جاء في “الحدث”:
“حملت حقيبتي بالبنادول وأدوية الضغط وغيره” تكاد تلك العبارات تجمع آلاف المسافرين هذا الصيف إلى لبنان.
فقد بات المغترب العائد إلى وطنه بعد أشهر في الغربة، يحمل بدل الهدايا للعائلة والأقارب أكياسا من الأدوية المفقودة أو التي يخشى أن تفتقد في القريب العاجل من السوق، بعد أن رفعت السلطات الرسمية الدعم عن العديد من المواد الأساسية، وسط أزمة اقتصادية لم يشهدها البلاد منذ عقود.
وكلما هاتف أحد المغتربين أهله في لبنان، كان المشترك الوحيد مسألة الدواء وكم عدد العلب التي سيحملها معه.
ففيما تشهد البلاد طوابير انتظار طويلة سواء على الوقود أو الأفران، وحتى الصيدليات، بدأت التحذيرات تتعالى من أزمة دواء وقبلة.
فقد جدّد مستوردو الأدوية في لبنان أمس الأحد التحذير من نفاد مخزون مئات الأصناف الدوائية في بلد غارق في انهيار متماد، أثّر على قطاعات الصحة والخدمات بشكل رئيسي. وقالت نقابة مستوردي الأدوية في بيان إن “عملية الاستيراد متوقفة بشكل شبه كامل منذ أكثر من شهر”.
كما تحدثت النقابة عن قيمة المستحقات المتراكمة والمترتبة لصالح الشركات المصدرة للأدوية، والتي تجاوزت 600 مليون دولار، كان يجب أن يدفعها المصرف المركزي بالإضافة الى فتح اعتمادات جديدة، محذرة في الوقت ذاته من “نفاد مخزون الشركات المستوردة من مئات الأدوية الأساسية التي تعالج أمراضا مزمنة ومستعصية”.
إلى ذلك، قال نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة لوكالة فرانس برس “ستكون الحالة كارثية مع نهاية شهر تموز.. إذ سيحرم آلاف المرضى من أدوية علاجهم”.
وأكدت النقابة أن الحل الوحيد حالياً هو “الاستمرار في دعم الدواء بحسب أولويات وزارة الصحة العامة”.
وكانت السلطات اللبنانية أقرت الخميس الماضي، التوافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات الطبيّة.