في اللقاء التاسع عشر منذ تكليفه تشكيل الحكومة في 22 تشرين الاول 2020، حمل الرئيس سعد الحريري القادم مباشرة من المطار الى بعبدا بعد زيارة الى مصر، تشكيلته الحكومية الثانية المؤلفة من 24 وزيراً، بعد التشكيلة الاولى التي سبق ورفضها رئيس الجمهورية ميشال عون والتي كانت تضم 18 وزيراً.
دام اللقاء ثلاثين دقيقة بين السلام والكلام والحديث عن الاوضاع العامة، ومن ثم سلّم الحريري الى عون مغلّفا ابيض يحتوي على تشكيلته الكاملة لجهة توزيع الحقائب والاسماء والتوزيع الطائفي والمذهبي، قائلاً “انتظر فخامة الرئيس جوابك على هذه التشكيلة غداً (اليوم)”، ليفتح عون المغلف ويطلع على التشكيلة فيتبيّن له ان التشكيلة هي عبارة عن التشكيلة السابقة مضافاً اليها ستة اسماء مع توزيع جديد للحقائب على الطوائف، فكان جواب عون “ان هذه التشكيلة تحتاج الى دراسة وبحث وتشاور قبل الجواب عليها”، وبالتالي تعمّد رئيس الجمهورية عدم رفض التشكيلة وفي ذات الوقت عدم الالتزام بمهلة الحريري للجواب”.
وقال مصدر متابع لـ”نداء الوطن” “ان ما حمله الحريري الى عون هو تشكيلة اعتذار وليس تشكيلة تأليف، لانه اراد جواباً وليس نقاشاً حولها وفق الآلية الدستورية التي تنص على الاتفاق وبالتالي ليس رئيس الجمهورية ممراً عابراً او صندوق بريد، كما ان تحديد مهلة ساعات مخالف لكل الاعراف، لانه لا يلزم الرئيس بهكذا مهلة في ظل تشكيلة جديدة بتركيبة مختلفة وتوزيع جديد على الطوائف والمذاهب واسماء جديدة تحتاج الى مشاورات مع الكتل والمكونات الطائفية”.
الا ان اللافت هو خروج رئيس الجمهورية من مكتبه بعد مغادرة الحريري لتفقد الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري، في دردشة اراد منها ايصال رسالتين: الاولى ان صحته بخير، وهو بالفعل ظهر كذلك، والثانية اظهار انه مرتاح وليس في موقف متوتر كما بدا الحريري اثناء حضوره الى بعبدا وفي خلال تصريحه، ولم يكتف بذلك انما مازح الصحافيين بعد إلحاحهم على سؤاله عن مهلة الحريري له للجواب غداً (اليوم) قائلاً: بيأمر، وعندما سئل عن رأيه بالتشكيلة قال: “ان شاء الله خيراً”، واردف قائلاً “اود سؤالكم عن الطقس اليوم”.
وفي المعلومات الرسمية ان عون استقبل عصر امس الحريري، وتسلم منه تشكيلة جديدة. وأوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان التشكيلة تتضمن أسماء وتوزيعاً جديدين للحقائب والطوائف، وان رئيس الجمهورية ابلغ الرئيس الحريري انها ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه. وبعد انتهاء اللقاء تحدث الحريري فقال: ” قدمت لفخامة رئيس الجمهورية حكومة من 24 وزيراً من الاخصائيين، بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس بري في هذا المجال. وبالنسبة اليّ، يمكن لهذه الحكومة ان تنهض بالبلد وان تبدأ العمل جدياً لوقف الانهيار. وتمنيت على فخامة الرئيس الحصول على جواب غداً لكي نبني على الامر مقتضاه. لقد دخلنا في الشهر التاسع في محاولة تشكيل حكومة، والآن حان وقت الحقيقة. وسنعلم غداً بإذن الله”.
وقبيل المساء صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:
” تسلم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عصر اليوم، من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تشكيلة حكومية تتضمن أسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عما كان تم الاتفاق عليها سابقاً. وطلب الرئيس الحريري من فخامة الرئيس جواباً عن هذه التشكيلة قبل ظهر غد الخميس.
وابلغ فخامة الرئيس الرئيس المكلف، ان التشكيلة المقترحة بالاسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب، ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليبنى على الشيء مقتضاه”.