رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ، أن “لبنان بخطر تاريخي وداهم، والتوظيف الدولي الإقليمي بلغ ذروته والعين على سيناريوهات قذرة وخطيرة، والمطلوب حماية لبنان من أي سيناريو فوضى أو تقسيم أو فدرلة أو حرب أهلية، لأن البلد لا يتحمل أي مغامرة، ولبنان أصغر من أن يقسم وأكبر من أن تمر به دبابات الفدرلة وسواتر القواعد العسكرية، والمناخ الدولي الإقليمي يوقد نار فتنة، أخشى أن تتحول إلى كوارث”.
واضاف قبلان في بيان: “يجب أن نتذكر تجربة المتصرفية التي انتهت بكارثة، والانتداب الذي كشف البلد عن دولة طائفية منذ 1943، وما جرى بالطائف نصف دولة مواطنة إلا أنه وحد البلد وأنهى الحرب الأهلية ووضع مشروع الدولة على سكة الطموح بدولة مواطنة وعيش مشترك وسلم أهلي وميثاق وطني بصيغة دولة تحمي الطوائف بعيدا من الطائفية، والآن البلد ولأسباب كثيرة يعيش لحظة انهيار تاريخي وتهديد هو الأخطر لمشروع الدولة والسلم الأهلي، بل لأصل وجود لبنان، ولا شك في أن وطننا ضحية فساد ونهب وكارثة نقدية وسياسية ومعيشية لا مثيل لها بتاريخ أزمات لبنان، وهذا ما يجب الخلاص منه بالأطر الداخلية وبكل جرأة، إلا أن مخاطر الخرائط الدولية الإقليمية الآن تعمل على الإستثمار بالشوارع والمنصات والتيارات والخنادق والمشاريع السوداء، ما يهدد أصل وجود لبنان وسلمه الأهلي وشراكته الوطنية”.
وتابع: “الجميع يعلم أن أحدا لن يقبل بتقسيم لبنان أو فدرلته أو تحويله متاريس من جديد، ولن يمر هذا الأمر مهما كلف من ثمن حفظا للبنان ومشروع دولته وعيشه المشترك، والحل بأيديكم لأن اللوبي الدولي الإقليمي يسرع وتيرة مشاريع الحصار والاستنزاف، وعمل السفارات بهذا المجال مريب جدا فيما الأفكار الداخلية للبعض خطيرة وكارثية. وهنا ألفت إلى أن حماية الجيش كضمانة وطنية، تبدأ من القرار السياسي وليس بإلغائه، كما أن حماية لبنان ومشروع دولته وسلمه الأهلي يتوقف بشدة وسريعا على تشكيل حكومة قرار تمنع المشارط الدولية الإقليمية التي تستثمر بخراب البلد وتجويعه وخنقه وتعد العدة لسيناريوهات خطيرة جدا، على أن ما يكتب على الورق لا يعني أنه سيجد طريقه للواقع لأن شعب وقوى وقادة هذا البلد علمونا أنهم حراس وطن وسلم أهلي وعيش مشترك”.
واشار الى أن “هناك من يريد تحويل لبنان إلى عبء داخلي وساحة تهديد عكسية ولو على حساب شعب لبنان ومشروعه الوطني. والخيار دوما وأبدا بلد ووطن وعيش مشترك ومن يريد التغيير فهذه الانتخابات على مسافة أشهر وكل الأدوات المدنية بين يديه، والتغيير بهذا البلد لا يكون إلا بالسياسة وإلا طار البلد، ومن يظن أن لبنان ساحة مفتوحة بلا قوة وطنية عليه أن يعيد قراءة تاريخ لبنان. وإذا كان من نصيحة فأقول: إياكم واللعبة الدولية الإقليمية فإنها ما حلت بوطن إلا أحالت سلمه الأهلي إلى خراب”.