نفذ محامو النبطية ظهر اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية داخل قصر العدل في النبطية، بسبب “تجاهل المعنيين تلبية مطالبهم الرافضة للاعتداءات والتجاوزات التي يتعرضون لها”، وذلك ضمن سلسلة وقفات نظمت في قصور عدل بيروت وزحلة وصيدا لإيصال رسالة مفادها “لا لكسر القضاء والمحامي”.
وشارك المحامين في وقفتهم، نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف واعضاء مجلس النقابة: سعد الدين الخطيب، ناضر كسبار، ايلي بزرلي، عماد مارتينوس، فادي حداد، ندى تلحوق وبيار حنا.
وألقى ممثل نقابة المحامين في النبطية المحامي شوقي شريم كلمة سأل في مستهلها: “لماذا يجري العمل على الانتقاص من دورنا المهني كمحامين وتجريدنا من سلاحنا الشرعي والمتمثل بالكلمة الحرة في الدفاع عن الحق وبالانتصار للمظلوم، ولماذا النيل من ضماناتنا التي خصنا بها القانون لاداء هذا الدور والذي يستحيل القيام بدونها، والا لماذا أعطانا المشرع الضمانات التي يتمتع بها القاضي والتي تعتبر الاعتداء على المحامي اثناء ممارسة المهنة هو نفس الجرم في الاعتداء على القاضي؟”.
وقال: “هنا لا بد من الاشارة الى انه اذا كان المحامي قد حلف اليمين على احترام القضاء وهذا واجب، ولكن بالمقابل فإن للمحامي حقا على القضاء ان يبادله الاحترام والاعتبار”.
وأضاف: “من هنا، فإننا في النبطية نؤكد التزامنا الكامل والتقيد بقرار مجلس النقابة في هذه الوقفة التاريخية لانها اولا، تحفظ لأم النقابات تاريخها المجيد ودورها الطليعي في هذا الوطن، والتي لم تبخل بمده بقامات وطنية شامخة تركت بصمات خالدة ومشرفة في الوطن والعالم”.
كما أكد عضو دائرة المحامين في حركة “أمل” المحامي ملحم قانصو على “وحدة الموقف”، وقال: “نبارك الخطوات والجهود التي يرعاها سعادة النقيب وكذلك مجلس النقابة، انطلاقا من الحرص والاخلاص والامل بأن قضية الحق ستنتصر في النهاية وطالما اننا سنبقى نستظل في بهاء حضوره وشمسه التي لا تغيب جباه الحالمين. ويأتي هذا اللقاء في هذا السياق ليؤسس لنافذة من امل نتمناها لوطننا الذي يعيش ظروفا صعبة لم يشهدها من قبل، وهو يعول عليكم لتقودوا معركة حق لبنان في العيش الكريم بما يليق بمكانته ودوره وحق انسانه في حياة حرة عزيزة وكريمة بعيدا عن الاذلال والاستغلال. وعندما نتحدث عن سبب الخلاص ومخارج الحلول، نستحضر قامة وطنية كبرى دولة الرئيس المحامي نبيه بري والذي يشكل ضمانة اكيدة في حماية منظومة القيم التي تصون لبنان وتحصن مستقبله وهو صاحب شعار “اعطوني عدلا وخذوا دولة ووطنا”.
من جهته، قال نقيب المحامين: “كم جميل ان نكون معكم اليوم، في النبطية حاضرة جبل عامل، نبطية الكرامة. نحن هنا لاننا في جبل اعطى الامثولات الكبرى ليقف الانسان ويكون حرا، كما خلقه الخالق في رسالته الاولى وهو الذي يخلق الناس احرارا. واليوم النبطية وجبل عامل في قلب نقابة المحامين. جئنا لنأخذ الامثولات ونطبقها ولنعود الى رسالتنا الدفاع عن الانسان، وهي رسالة أؤتمنا عليها من قبل نقابة قامت منذ 100 عام”.
وأضاف: “تأتي وقفتنا اليوم للتأكيد على ما نعانيه من ازمة حقيقية فرضت علينا سلوك طريق لم نكن نريده، وهو صورة سلبية لم تكن خيارا بالقدر الذي كان التزاما بكرامة المحامي”.
وعرض لمجموعة من الأحداث التي تعرض لها بعض المحامين من “توقيف واجراءات اتخذت في حقهم من قبل قوى الامن الداخلي وطرق معالجة الجهات المعنية لها، والتي أدت إلى الإضراب احتجاجا على منهجية التعامل مع المحامين امنيا وقضائيا”.
وقال: “رسالة المحامي هي الشرف والكرامة لأننا نأكل من كرامتنا، ووقفتنا مرتبطة بوجود المحامي واستقلاله واحترامه. رسالتنا هي امل الناس وحقوقهم وحرياتهم، ولا أحد يستطيع رفعها في وجه المتسلط والظالم الا المحامي”.
