جاء في “المركزية”:
“كفى استخدام لبنان والشرق الاوسط لمصالح ومكاسب خارجية! يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة ليكونوا بناة مستقبل أفضل، على ارضهم وبدون تدخلات لا تجوز” صرخة أطلقها البابا فرنسيس في ختام لقاء “الصلاة والتأمل من أجل لبنان” الذي عقده في الفاتيكان في 1 تموز الماضي ودعا إليه رؤساء الطوائف المسيحية الكاثوليكية والارثوذكسية والإنجيلية في لبنان. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاقى الصرخة البابوية، داعياً إلى ملاقاة تطلعات قداسته واصدقاء لبنان في العالم في استعادة قيم وجودنا وفاعلية حضورنا فنستحق ان نكون ونبقى وطن الرسالة. فكيف يُترجم الموقف الرئاسي وما هو دور بعبدا في منع استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية وابعاده عن سياسة المحاور؟
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب روجيه عازار يقول لـ”المركزية”: “قبل لقاء الفاتيكان بأسبوعين، اتصلت بالرئيس عون لمعايدته بعيد الأب، فقال لي: “نحن ذاهبون باتجاه أمر مهم يصبّ في مصلحة البلد، فقلت له أين؟ فأجابني: “الفاتيكان، خلي عينك عالفاتيكان”. فسألته ما هي المعطيات، قال: “عندما يتدخل البابا، هذا يعني ان كل سفارات العالم تدخلت كي تحمي مصالح لبنان وتأخذه باتجاه الحياد، فلا يعود هناك من تدخلات خارجية، وهذا ما طلبته في رسالتي التي وجهتها الى البابا خلال تحضيره للاجتماع”. من هنا نرى كم يهم فخامة الرئيس لقاء الفاتيكان ويضع آماله عليه. كما أننا أيضاً نأمل كثيرا من هذا اللقاء ، ليس فقط لأن البابا التقى رؤساء الكنائس بل لأنه قرر أن يدخل مباشرة على خط حل الازمة اللبنانية”.
ويضيف: “عندما يرفع الخارج يده عن لبنان، فإن جميع الافرقاء في الداخل مجبرين على العودة الى التفاهم مع شركائهم في الوطن. المشكلة هي ان كل فريق محسوب على طرف في الخارج ولديه مرجع معين. ولكن عندما تخفّ التدخلات السلبية والاستقواء بالخارج لا يعود هناك من يحميه ويضغط عليه ويجعله يتمسك بالسلطة أكثر فأكثر. يعود اللبنانيون الى التفاهم مع بعضهم البعض، وتصبح الامور سهلة جدا، ونرتاح في الداخل. هذا رأيي”، لافتاً الى ان “لا حل لدينا كلبنانيين الا في التفاهم الداخلي وخصوصا الرئيس المكلف، الذي عليه ان يعي ان المشكلة هي بينه وبين فخامة الرئيس، لذلك، المطلوب منه ان يجلس معه، يوماً او يومين او اكثر ولا يخرج من قصر بعبدا قبل تشكيل حكومة”، مؤكداً ان “تكتل لبنان القوي” مصرّ على أن يكون سعد الحريري هو رئيس الحكومة. فمنذ تسعة اشهر، تاريخ تكليفه، والتكتل يجتمع كل ثلاثاء ويكرر هذا الامر، ولم يقل مرة واحدة إنه لا يريده. لكن اذا لم تكن لديه الامكانات فليعتذر. لكننا مصرّون ان يبقى وان يشكل ولن نعرقله، وقد نعطيه الثقة أو نحجبها”.
ولفت عازار الى ان المقصّر يتعلق بخيط العنكبوت عله يحميه، لكن البابا حبل من فولاذ قوي جداً وعينه على لبنان واصبح يملك الملف اللبناني بكل تفاصيله ويعرف اللعبة الداخلية جيداً والضغوط الخارجية كلها ويعمل على حلّها. ومن هنا لغاية اسبوعين قد تظهر امور ايجابية تصبّ في مصلحة البلد، لأن لبنان لن يُترك. لدينا ضمانة اليوم وخيط متين جدا، واؤكد ان الفاتيكان يعمل بكثير من الجدية والحرفية والسفراء في الخارج نشيطون جدا والبابا دعا كل سفراء العالم واجتمع معهم بخصوص لبنان ايضاً”.
وختم عازار: “الرئيس عون أرسل كتابا الى البابا فرنسيس وفصّل له كل المشاكل اللبنانية بكل صدق ووضعه في الاجواء قبل حصول اللقاء، وهو على اتصال مباشر معه او من خلال السفير البابوي الذي اصبح يعرف اللعبة الداخلية. وأملنا كبير ان تتكلل جهود البابا بالنجاح لما فيه خير الوطن”.