اليوم يقول الفاتيكان كلمته. كلمة يلقيها البابا فرنسيس في السادسة مساء، في ختام اللقاء الذي دعا إليه القيادات الروحية المسيحية للصلاة والتأمل من أجل إنقاذ لبنان.
مع انطلاق اليوم الطويل، بدأ الحديث عن المرحلة المقبلة والخطوات التي سيقوم بها الفاتيكان. وفيما تردد ان البابا سيوجه دعوات في مرحلة لاحقة إلى لبنانيين من مختلف الطوائف، استغربت اوساط سياسية عدم دعوة اعضاء لجنة حوار الاديان التي تضم ممثلين مدنيين عن الطوائف الاساسية الست (الموارنة، الارثوذكس، الكاثوليك، السنّة، الشيعة، الدروز) الذين يحضّرون دائماً القمم الروحية التي تعقد في لبنان، كما أن التواصل دائم بينهم لتنسيق العمل بما فيه خير العيش المشترك، خاصة وان البابا فرنسيس أكد “ان لبنان لا يمكنه أن يفقد هويته ولا تجربة العيش المشترك”.
ومن جهة أخرى، يعوّل مسؤولون غربيون على لقاء الفاتيكان وما قد يصدر عنه من مواقف لأن لقاءات اخرى قد تعقد في الفاتيكان لرجال دين وقوى سياسية. فهل من لقاءات مرتقبة في الفاتيكان مع شخصيات من طوائف أخرى كتتمة للقاء القادة المسيحيين؟
منسق لقاء “اللبنانيون الاحرار” سلمان سماحة أكد لـ”المركزية” أن لا معلومات حول لقاء مرتقب في الفاتيكان لاحقا مع طوائف اخرى، لكن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قام بكل الاتصالات اللازمة مع كل الطوائف الاخرى ووضعهم في جو هذا اللقاء، وبالتالي فإن التواصل قائم مع الجميع”، مشيراً الى “ان دعوة البابا وإن كانت محصورة بالكنائس المسيحية، إلا أن الهمّ المطروح في الفاتيكان لبناني واحد وليس همّ المسيحيين فقط”، لافتاً الى “ان حضور المسيحيين وبقاءهم ودورهم اساسي لأنه يؤثر بشكل ايجابي كبير على بقاء لبنان، وبالتالي على وضع المسيحيين والمسلمين وعيشهم مع بعضهم البعض”.
ورأى سماحة “ان 1 تموز ليس تتويجا لعمل ما، إنما بداية وانطلاقة لعمل من المفترض ان يشارك فيه الجميع، من مختلف الطوائف”.
وإن كان من المتوقع أن يقوم الفاتيكان بتحريك المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، أجاب: “بداية يجب ان يشكّل هذا اللقاء ضغطاً علينا كلبنانيين، كي يتحمّل كل واحد منا مسؤولياته تجاه مجتمعه ووطنه، وان يتخلى المسوؤلون عن الانانيات والمصالح الشخصية الضيقة، التي كانت من أسباب الأزمة التي نعيشها اليوم، وان يصبّ عملهم في سبيل الخير العام والمصلحة العامة وان تكون غاياتهم وطنية بحتة بعيدة من الشخصانية”.
وأكد سماحة “ان أهمية اللقاء ستظهر لاحقاً. فهذا اللقاء استثنائي، ومسؤوليتنا تكمن في ان نعرف كيفية الاستفادة منه وجني ثماره وان نعمل بوحي الكلمة التي سيلقيها البابا في ختام هذا اليوم لنصل الى لبنان الذي نحلم به جميعا، وطن الحرية والانسان، تماماً كالشعار الذي رفعناه لهذا النهار وحاولنا ان نعمّمه على الجميع وان نعمل معاً بوحيه”.