وأوضح أن “هذا المحامي لا ينكسر ولا يستطيع او يفكر احد ان يكسره، لذلك جئنا اليوم لنكون سويا ونؤكد أن المحامي اينما وجد هو قبل كل شي هذا الفارس الذي يدافع عن الناس. هذه الوقفة ليست من أجل المحامين بل لئلا يداس الناس لأنهم خط دفاع للحريات العامة ولحقوقنا، واذا سقط المحامي فلا تسألوا ماذا سيحل بالناس”.
كذلك أشار إلى أنه “ما يتعرض له المحامون في كثير من الاماكن يجعلنا نعلي الصوت أكثر، ونقول ان الوجع بات لا يطاق، ان كنا في إضراب او بدون إضراب العدالة ليست ماشية وسيرها ايضا ليس ماشيا. وأريد ان ألفت الى دورنا الاساسي الا وهو دعم السلطة القضائية المستقلة الكفوءة النزيهة والفاعلة والفعالة، لكنهم لم يسمعوا ذلك بل ارادوا الوقوف عند كلمة مجتزأة، لا النظر في كل الوقفة والعنفوان الذي وجهناه لهم وكأنهم لا يريدون سلطة قضائية مستقلة وكفوءة، وقد قلنا حينها ان انتفاضة المحامين الكبرى التي ستنتج مع كل الاشخاص الذين يعملون على قانون استقلالية القضاء”.
وقال: “نحن المحامين لا نأكل اللقمة الا مع كرامتنا، ولا يظن احد بأننا يمكن ان نتخلى عن كرامتنا من أجل لقمتنا، نحن نأكل ونعيش كرامة بالاساس، والثوب الذي نرتديه هو ثوب الكرامة. يجب أن نعرف جيدا أن كل شيء حولنا يسقط اليوم لان هناك ازمة قيم، واعلموا ان في هذا البلد حصن الحريات وحصن حقوق الناس ألا وهو نقابة المحامين، فإذا أرادوا إسقاط هذا الحصن او كسره عندها تذهب الديمقراطية. وقفتنا اليوم للدفاع عن المواطن لا عن المحامي فقط، وسنقف دوما في وجه المتسلط والظالم والمستبد”.
وشدد على أنه “ليكن معلوما أن لا ملاذ في هذا الوطن لأحد اذا تم التطاول على محام او محامية. من هنا نقول، من الحاضرة التي نقف فيها اليوم، حاضرة جبل عامل التي اعطت الامثولات بالكرامة، إننا اهل كرامة ونرفض الذل، نحن الاباء والعزة، ونريد ان نردها لكل مواطن. هذا موقفنا اليوم وهذا ما نقوم به، لا نريد تحدي احد ونحن أبعد ما نكون عن التفكير بكسر القضاء، ولا نقبل بأن يتجرأ احد على المحامي او نقابته. وكما أننا حريصون على انفسنا، كذلك نحن حريصون على القضاء الذي عليه أن يعرف بأننا واياه ندان”.
وتابع: “نحن من يحمي العدالة في لبنان لانها الاساس في بلدنا، وتذكروا ما نقوله اليوم ان نقابة المحامين في بيروت هي رافعة الاجيال الصاعدة، والتي تعطي الامل، ولا يحاولن أحد كسرها لانها لا تنكسر، ويجب الالتزام بالرسالة الاساسية التي أقسمنا عليها “حماة فرسان الدفاع عن الناس”، ولا يمكن لمتسلط أو سلطة أو دولة بوليسية أو غير بوليسية ان تمنعنا من تأدية رسالتنا. لذا، ندعو الاثنين في 12 الحالي الى المشاركة مع اهلنا في يوم التضامن مع المحامين، في قاعة الخطى الضائعة في بيروت، يوم طويل، وستشاركنا شخصيات متضامنة معنا، أبرزها رئيسة اتحاد محامي كل نقابات اوروبا الذي يضم 245 نقابة اوروبية، رئيس اتحاد نقابات فرنسا، امين سر اتحاد نقابات فرنسا ونقباء فرنسيون، اضافة الى نقيب محامي مصر، وما يمثل ولكونه ايضا رئيس اتحاد المحامين العرب، ونقيب محامي العراق ونقيب محامي طرابلس، وسنكون معا للتأكيد أن لا إمكان لسقوط رسالة المحاماة داخل لبنان”.
وختم: “قد نشهد سقوطا مروعا لكل ما يحيط بنا، انما لن تسقط المحاماة، ونقابة المحامين هي رافعة الوطن وستبقى. لذلك كلنا على موعد الاثنين في قصر العدل لاعادته الى وهجه ليكون شاهدا ليس على ما نشهده اليوم، انما على قدر اجيال بلدنا التي نحن مسؤولون عنها وعن احلامها ما دام هنا زملاء وزميلات مثلكم”.