يمكن لمجموعة عادات يومية وشائعة أن تؤثر سلباً في الصحّة العقلية، وتحديداً في المزاج، فتكون مسؤولة عن تعزيز احتمال الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر. فما هي؟ وكيف يمكن معالجتها؟
في حديثها إلى صحيفة «ذي صن» البريطانية، أوضحت مدرّبة العقل فانيسا جيبهاردت أنّ «تغيير النمط أو التخلّص من العادات الضارة يمكن أن يساعد في إحداث تأثير إيجابي كبير في العقل».
وشرحت الأسباب التي تجعلك تكافح مع صحّتك العقلية من خلال العادات التالية:
فحص الهاتف باستمرار
إنّ هذا الفحص الطائش يعزّز توقّع الإشباع الفوري، بمعنى آخر، البحث عن الإشعارات التي تجعلنا نشعر بالرضا وأكثر اتصالاً. إنّ قضاء الكثير من الوقت على هاتفك وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يقلّل من احترام الذات ويولّد الأفكار السلبية. ووجدت الأبحاث التي أجرتها جامعة «De Montfort» أنّ فحص هاتفك بانتظام يمكن أن يجعلك أكثر تشتّتاً ونسياناً.
وللتغلب على المشكلة، يجب أن تراقب وقت الشاشة وأن تضع في اعتبارك مَن تختار متابعته والمحادثات عبر الإنترنت التي تشارك فيها، كما يجب التركيز على المشاركات الإيجابية بدلاً من السلبية.
البقاء في الداخل طوال اليوم
من الواضح أنه مع الإغلاق، لم يكن من السهل تجنّب ذلك، ولكنّ القيود الآن تخضع للتخفيف. إنّ قضاء معظم يومك في الداخل يمكن أن يزيد بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث يساهم نقص ضوء الشمس والفيتامين D في أعراض الاكتئاب.
قلّة النوم
يمكن أن تجعلنا نشعر بقليلٍ من الضياع، لأنّ الحرمان من النوم يؤدي إلى تدنّي الحالة المزاجية، وصعوبة التركيز، والإرهاق بسهولة، ما قد يؤثر سلباً في الصحّة العقلية.
إذا كنت تعاني مشكلة في النوم، من المهمّ طلب المشورة بشأن بناء علاقة صحّية مع نومك. وسيُساعدك استخدام تقنيات الاسترخاء والراحة قبل النوم على تطوير روتين نومٍ يناسبك، ما يساهم في الشعور بالنشاط والإيجابية أثناء ساعات الاستيقاظ.
نظام غذائي سيّئ
إنّ الأطعمة عالية السكّر والمعالجة، مثل الكعك والخبز والبسكويت، وكذلك اللحوم الحمراء، يمكن أن تزيد بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بالاكتئاب. وإنّ تناول هذه الأنواع من المأكولات بانتظام قد يكون أحد أسباب معاناة صحّتك العقلية.
وأظهرت الدراسات أنّ استهلاك هذه الأطعمة بكميات كبيرة، وكذلك كميات قليلة من الفاكهة والخضار، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج.
وللتأثير بشكلٍ إيجابي في صحّتك العقلية، إنتبه جيداً الى الأطعمة التي تُغذي جسمك وعقلك، واختر نظاماً غذائياً مليئاً بالفاكهة والخضار والحبوب الكاملة.
عدم ممارسة الرياضة
تُعد ممارسة الرياضة أمراً رائعاً لتقليل التوتر، ويمكن أن يكون الإندورفين الذي يمنحك شعوراً جيداً، والذي يفرزه التمرين، بمثابة مُعزِّز فوري للمزاج.
واللافت أنّ التمارين المنتظمة يمكن أن تساعد أيضاً على تحسين مستويات الطاقة والتحفيز، وزيادة مشاعر السعادة وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر.
ولتحقيق أقصى استفادة، حاول ممارسة 30 دقيقة على الأقل من التمارين 3 إلى 5 مرات في الأسبوع.
التراخي
إنّ مجرد الجلوس بشكل مستقيم يمكن أن يقلّل من أعراض الاكتئاب. هذا ما تبيّن وفق دراسة نُشرت في «Journal of Behavior Therapy and Experimental Psychiatry». ولقد أظهرت دراسات أخرى أنّ الوضعية الجيّدة تعمل على تحسين احترام الذات والمزاج، لكنّ نتائج هذه الدراسة، على وجه الخصوص، تشير إلى أنّ الوضعية الجيّدة تعزّز الموقف الإيجابي، وتقلل من التعب، وتخفّض التركيز على الذات لدى المصابين بالاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.
التسويف
إنّ التسويف هو تجنّب المهام المُجهدة، وبدلاً من ذلك القيام بالمهام الأكثر إمتاعاً لكنه ليست مهمّة. وهذه العادة، التي من المحتمل أن يواجهها معظمنا، تبدو بريئة، لكنها يمكن أن تضرّ بصحّتك العقلية وتؤدي إلى زيادة التوتر.
وسيجعلك التسويف متوتراً لأنك تشعر بعبء الشيء الذي لم تفعله، ولكن يجب عليك القيام بذلك، ما يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر وبالتالي التأثير سلباً في صحّتك العقلية.