كتب أنطوان غطاس صعب في “اللواء”:
يتوقع أن يقدم الرئيس المكلف سعد الحريري على الإعتذار نظراً لصعوبة التأليف. وتكشف معلومات عن أن اتصالات جرت بين الرئيس المكلف وبعض القوى السياسية في لبنان وفي طليعتها رئيس المجلس النيابي نبيه بري حيث سيلتقيه الحريري فور عودته إلى بيروت بعدما يكون مخرج الإعتذار قد أصبح بحكم المنتهي.
إضافة لذلك ينقل بأن اتصالات قام بها الحريري مع القاهرة والإمارات العربية المتحدة لهذه الغاية ولا يستبعد بأن تكون له جولة عربية وربما إلى باريس من أجل طي ملف التكليف والتوصل إلى صيغة جديدة ومرحلة قد يكون فيها الحريري في صلب معارضة العهد والتيار الوطني الحر.
وعلى هذه الخلفية فإن الأيام القليلة المقبلة ستؤدي إلى تبلور هذا المشهد السياسي وقد تحصل مفاجآت من خلال الموقف الذي سيعلنه الحريري بعد إقدامه على الإعتذار على أن يكون هناك تواصل وتنسيق دائمين بينه وبين رئيس مجلس النواب.
في وقت ينقل من خلال معلومات وثيقة بأن بعض الإتصالات تجري من دول خارجية ومحلية وأصدقاء مشتركين من أجل إصلاح العلاقة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل وهذا ما يعمل له على أكثر من خط وثمة مراحل متقدمة حصلت في هذا الإطار ينتظر أن تتوضح الصورة أكثر نظراً للخلاف السائد بينهما على أكثر من خلفية سياسية إلى ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي وقانون الإنتخاب.
وعليه فإن هذه المرحلة ستكون مرحلة الإستحقاقات، وبناء على هذه المعطيات أيضاً هناك أجواء عن لقاء قد يجمع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالرئيس الحريري حيث سيكون داعماً له وربما يعاد التحالف الذي كان سائداً بين المختارة وبيت الوسط.
من هنا كل الأمور باتت واردة أكان على صعيد الإعتذار وهو الأرجح إنما ثمة إصطفافات وتصفية حسابات وتصعيد سياسي ستشهده الأسابيع القليلة المقبلة ربطاً بالإستحقاقات الدستورية الداهمة وفي سياق تصفية الحسابات في ظل الخلاف المستحكم بين بعبدا وبيت الوسط وبين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.
لذلك أضحت الأجواء الراهنة ضبابية على مستوى التكليف ومن سيخلف الحريري، لكن الجواب يأتي من أحد المطلعين على بواطن الأمور الذي سيؤكد بأنه سيكون للحريري دور أساسي في تسمية من سيخلفه في التكليف والذي سيشكل حكومة قد تكون الأرجحية لحكومة الإشراف على الإنتخابات النيابية القادمة.