كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن:
ما إن يتحرك أي سفير أو يصدر أي موقف عن دولة عربية أو غربية حتى تتصاعد أصوات الممانعين الممولين كلياً من الخارج، معترضة على ما بات يعرف بالتدخل بالشؤون اللبنانية وعودة الاستعمار والانتداب، ولكن المفارقة أن هؤلاء الممانعين الذين يمسكون اليوم بكل مفاصل السلطة ويعملون على تشكيل الحكومة، لم يتوصلوا إلى أي حل يخرج لبنان من الأزمة التي يعيشها ويوقف الإنهيار المستمر، لا بل ان الخلاف بين الأكثرية الممانعة يزيد من سرعة الإنهيار وفي شكل متعمد، إذ لا يكفي أن هؤلاء لا يسجلون أي إنجاز أو خطوة إلى الأمام، بل يرفضون أي مساعدة للتوصل إلى حل أو لتمكين الشعب اللبناني ومؤسساته ولا سيما الجيش وقوى الأمن الداخلي، من الصمود وكأنهم يخططون بالفعل لإنهيار كامل للبلد والدولة.
هذا التحرك الغربي والعربي المرفوض من الممانعين إلى ماذا يهدف؟
يهدف أولاً إلى تشكيل حكومة فاعلة يثق بها اللبنانيون والعالم لمساعدتها فهل هذا مرفوض من قبل الممانعين؟
يهدف ثانياً إلى إصلاحات جذرية في إدارة البلاد فهل هذا مرفوض أيضاً من قبل الممانعين؟
يهدف ثالثاً إلى دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي وباقي المؤسسات الأمنية لمنعها من الانهيار بعد تدهور سعر صرف الليرة فهل هذا مرفوض من الممانعين؟
يهدف رابعاً إلى مساعدة الشعب اللبناني على الصمود ومحاولة تأمين الغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء له، في ظل عجز سلطة الممانعة فهل هذا مرفوض من الممانعين؟
خامساً يهدف إلى إجراء الانتخابات النيابية والبلدية والرئاسية في مواعيدها الدستورية ألا يريد الممانعون إجراء هذه الانتخابات؟
قد يتنطح البعض ويقول إن هذه المساعدة ليست مجانية وإن ثمناً سياسياً واقتصادياً سيفرض على لبنان، ولكن هؤلاء يجب أن يدركوا أن مساعدة غير مجانية تبقى أفضل بأشواط من مواصلة الإنهيار وأن الإنقاذ بثمن يبقى أفضل بأشواط أيضاً من استمرار تدمير وخراب البلد ولكن عن أي ثمن يتحدث هؤلاء؟
البعض يزعم أن الثمن هو السلام مع إسرائيل، ولكن هذا البعض يعرف الحقيقة الراسخة ولكنه يخفيها وهي أن لبنان سيكون آخر دولة توقع هذا السلام، وأن لا أحد يستطيع أن يفرض على اللبنانيين هذا الخيار من دون إجماع من قبلهم وحتى من يتهمهم الممانعون الممولون من الخارج، بأنهم عملاء للغرب لا يتحدثون عن توقيع سلام مع إسرائيل.
البعض يزعم أن الثمن هو أن تسيطر إسرائيل على غاز ونفط لبنان وهذا أمر غريب عجيب، فإسرائيل سبقت لبنان بأشواط في عملية التنقيب واستخراج النفط والغاز وبيعهما، ولمن لا يعلم من الممانعين فإن الخلافات بين اللبنانيين هي التي أخرت كل ما يتعلق بمسار التنقيب والاستخراج وليس الغرب من قام بذلك، كما أن سخافة القول بأنه تم العثور على النفط والغاز في البلوك رقم 4 ولكن ممنوع استخراجه، فهذه كذبة أطلقها الممانعون وليتفضل هؤلاء ويسألوا وزارة الطاقة، وهي في أيدي حلفائهم، عما إذا تم العثور على النفط والغاز في البلوك رقم 4 ومن منع استخراجها؟
أما القول بأن شركة توتال ممنوعة من العمل في البلوك رقم 9 أيضاً، ليسأل الممانعون وزارة الطاقة عن سبب التأخير وليذهبوا إلى مقاضاة شركة توتال، إذا كان التأخير متعمداً ومن دون علم السلطات اللبنانية الممانعة.
البعض يزعم أيضاً أن الثمن هو إقفال الحدود مع سوريا وأين الخطأ في ذلك؟
إقفال الحدود لا يعني إقفال المعابر الشرعية بل المعابر غير الشرعية ووقف التهريب ووقف نزف أموال اللبنانيين وهل هذا مرفوض من قبل قوى الممانعة؟ هل يريدون استمرار التهريب ونزف الأموال؟ أليست هذه الحدود هي التي يخشون ان يتسلل الإرهاب من خلالها؟
في الخلاصة إن كنتم لا تريدون التدخل الخارجي عليكم بأمرين:
الأول أن تنهوا كل ارتباط لكم مع الخارج.
والثاني أن تفعلوا ما يجب فعله لإنقاذ لبنان واللبنانيين لأن كل تجاربكم السابقة والحاضرة والمستقبلية فاشلة.