دعوة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الحياد الايجابي ومطالبته الامم المتحدة بتحقيق ذلك، كونه الحل الانقاذي لكل ما يعانيه لبنان من أزمات، لا تزال موضع اهتمام على رغم مضي اشهر على اطلاقها وذلك بعدما ثبت للجميع أن انحراف البلاد الى سياسية المحاور منذ حلف بغداد في العام 1958 الى اليوم غالبا ما أدى الى اندلاع المعارك فيه ووقوعه في المشكلات على غرار ما نشهد راهنا نتيجة مسايرة العهد لحزب الله الذي جر لبنان بأسره وبفائض القوة التي يملكها الى محور الممانعة الذي تتصدره ايران العاملة على التدخل في شؤون الغير وخصوصا دول الخليج وتصدير الثورة اليها.
وعلى ما نشهد بات لبنان يعيش في ظل المرحلة الايرانية بعد السورية والتي يربط المتابعون أستمرارها بنتائج مفاوضات فيينا القائمة بين طهران والادارة الاميركية الجديدة برئاسة الرئيس جو بايدن والتي لا بد ان تؤدي الى وضع حد للنفوذ الايراني وتحديد أطر دوره كشرطي في الخليج لمنع التمدد الصيني في المنطقة .
ويقول مرجع سابق في هذا السياق لـ” المركزية” أن لبنان الذي عاش المارونية السياسية لقرابة 40 سنة من الخمسينات حتى التسعينات ومن ثم السنية على مدى عشرين عاما في عهود ما بعد الطائف، يشهد اليوم تحولا نحو المرحلة الشيعية التي أرتسمت معالمها بعيد تحرير الجنوب في العام 2006 والتي لابد أن تحدد أطرها وعمرها مفاوضات فيينا والحلول للمنطقة ودولها الموضوعة على الطاولة والتي ستشمل لبنان بالطبع وتدفعه الى الدولة المدنية التي تحظى بتأييد الغالبية من اللبنانيين بأستثناء حزب الله بالطبع ومناصريه الذين لايخفون سعيهم الى قيام دولة الفقيه.
يبقى الجواب على هذه التساؤلات رهن ما ستؤول اليه المستجدات المحلية والاقليمية والدولية التي بدأت مع مرحلة التطبيع على الخط الخليجي مرورا بحرب غزة وما آلت اليه والتي ستطال لبنان سواء من البوابة الجنوبية وعبر مفاوضات الاطار ام من خلال محادثات فيينا وسواها من تلك التي لا تزال موضع شد حبال بين اميركا وروسيا على تقاسم النفوذ في المنطقة ودولها .