عقدت فاعليات طرابلس الروحية والإجتماعية والسياسية والنقابية والتربوية والإقتصادية والأمنية اليوم السبت، إجتماعا تشاوريا في قاعة مسجد الوفاء، بدعوة من دار الفتوى في طرابلس والشمال، تدارست خلاله شؤون المدينة والأوضاع الصعبة التي تلقي بثقلها على المواطنين، بفعل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والصحية.
حضر الى جانب المفتي محمد إمام، مطران الروم الأرثوذكس في طرابلس والكورة وتوابعهما إفرام كرياكوس، رئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، المونسنيور نبيه معوض ممثلا مطران الموارنة في طرابلس والشمال يوسف سويف، عبد الرزاق قرحاني ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، عبدالله ضناوي ممثلا النائب فيصل كرامي، بسام زيادة ممثلا النائب سمير الجسر، سامي رضا ممثلا النائب محمد كبارة، النائب علي درويش، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، نقيب المحامين محمد مراد، نقيب المهندسين بهاء حرب، ناظم حفار ممثلا نقيبة أطباء الاسنان، إيهاب نافع ممثلا الجماعة الاسلامية، عبدالناصر المصري ممثلا المؤتمر الشعبي، الرائد عبداللطيف الشعار ممثلا قائد المنطقة الإقليمية لقوى الامن الداخلي العقيد يوسف درويش، رئيس مكتب معلومات طرابلس في قوى الأمن النقيب طارق الزين، رؤساء جامعات وجمعيات وأعضاء من المجلس الشرعي الأعلى، ومجلس بلدية طرابلس، ورجال دين وإعلاميين.
وتوافق المجتمعون على وثيقة ثوابت طرابلس، تلاها المفتي إمام باسم المجتمعين، حيث اشارت الوثيقة الى “أنّ طرابلس جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الجريح لبنان وهي عنوان للتعايش الإسلامي المسيحي، وهي أيضا العاصمة الثانية، مما يفرض على الدولة ومؤسساتها وأجهزتها التعامل معها على هذا الأساس، من خلال تأمين متطلبات أهلها والاهتمام بحقوقها المهدورة على مدى العقود المتعاقبة.”
وأكد المجتمعون “على أحقية التحركات السلمية والمطالب الحياتية، والتي تعبر عن معاناة أهلنا وأبنائنا وفي هذه المدينة الصابرة، مع التأكيد في الوقت نفسه على رفض أي نوع من الأعمال التخريبية التي تلحق الضرر بالمواطنين في بيوتهم وممتلكاتهم وشوارعهم ومناطقهم، وكذلك بالمؤسسات العامة في المدينة.”
ولفتت الوثيقة الى انه “تم التأكيد على أن كل من يحاول استغلال المطالب المحقة للاخلال بالأمن بأي وسيلة، هو متآمر على المدينة وأهلها، فالعبث بأمن المدينة واستقرارها هو خط أحمر، وبأمن لبنان عموما، يجب أن يجري فضح المتربصين شرا في المدينة والذين أحرقوا البلدية والمحكمة الشرعية وعاثوا فسادا في الممتلكات العامة والخاصة….نصر على أنه يجب فضح هؤلاء المتربصين شرا في المدينة تحت عنوان معاناة أهلها، فيعيثون في الأرض فسادا، لأهداف ومشاريع مشبوهة لا تمثل طرابلس ولا أهلها.”
وتابعت: “التأكيد على الدور الكبير للقوى الأمنية والجيش اللبناني بما تمثل هذه القوى من صمام أمان للوطن عامة ولطرابلس خاصة. وإذ يشيد المجتمعون بالحكمة التي تحلى بها الجيش في معالجة الأحداث التي حصلت خلال الأيام الماضية، نؤكد أن طرابلس تقف مجتمعة مع المؤسسة العسكرية، وأفرادها هم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن يعانون ما يعانيه سائر المواطنين ويسهرون وهم يعانون للحفاظ على الأمن، وعلى المواطنين التعاون معهم لهذا الهدف، ولا يجوز أن يصور أحد الجيش والأجهزة الأمنية على أنها خصم للمواطنين أو لأي شريحة أو مكون منهم .”
كما شدد المجتمعون “على دور الوزارات المختصة للقيام بواجباتها تجاه طرابلس، وأيضا من خلال تسهيل عمل بلديتها، ودعم العمل البلدي للقيام بدوره الأساسي في هذه المدينة، وكذلك على الوزارات تأمين العدالة في توزيع التيار الكهربائي والوقود لا سيما في طرابلس لتأمين حاجات المستشفيات والمؤسسات الصحية والتربوية والتجارية، بالإضافة إلى تأمين الوقود للمولدات، التي تعوض عجز الدولة في تأمين الكهرباء.”
وطالبوا بـ”تفعيل مؤسسات الرقابة وحماية المستهلك لمنع الاحتكار والتلاعب بالاسعار.”
واعتبر المجتمعون أن “حقيقة الأزمة منشؤها سياسي بامتياز، والحل يبدأ بتشكيل حكومة إنقاذ في أسرع وقت، وكل عرقلة في تشكيل الحكومة يعني أن الحل لم يبدأ بعد، وهنا لا بد أن نحمل المسؤولين السياسيين تقاعسهم في عدم تأليف حكومة حتى الآن، رغم أن البلاد تمر بأصعب مراحلها في كل النواحي، ورغم أن البلاد مهددة بالإنهيار وما سموه بالارتطام الكبير، وما عبر عنه البعض بتهديد مستقبل لبنان برمته، رغم ذلك نجد إلى هذه اللحظة من يعرقل تأليف حكومة إنقاذ من مختصين مخلصين لوطنهم، وما أكثر ما في لبنان من طاقات وهامات كبيرة جديرة أن تتحمل هذه المسؤولية، ولكن للأسف الحل لم يبدأ بعد.”
وأكدوا أنه “أمام هذا الواقع الأليم يعنينا في طرابلس، أن أهل المدينة يرفضون تحويل مدينتهم إلى صندوق بريد وساحة صراع للحسابات السياسية”.
وشدد المجتمعون على اعتبار هذا اللقاء، “لقاء تأسيسيا وجلساته مفتوحة لمتابعة هموم وشجون المدينة، والمساهمة في معالجة أي طارئ والتعاطي معه بجدية وعملية وسرعة، وستشكل لجان لاحقا بالتداول مع الجميع، ومدينتنا وأبناء مدينتنا يستحقون أن نعمل لها ولهم، ولحاضرنا ومستقبل أبنائنا بجهد وجد”.