Site icon IMLebanon

لماذا غابت لجنة الحوار عن لقاء الفاتيكان؟

عقد البابا فرنسيس اول من امس لقاء صلاة وتأمل مع قادة الجماعات المسيحية في لبنان في محاولة لإنقاذ وطن الأرز من الهلاك المحتم والمصير السوداوي الذي تحصر بقوة معالمه كاملة. جلس البابا خلال اللقاء مستمعاً الى الحاضرين ولم يتدخّل. كما قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حديث متلفز، مشيراً الى أن الفاتيكان يريد الاستماع الى كل الاصوات للجوجلة وفي النهاية قال كلمته و”الفاتيكان ما بيمشي على العمياني” إنما يفكّر ويعمل بطريقته الدبلوماسية. وقال البطريرك: “رأيت البابا فرنسيس مصمما ووضع القضية اللبنانية نصب عينيه وسيستمر بدوره، وستكون هناك لقاءات أخرى”، معتبراً أن لا شيء يمنع البابا من دعوة السياسيين والرؤساء الروحيين المسلمين.

وفي هذا الإطار، تحدثت أوساط متابعة عن بدء التحضير للمرحلة المقبلة ومنها لقاءات اخرى في الفاتيكان مع لبنانيين من مختلف الطوائف او مع اعضاء لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي.

عضو لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي القاضي عباس الحلبي أكد لـ”المركزية” “ان اللجنة لم تتبلغ رسمياً أي دعوة، إنما ما عرفناه هو ما تناقلته وسائل الاعلام، وعندما نتبلّغ أي دعوة سيتمّ طبعا الإعلان عنها”.

عن سبب عدم دعوة لجنة الحوار للمشاركة في اللقاء، قال: “كل الخطوات التي يقوم بها الفاتيكان تكون مدروسة ومحسوبة ومنظمة سلفاً، ولا يمكن لأحد أن يملي عليه ما يفعله. وعندما وُجّهت الدعوة الى رؤساء الكنائس، كان لدينا تمنٍ الا تُقتصر عليهم فقط بل ان تشمل المرجعيات الاسلامية أيضاً، إنما يبدو ان الفاتيكان أراد في البداية ان يطّلع على شؤون وشجون البيت الداخلي قبل ان يواجه الآخرين، لذلك، إذا تمّت دعوة لجنة الحوار او المرجعيات الاسلامية في المستقبل، ستكون خطوة مباركة ايضا ويكون البابا فرنسيس يسير على خطى سلفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما دعا الى السينودس من اجل لبنان”.

وعن أهمية اللقاء، قال الحلبي: “أولاً نبارك كل لقاء حتى ولو اقتصر على رؤساء الكنائس ونتمنى أن يكون اجتماعهم مثمراً وموفقاً لمصلحة لبنان. وهنا، ننوّه بمبادرة بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي الذي زار المرجعيات الاسلامية عشية سفره وتشاور معها، كما بلغنا ان البطريرك الراعي اجرى اتصالا هاتفيا بالمرجعيات الاسلامية قبل سفره. لكن الخلاف في لبنان ليس بين المرجعيات بل هو سياسي، كما ان المرجعيات تتلقى هذا الخلاف وليست المسببة له. هناك وجهات نظر مختلفة، فالبطريرك الراعي يدعو الى الحياد والى مؤتمر دولي، وربما الآخرون لا يشاركونه هذا الرأي ولكن هذا موضوع حوار.

وتابع: “ثانياً، لا توجد لقاءات في لبنان والحوار معطل ولا احد يجتمع او يتحدث مع الآخر، حتى على صعيد تأليف الحكومة، كل يغني على ليلاه، فجاء لقاء الفاتيكان ليخرق هذه القاعدة”.

أضاف: “ثالثاً، ما ورد على لسان البابا في ختام الاجتماع مهم جدا، فهو دعا الى امرين، الأول، توجه تحديدا الى الحكام والمسؤولين في لبنان طالباً منهم التخلي عن مصالحهم الخاصة لمصلحة الوطن، وألا يُضحى بلبنان على مذبح المصالح الخارجية. الثاني، دعا اللبنانيين الى الصبر واعادة التفكير اكان بتاريخ لبنان او دوره كي يزهر من جديد. لكن المؤسف ان الحكام لم يتلقفوا هذه الرسالة اعتبروا ان البابا يوجهها الى غيرهم، وهذه هي حالة الانكار التي يعيشها المسؤولون في هذه الايام، حالة انكار كلي واقرار بالمصيبة التي سببوها للشعب اللبناني والبلد”.