يستمر محامو صيدا والجنوب في إضرابهم منذ 5 أسابيع، “بسبب تجاهل المعنيين تلبية مطالبهم الرافضة لـ”الاعتداءات والتجاوزات” التي يتعرضون لها، ونفذوا ظهر اليوم وقفة احتجاج داخل قصر العدل في مدينة صيدا، ضمن سلسلة وقفات نظمت في قصور عدل بيروت وزحلة والنبطية لإيصال رسالة مفادها “لا لكسر القضاء والمحامي”.
وشارك المحامين في تحركهم نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف وعضوا مجلس النقابة ايلي بازرلي وفادي حداد.
وبعد دقيقة صمت على أرواح القضاة الأربعة الذين اغتيلوا على قوس المحكمة داخل قصر العدل في صيدا، قال خلف: “وقفتنا اليوم فرضت علينا ليس لأننا نهوى ذلك، بل لأننا بتنا في زمن لا تقوم للديموقراطية قائمة الا بفضل المحامي”.
وأشار إلى “مجموعة الأحداث التي تعرض لها بعض المحامين من توقيف واجراءات اتخذت في حقهم وطرق معالجة الجهات المعنية لها، والتي أدت إلى الإضراب احتجاجا على منهجية التعامل مع المحامين امنيا وقضائيا”.
وأكد أن “رسالة المحامي هي الشرف والكرامة لأننا نأكل من كرامتنا ووقفتنا مرتبطة بوجود المحامي واستقلاله واحترامه، ونحن في قصور العدل لسوء الحظ هذه الامكنة غير اللائقة للعدل. ليس في امكاننا دخول امكنة لا تعرف أهمية هذه الرسالة الكبرى. هنا هي امل الناس وحقوقهم وحرياتهم، ولا يستطيع أحد رفعها في وجه المتسلط والظالم الا المحامي”.
وشدد على أن “هذا المحامي لا ينكسر ولا يستطيع او يفكر احد ان يكسره، لذلك جئت اليوم لنكون سويا ونؤكد أن المحامي اينما وجد هو قبل كل شي هذا الفارس الذي يدافع عن الناس, هذه الوقفة ليس فقط للمحامين، بل لئلا يداس الناس لأنهم خط دفاع للحريات العامة ولحقوقنا، واذا سقط المحامي فلا تسألوا ماذا سيحل بالناس”
وأردف قائلا: “كلنا اليوم من بيروت الى البقاع والجنوب وبوابته المحبة والجبل وكل لبنان بما فيها نقابة طرابلس التي هي التوأم الاخوي لنا، مدعوون الاثنين 12 تموز الحالي الى المشاركة في يوم تضامني مع نقابة بيروت تأكيدا لرسالة المحاماة في لبنان التي لا يستطيع احد اسقاطها واذا سقطت، سقطت الديموقراطية ولن تسقط”.
وقال: “جميعنا على موعد في قصر عدل بيروت قاعة الخطى الضائعة، وستشاركنا شخصيا للتضامن معنا رئيسة اتحاد محامي كل نقابات اوروبا الذي يضم 245 نقابة اوروبية، رئيس اتحاد نقابات فرنسا، امين سر اتحاد نقابات فرنسا ونقباء فرنسيون، وبالتاكيد اخوتنا العرب نقيب محامي مصر وما يمثل ولكونه ايضا رئيس اتحادالمحاميين العرب، ونقيب محامي العراق ونقيب محامي طرابلس، وسنكون معا للتأكيد أن لا امكان لسقوط رسالة المحاماة داخل لبنان”، لافتا إلى “أننا يمكن ان نشهد سقوطا مروعا لكل ما يحيط بنا، انما لن تسقط المحاماة، ونقابة المحامين هي رافعة الوطن وستبقى. لذلك كلنا على موعد الاثنين في قصر العدل لاعادته الى وهجه ليكون ليس على ما نشهده اليوم، انما على قدر اجيال بلدنا ونحن مسؤولون عن هذه الاجيال واحلامها ما دام هنا زملاء وزميلات مثلكم”.
وتوجه الى المحامين قائلا: “إياكم أن يتخطانا أحد بالتوجه إلى اتمام عمليات اصدار احكام أو قرارات غيابية”، معتبرا أنه” سيكون الشعرة التي تقصم ظهر البعير، فلا احد يتحدانا، ونحن لنسا هواة اضراب او سلبية. نحن اليوم ننفذ وقفة ندية. كفانا، لسنا ادنى من احد او افضل من احد. المحامي مكانه برسالته ولن نقبل بعد اليوم التعامل معنا بدونية. هذا أمر ليس مقبولا”، مؤكدا ان “النقابة ستبقى.”
وختم: “انتم تعطون الامل، كونوا القدوة الصالحة التي تحارب الفساد وترفع صوتها في وجه المتسلط ولا تخافوا، نحن اناس خلقنا لنكون احرارا ولنواجه التسلط والمتظلم ونكون دائما على قدر امال الناس لأننا الامل الآتي لهذا البلد”.