الوفد، تحظى بتوجيه ودعم من الحكومة الروسية، وتضم هيئات تمويلية وهندسية متخصصة.
وكان الوفد التقى وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار لبحث المواضيع المتعلقة بالمرافئ، مقابل لقاءات عقدت مع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر لدراسة المواضيع النفطية والمصافي.
وبعد الاجتماع، قال نجار: “لدينا ثقة كبيرة بروسيا كدولة عظمى، وبالشركات والتكنولوجياالروسية”، مضيفاً: “مرافئُهم من أهم مرافئ العالم،والتجهيزات الروسية الأحدث عالمياً”.
وقبل انتهاء زيارة الجانب الروسي السبت المقبل، أعلن أن الخبراء سيطلعون على المرافئ وسيتواصلون مع المعنيين لبحث العروض. واشيع أن ” الوفد الروسي طلب إذنَ دخول مرفأي بيروت وطرابلس لمدة 3 أيام”.
وتعقيباً على نتائج الزيارة وأبعادها، كشفت مصادر مطّلعة على المحادثات لـ “المركزية” أن “الموضوع يعطى أهمية اكثر مما يستحق، حيث لا شيء بارزاً أو واضحاً بعد”، واضعةً الحدث في خانة “الزيارة الاستكشافية، بعد ركوب الوفد أوّل طائرة روسية تصل إلى لبنان بعد سنة ونصف من المقاطعة بسبب الإجراءات المتّخذة للحدّ من تفشي فيروس كورونا”.
وأكّدت المصادر أن “ما يحدث كلامٌ أكثر منه وقائع وما من شيء جدّي بعد. فالروس اجتمعوا بالمسؤولين لبحث الأوضاع، لكن أي مشروع لن ينفّذ أو يرى النور ما لم تشكّل حكومة”.